وائل السواح – الناس نيوز:
أدى إعلان الرئيس دونالد ترامب ليل الخميس- الجمعة عن إصابته بالفيروس إلى خلط وتشوش كبيرين في السباق الرئاسي الأمريكي، خاصة وأنه بقي أقل من خمسة أسابيع قبل الانتخابات. فما الذي سيعنيه ذلك بالنسبة للانتخابات؟
كل استطلاعات الرأي تظهر أن ترامب متخلف بالفعل عن جوزيف بايدن في استطلاعات الرأي، ويرجع ذلك جزئياً إلى سوء تعامله مع الفيروس الذي عطل الحياة اليومية للناخبين لأكثر من ستة أشهر. وضاعف الرئيس من الصعوبات التي يواجهها من خلال تجاهله أهمية الاحتياطات الأساسية، مثل ارتداء القناع، الذي كان مستشاروه الصحيون يحثون الأمريكيين على اتخاذها لحماية أنفسهم.
وقال الاستراتيجيون في كلا الحزبين وحتى كبار مساعدي السيد ترامب إن الرئيس سيواجه حكماً قاسياً من الناخبين لإلقائه بالبلاد في حالة من عدم اليقين أكبر بعد واحدة من أكثر السنوات صعوبة في التاريخ الأمريكي.
وقال روب ستوتزمان، المستشار الجمهوري، مشيراً إلى “استخفاف السيد ترامب بالاحتياطات الواضحة”: “من الصعب أن نتخيل أن هذا لا ينهي آماله في إعادة انتخابه”.
قال المتحدث باسم نائب الرئيس مايك بنس إنه وزوجته كارين أجريا التحاليل وجاءت سلبية للفيروس صباح الجمعة، مشيراً إلى أن السيد بنس “بصحة جيدة”.
ستعتمد حظوظ السيد ترامب السياسية جزئياً على شدة مرضه. أصيب زعماء العالم الآخرون، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بالفيروس وعادوا لقيادة بلدانهم.
الرئيس البالغ من العمر 74 عاماً أكبر من نظرائه الذين أصيبوا بالفيروس، كما أن الآخرين لم يكونوا على بطاقة الاقتراع عندما ثبتت إصابتهم.
وحتى لو تعافى تمامًا بعد فترة العزلة، فإن ملايين الأمريكيين يصوتون بالفعل الآن، عبر الاقتراع عبر البريد أو التصويت الشخصي المبكر.
ويستعد الجميع في واشنطن الآن لكل الاحتمالات. من هذه الاحتمالات أن يضطر الرئيس ترامب لنقل صلاحياته مؤقتا لنائبه بنس.
ولكن، لأن أحدا لا يستطيع أن يضمن تطور الفيروس، فإن المؤسسة الجمهورية قد بدأت بدراسة السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك إمكانية استبدال الرئيس ترامب كمرشح في اللحظات الأخيرة بسبب تطورات سلبية ممكنة.
في البيت الأبيض، أقر مستشارو الرئيس بأن الاختبار الإيجابي سيذكر الناخبين بمدى استخفاف ترامب بالفيروس، ليس فقط بسبب إهماله للسلامة ولكن أيضاً في تقييماته الوردية المفرطة حول جائحة أودى بحياة أكثر من 207000 شخص في الولايات المتحدة. واعترف أحد مستشاريه بأن تهور ترامب بلغ حد “الكارثة” السياسية.
ولكن تبقى أسئلة كثيرة قيد الإجابة: كيف سينعكس مرض الرئيس على الناخبين؟ هل سيتعاطف معه البعض؟ ما الذي سيحدث لأسواق الأوراق المالية؟ هل سيغير ترامب سياسته تجاه الوباء في حال شفائه منه؟ وهل سيراجع أنصار ترامب موقفهم من أن كوفيد ليس إلا أكذوبة؟
في النهاية، لقد انضم الرئيس إلى أكثر من 7 ملايين أمريكي أصيبوا بفيروس كورونا. وهذه حقيقة.