الشاعرة فاتن حمودي ( لوحة الفنان اسماعيل الرفاعي)- الناس نيوز :
ماذا لو ضَمَمْتَني …..بعدَ عاصفةِ حُزنٍ ……….و رحتَ تبكي سرا…………….ماذا لو ؟
تقولْ ضميني ….خمسَ دقائقَ فقط … زوادةً للعمر
..أضع على طاولتك حزمة شوق. قبل الرحيل بخطوتين
أطلقها في دمك جنونا ..لرقصتك الأخيرةِ
ماذا لو ……
تركتُ غيمَ حزني جدارا بيننا …..وكنتُ أنا في شروق الشمس …..وأنت في مغيب الرقص
ماذا لو لم اسمع صوتك ….وأنت تقرأ قصيدتك؟
ماذا لو لم تسافر غيمتي إلى نافذتك؟
أنا المرأة أهرول في عزلتي نحو دروب الحرية….أقرأ الغثيان واصرخ …..فالبلاد للسياطِ…و صوتُك يُؤلمُني
كيفَ أكونُ موجودةً…..وكلُّ الجهاتِ تودي إلى العدمِ؟
..أسمعُ نزقَ الوجودِ….ولهفتَكَ في مساحتي المتبقيةِ.
حزينٌ أنا …تقول
وحدي.. لستُ لي …ولستُ لك
تقولْ ضميني ….خمسَ دقائقَ فقط … زوادةً للعُمْر
ضمَّ شغفَ الوردِ بأغصاني
…..ضمَ ارتجافَ أصابعي
أنا النهرُ …يمشي نحوي
ضمَّ خُصلاتِ جُنوني وعَصْفي
.. بشغفِ الكونِ بي..أَضُمُكَ..أعدو في الرَّملِ
أتوهُ في السَّرابِ
متشابكي الجراح نمشي في القصيدة
نخلعُ حُزْنَنَا …..نطيرُ بالموسيقا
اكسرُ زجاجَ الغربةِ..واكتُبُني.
الكتابةُ حياةٌ مبللةٌ بالعشقِ
مبللةٌ بدمِ الورد
أعدو خلفَ شمسٍ معلقةٍ على بابي
أنا كارمن ….الهائمة في منافي الله ………….بيننا جيتارات …..وشال غطى لهفتي وخجلي
أمضي نحو عتبة روحك
اسقيك بكفيّ… وأغصُ فقد أَعياني السؤالُ………. الجهاتُ كُلُّها إلى الرَّمل فأيُّ صحراءَ ….وايُّ قطارٍ في الغيب؟
لا محطاتٌ أمضي إليها ….أنا الغريبةُ
أرتدي معطفَ الذُّهولِ ….أجلسُ في بيتي …غُرفتي …بينَ كُتبي ..وعالمي وحيدةً تماما
… الطريقُ بعيدةٌ…..و لا أحدٌ في الأنتظار
الكلُّ مّروا
وانتَ في رقصتِكَ الأخيرةِ
تهذي
مرّ القطار سريعا
وسريعا مررتُ ….مررتُ قُربَك….مررتُ بعدَك
مُرّةٌ الحربُ
قٌلْ لي؟ ……كيفَ أشمُّ عُمْرا كاملا
ولا يَهُمُني بعدها خساراتٌ جديدةٌ
فأنا كتبت القصيدة.