fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

عزيز تبسي – الناس نيوز :

-1-
لم تعد المسافات طويلة بين الأماكن، لكن بالطبع ليست قصيرة، ثلاثة أرباع ساعة أو ساعة من السير السريع يوصل إلى أبعد مكان، العمل، التعليم، التسوق، مسافات متوسطة كافية ليتأكد المرء من الحدود الضيقة، التي رسمها لنفسه، بعد انخفاض منسوب الفضول ورغبة المعرفة والاستقصاء، ارتفاع أجور النقل وتجنب مشاهدات مآسي العمارة المائلة على أنقاضها والأنقاض التي بجوارها، وهروب من المفاجآت غير السارة، التي غالباً ما تحصل في الشوارع.


يحتاج الوصول إلى السوق الشعبي إلى مسير نصف ساعة، نزولاً من عتبات حي الأشرفية إلى حي السريان عبوراً لساحة سعد الله الجابري، مسيرة متعرجة كافية لرؤية تعاقب وجوه العابرين المنهكة من نوم سيئ ويقظة مذعورة، والتيقن من استنبات ما يشبه سنام الجمال على ظهورهم لصبرهم وقسوة أحمالهم، كما لمرور شاحنات نقل الطحين وتنافسها على أولوية الدخول إلى مستودعاته، والابتعاد الرزين عن موظفي الجمارك الرابضين أمام بوابة إدارتهم، يحتسون قهوتهم بفناجين ورقية، ويتهامسون عن وجهة الغزوة القادمة، بسلسلة حروب استرداد المستحقات المالية التي يتجاهلها المهربون والمتفلتون من تقديم بيانات جمركية عن بضائع جرى استيرادها قبل سنوات، أو ترويج لبضائع أخرى اغتنمها المسلحون من مستودعات ومعامل مهجورة، وأوصلوها بطرائقهم وأسعارهم المخفضة إلى التجار، وأناس آخرين استوطنوا الشوارع من القرن الماضي وأورثوه الى أبنائهم، من الذين يقفون خلف بسطات قليلة البضائع، يصغون إلى الهمس والسعال، ويتصنعون العوز لاستدراج الناس إلى كلام، لا يقدم وقد يؤخر عودتهم إلى بيوتهم. وهناك تائهون يسألون عن المواقع الجديدة للإدارات الحكومية، لاستكمال أوراق للحصول على البطاقة الذكية، التي باتت وسيلة تعريف وحيدة، أمام الجهات المسؤولة عن المواد التموينية والوقود وعبوات الغاز.
-2-
تعالى بناء “فندق الأمير” على مسافة قريبة إلى الجهة الغربية لبقايا سور المدينة القديمة، في مسافة متوسطة بين باب الجنائن الذي لم يعد له وجود، وباب أنطاكية الراسخ في مكانه. عبّر الاسم الذي اختاره المستثمرون عن الزمن الذي أنشئ فيه، واستشراف الزمن الذي يليه. حُمل طموحات سياحية كبيرة واحتملها، لمصطافين افتراضيين يملكون فوائض مالية مضافة لفوائض أخرى، راكمتها سنوات عملهم وتعبهم، يأتون للتنعم بزمن تقاعدهم الكسول. يقع في شماله المتحف الوطني الذي أخرجه الدمار وورشات الصيانة من الخدمة، يليه المصرف المركزي بعمارته المهيبة، الذي لم يبق له عمل سوى الترويج لنقد جديد بلا معادل اقتصادي يوازيه، يحتاج الناس لكيس من أوراقه النقدية ليتسوقوا كيساً من اللحوم والحليب، وإلى جنوبه المصرف العقاري، الذي احتار في إيجاد وسيلة لاسترداد قروضه المستحقة، من أصحاب معامل باتوا خارج البلد، ومصانع جلها نهب أو سوي بالأرض، ومن أصحاب بيوت لم تعد موجودة إلا على خرائط البلدية.


