واشنطن – باريس عواصم ووكالات – الناس نيوز ::
يُعد ماكرون أول زعيم أجنبي تتم دعوته لحضور مأدبة عشاء رسمية في البيت الأبيض خلال حكم الرئيس جو بايدن .
بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس في البيت الأبيض العلاقات الثنائية ، وهي أول زيارة يقوم بها ماكرون للولايات المتحدة منذ أن تولى بايدن منصبه في أوائل عام 2021 .
وحلال استقباله نطيره الفرنسي، أكد بايدن التزام الولايات المتحدة بالدفاع المشترك مع فرنسا، مشيرا الى أن “واشنطن وباريس تواجهان الطموح والخطر الروسي اللذين يهددان أوروبا”.
وشدد بايدن على الشراكة المتينة بين الولايات المتحدة وفرنسا، قائلا “فرنسا شريك موثوق وتاريخي للولايات المتحدة”. وتابع: “سنعمل مع فرنسا وشركائنا نحو عالم أكثر ديمقراطية”.
ويحتفل بايدن وماكرون، بمرور أكثر من 200 عام على العلاقات الأميركية الفرنسية، لكن نزاعا يدور في الخفاء بسبب الإعانات الجديدة المقدمة بموجب القانون الأميركي لخفض التضخم.
ومن المرجح أن يأتي الهجوم الروسي على أوكرانيا على رأس القضايا التي يناقشها الرئيسان حيث يسعى كل منهما لتعزيز الدعم المقدم للجيش الأوكراني.
ويبدي بايدن وزوجته جيل اهتماما بإضفاء مظاهر الأبهة والحفاوة عبر مراسم استقبال فخمة، وحفل عشاء رسمي فاخر تم من أجله استقدام 200 من قشريات جراد البحر الحية (اللوبستر) من ولاية مين.
وسيجري الزعيمان محادثات قبل أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا في الساعة 11:45 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1645 بتوقيت غرينتش).
وكان ماكرون وزوجته بريجيت وصلا إلى واشنطن، الثلاثاء، في ثاني زيارة له إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ توليه منصبه في 2017.
والتقى بايدن (80 عاما)، وماكرون (44 عاما) عدة مرات في المحافل الدولية، لكن هذه المرة سيحظى الرئيسان بقضاء وقت أطول معا.
وتناول الزعيمان العشاء، الأربعاء، في مطعم إيطالي بمنطقة جورج تاون التاريخية في لفتة طيبة من الرئيس الأميركي.
ومن المتوقع أن يناقش ماكرون مع بايدن المخاوف الفرنسية والأوروبية إزاء الإعانات المقدمة بموجب القانون الأميركي لخفض التضخم، الذي يقدم دعما كبيرا بقيمة 430 مليار دولار للمنتجات الأميركية الصنع، ويهدف إلى معالجة أزمة المناخ.
ويقول القادة الأوروبيون إن القانون الذي وقعه بايدن في أغسطس غير عادل للشركات غير الأميركية وسوف يمثل ضربة قاصمة للاقتصادات الأوروبية في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا السيطرة على تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في فبراير.
وفي حديث له مع رويترز، قال أحد المشاركين في الاجتماع الذي عقد، الأربعاء، مع مشرعين أميركيين بمكتبة الكونغرس إن ماكرون وصف قانون خفض التضخم بأنه “عدواني للغاية” تجاه الشركات الأوروبية.
وأخبر ماكرون الجالية الفرنسية في واشنطن أن تكلفة الحرب في أوكرانيا أعلى بكثير في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة، وأن أوروبا تواجه خطر التخلف عن الركب إذا نجحت الإعانات المقدمة بموجب القانون الأميركي في جذب استثمارات جديدة. وحذر ماكرون من أن هذا يمكن أن “يقسم الغرب”. ولم يكن هناك ما يشير إلى أن بايدن مستعد لتقديم تنازلات.
وعند سؤالها عن المخاوف الأوروبية، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير أن القانون “يقدم فرصا مهمة للشركات الأوروبية بالإضافة إلى فوائد لأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي”.
ويُعد ماكرون أول زعيم أجنبي تتم دعوته لحضور مأدبة عشاء رسمية في البيت الأبيض في فترة حكم بايدن وهو ما يشير إلى الأهمية التي توليها واشنطن لعلاقتها بباريس على الرغم من بعض الخلافات مع إدارة بايدن.
وتتساءل أوساط سياسية ودبلوماسية أسترالية وعربية عن كيفية أنعكاس هذه المباحثات المهمة بين الزعمين ، بادين وماكرون على كل من كانبيرا التي رممت علاقاتها مجددا مع باريس بعد فسخ عقد الغواصات ، وكذلك حول طبيعة المنافسة الاميركية الفرنسية على سطوة النفوذ وتشابك المصالح مع العالم العربي ، الذي يعتبر ان واشنطن وباريس لا تقومان بما فيه الكفاية من ردع إيران وكف بلاها عن العالم العربي .