كانبيرا – الناس نيوز ::
أعلنت الحكومة الأسترالية، الخميس، إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قوائمها الإرهابية، عقب 3 أشهر من إعلان نظيرتها الأمريكية للقرار.
ويعتقد مراقبون سياسيون يمنيون أن القرار الأسترالي سيكون بمثابة بوابة عبور، تُمهّد لدول عديدة أخرى إصدار قرارات شبيهة، لا سيما بريطانيا، ولن تتأخر الدول كثيراً في ذلك، بعكس الفترة التي فصلت بين القرارين الأمريكي والأسترالي.
واعتبر وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية عبدالباسط القاعدي “إدراج الحكومة الأسترالية ميليشيات الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية خطوة مهمة”، مضيفاً: “نُرحب بها، وندعو بقية الدول إلى اتخاذ قرارات مماثلة، يُجرى فيها إدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية، وهذا سيُضاعف من الضغط وتشديد الخناق عليهم، وبالتالي سيُحجّم إلى حدٍ ما من ممارساتها التعسفية والإجرامية”.
وقال القاعدي: “اليوم إرهاب الحوثي لم يعد يقتصر خطره على اليمن، وإنما أصبح يصل أثره إلى كل العالم، وقد كنا منذ اللحظة الأولى نحذر العالم من خطورة الحوثي، وأن خطره سيتجاوز اليمن إلى أبعد من ذلك، وأثبتت الأيام أن الحوثي جماعة إرهابية، تُهدد خطوط إمدادات الطاقة العالمية، من خلال العمليات العسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، وتشكل خطراً على الملاحة الدولية بشكل عام”.
ونوه القاعدي إلى “أن خطورة هذه الميليشيات دفعت أستراليا إلى تصنيفها جماعة إرهابية، وباعتقادي هي مقدمة لتصنيفات قادمة من عدة دول، ولعلّ أستراليا تقع ضمن النفوذ البريطاني، وهذا القرار مؤشر ومقدمة لموقف بريطاني قادم”.
ويرى القاعدي “أن هذا القرار سيُساهم في تحجيم ميليشيات الحوثي، وسيُقيّد من حركتها ونشاطها، ويدعم الحكومة الشرعية، ونحن ننتظر من الحكومات التي تصنف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية أن تُقدّم مزيداً من الدعم للحكومة اليمنية على الأرض لاستعادة زمام المبادرة، وتقليص نفوذ هذه الميليشيات، وصولاً إلى استعادة الدولة”.
انتهاز الفرصة لإسقاط الحوثي
وحثّ القاعدي، في ختام حديثه، الحكومة الشرعية “لالتقاط هذه الخطوة، وانتهاز هذه الفرصة، لحشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي لإسقاط الحوثيين”.
من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية والبحوث الاستراتيجية عبدالسلام محمد: “إن أستراليا ترتبط بشكل كبير ببريطانيا، الأمر الذي يجعلني اعتبره قراراً بريطانياً بدرجة أساسية، وأرى أنه تمهيد لقرارات أخرى مماثلة ستصدر من الدول المرتبطة ببريطانيا، مثل كندا وغيرها”.
ويتوقع محمد، في حديثه لـ”إرم نيوز”: “أن يُعمم إصدار مثل هذا القرار على جميع دول الكومنولث، التي كانت تستعمرها بريطانيا سابقاً، إلى جانب كون القرار الأسترالي سيُمهد بطبيعة الحال للقرار البريطاني”.
منعطف سيئ للحوثي
وبيّن محمد: “ومعنى أن أكبر دولتين في العالم، هما الولايات المتحدة وبريطانيا، أدرجتا الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية المصنفة لديهما، فإن هذا سيتيح أمام كثير من الدول إدراجهم كذلك ضمن قوائمهم الإرهابية”، مشيراً إلى أنه “منذ إعادة الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، شكّل ذلك بالأساس منعطفاً سيئاً على الحوثيين، وعلى مستقبلهم السياسي”.
ويرى محمد أن القرار الأسترالي جاء في هذا التوقيت بالذات؛ بسبب “تداعيات هجمات الحوثيين على الملاحة التجارية في البحر الأحمر”، مُشيراً إلى أن “ذلك سيزيد من الضغط على الحوثيين في التوجه لعملية السلام.. هذا في حال شعروا بخطورة هذه القرارات”.
وختم قائلاً: “أما إذا لم يشعروا بخطورتها، واستمروا في عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر، وتهديد الحدود مع دول الخليج، بالإضافة إلى مواصلتهم تهديد بقية المناطق التي تحكمها الشرعية اليمنية، فباعتقادي أن هناك دولاً أخرى ستنضم- إلى جانب إعلان بريطانيا الذي بات وشيكاً- في إدراج الحوثيين ضمن قوائمهم الإرهابية، وتصنيفهم جماعة إرهابية”.