وهناك الناس الخميرة الحية الغافية في تراب البلد، أولئك الذين قضوا حياتهم على الأرصفة المحاذية للفندق، من الذين واللواتي لم يصعدوا إلى طوابقه العالية، ولم يتنعموا بإطلالة من سطحه على المدينة القديمة وقلعتها. توقف الفندق عن العمل، وهاجر مستثمروه مع من هاجروا، وحولته سنوات الصراع الحربي حينما انتقل إلى المدينة لإحدى نقاط التماس، لم يحل هذا دون مجازفة العشرات من العائلات النازحة، بالسكن في غرفه والاحتماء بجدرانه المتينة. يحوم الناس بين بسطات ألبسة مستعملة لا يعرفون من استعملوها ولا لماذا تخلوا عنها وهي في مقتبل العمر تتحلق حولها مجموعة من النساء تجسسن أطراف البناطيل وتقلبن بطانة الجاكيتات وتقرعن النعال ببعضها وبالأرض لامتحان جودتها. وبين بسطات خضار تحتاج لإضافات مكلفة من زيت وسمن ولحم حتى يكتمل طهوها. وبسطات تبيع المعونات الغذائية المرسلة من الهيئات الدولية، بأسعار متوافقة مع لائحة أسعار المواد الغذائية في المتاجر. وهناك من يأتون إلى السوق بجيوب فارغة ويطلبون المعونة من المشترين والبائعين في آن. دخول الأسواق كدخول حرب، على المرء التخلي عن الأمل، وحده المال الوافر كفيل بإخراجهم بحقائب ممتلئة بحاجات العائلة.

لكل بائع إذاعته ومضخم صوتها الذي يكرر العبارات الترويجية الى ما لا نهاية، لكن لا أحد يكترث من حشود الزبائن الفارين من المطر أو لهيب الحرارة، بإصرار الإذاعة على ما لا يجب الإصرار عليه، كالنداء على أقراط الموز الممهورة بلصاقة دائرية تشير إلى المنشأ الكوستاريكي، والموز الصومالي، ولا لإصرار إذاعات أخرى على الترويج للكاكي أو المشمش الهندي بالمنجا، ولا الإلحاح على الفروقات المبالغ بها بين اليوسف أفندي والكرمنتينا، فضلاً عن حزمة من البلاغات المستحدثة التي تعكس الماضي الجنائي للباعة الجدد، كالنداء على الباذنجان بالبانجو، والبندورة بالبنادول كضرب من تدليع الخضار، والتأكيد على انخفاض أثمانها مقارنة مع أثمان الحبوب الكيماوية التي راج استخدامها لاحتمال هؤلاء الباعة والمتشبهين بهم.

يفاجئ زبائن بعد انتهائهم من انتخاب مشترياتهم أن الأسعار التي تشير إليها لوحة كرتون، عُلقت بمكان عال ليراها الجميع، هي غير الأسعار التي يبلغهم بها البائع الواقف خلف ميزانه الكهربائي، ليباشروا بمفاوضات عقيمة، يشير البائع بأولها وآخرها بكف منبسط، الى أن السعر المكتوب على الكرتونة يخص نوعا آخر من الخضروات، ويشير بكفه الآخر إلى زاوية بسطته المسطحة، حيث ركام خضروات عجفاء تلفظ ما تبقى من حياتها، ليؤكد بأن السعر المكتوب على الكرتونة يخص تلك الخضروات التالفة. أسلوب نُعت من زمن طويل ب “البندقة”، كناية عن الكذب الصفيق، الذي يزدري فطرة وذكاء من يسمعه.

لا يترك للزبائن الحائرين أمام هياج البائع وجوقة من شغيلته الزعران المتحفزين للسباب والعراك، إلا الاستسلام وتسديد الثمن الجديد، أو ترك أكياسهم و”إطفاء الشر” والانتقال منكسرين إلى معركة جديدة أمام بسطات وباعة آخرين، قبل التهيؤ لصعود طريق العودة التي تثقلها الأكياس، وأمنيات بوليمة طعام ساخن.

عزيز تبسي حلب كانون الأول2020

المنشورات ذات الصلة