برلين – الناس نيوز ::
بعد رصد 4 إصابات بسرطان الخصية في الدوري الألماني (بوندسليغا)، أثيرت تساؤلات عما إذا كان هناك ارتباط بين احتراف كرة القدم والإصابة بهذا المرض أم إن الأمر مجرد مصادفة؟
فقد أثارت واقعة إعلان نادي العاصمة الألمانية “هرتا برلين” تسجيل رابع إصابة بسرطان الخصية في الدوري الألماني (البوندسليغا) في العام الجاري صدمة في عالم الساحرة المستديرة بألمانيا، فضلا عن جذب كثير من الاهتمام، وفقا لدويتشه فيله.
وبإعلان إصابته بالمرض، انضم الجناح الهولندي جان-بول بوتيوس إلى زميله في الفريق ماركو ريشتر ولاعب أونيون برلين تيمو باومغارتل ومهاجم بوروسيا دورتموند سيباستيان هالر، الذين اكتشفت إصابتهم بسرطان الخصية هذا العام.
وقد تعافى ريشتر وباومغارتل من المرض وعادا إلى المستطيل الأخضر، ولا يزال بوتيوس وهالر في طريقهما للتعافي.
ولم يتوقف الأمر على حالة الصدمة، بل أثارت الإصابات تساؤلات عما إذا كانت هناك صلة بين الإصابة بسرطان الخصية واحتراف كرة القدم؟ أم إن الأمر مجرد مصادفة؟
ويعدّ بلوخ اسما ذا ثقل في مجال الطب الرياضي بألمانيا، فقد أجرى أبحاثا على أمراض السرطان والرياضة امتدت سنوات عديدة ويعمل في الوقت الحالي في الجامعة الرياضية الألمانية في مدينة كولونيا.
وأضاف بلوخ “تظهر معظم الدراسات العلمية أنه لا توجد حالات كثيرة من الإصابة” بالمرض، متابعا أن سرطان الخصية يصيب الرجال في أغلب الأحيان في سن مبكرة.
يشار إلى أن عدد الإصابات السنوية بمرض سرطان الخصية في ألمانيا يبلغ 4 آلاف إصابة، والمرض أكثر شيوعا بين البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما.
وعن ذلك، قال بلوخ “لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أن المرض أكثر شيوعا بين الرياضيين الشباب”. وأضاف أن هناك عوامل أخرى قد ترتبط بالأمر مثل حقيقة مفادها أن الشباب الذين يزيد طولهم على متر و82 سنتيمترا هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الخصية، مشيرا إلى أن “الأمر يمكن أن يكون مرتبطا بنموهم وجهازهم العضلي”.
كذلك يقول الأطباء إن الهرمونات تلعب دورا في الإصابة بهذا المرض، ويؤكد بلوخ أن السبب وراء الإصابة بسرطان الخصية لم يحدد حتى الآن.
وقد كانت رياضة ركوب الدراجات الهوائية موضع تحقيق من قبل دراسات عملية لتحديد وجود صلة بين ممارستها والإصابة بسرطان الخصية.
وفي هذا الصدد، قال بلوخ إن “الجلوس على مقعد الدراجة يمثل ضغطا على الخصيتين قد يؤدي إلى إصابات طفيفة، لكن حتى في حالة ممارسة رياضة الدراجات الهوائية لم يكن من الممكن تحديد حدوث إصابات كثيرة” بسرطان الخصية.
ماذا عن الوقاية؟
يعتقد بلوخ أنه يتعين التركيز أكثر على العوامل الأخرى التي قد تتسبب في الإصابة بسرطان الخصية، مضيفا أن “درجة حرارة الجسم (قد تجذب الانتباه) بعض الشيء، ففي الغالب يصل الرياضيون إلى درجات حرارة لا يصل إليها معظم الأشخاص العاديين”.
وقال إن التمارين الرياضية المكثفة قد تغير توازن الهرمونات داخل جسم الرياضيين، كما قد تلعب العوامل الوراثية أيضا دورا في إصابة الرياضيين الشباب بالمرض.
وأشار بلوخ إلى أن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من إيجاد طريقة للوقاية من مرض سرطان الخصية، لكن الأمر لا يعني صورة قاتمة حيال الإصابة بالمرض.
وفي ذلك، قال بلوخ إن “أورام الخصية يُطلق عليها اسم أورام الخلايا الجرثومية، وذلك يعني إمكانية علاجها بسهولة خاصة عند تشخيص المرض مبكرا، حيث يمكن للرياضيين الذين أصيبوا بهذا المرض العودة إلى الملاعب بشكل سريع”.
حالة قلق
ورغم أنه ليس من إجراء قد ربط الإصابة بمرض الخصية باحتراف كرة القدم، فإن حالة من القلق تساور لاعبي الدوري الألماني ونجومه.
وفي مقابلة مع دويتشه فيله، قال كارل هاينريش ديتمار، طبيب فريق باير ليفركوزن الالماني، إن اللاعبين “في حالة قلق في الوقت الراهن ولديهم حساسية تجاه هذه المشكلة، ويعدّ هذا السبب وراء قيام العديد من اللاعبين بالمبادرة بإجراء فحوص طبية”. وأضاف أن مرض سرطان الخصية لا يعد “ورما نادرا يصيب الشباب”.
الجدير بالذكر أن اللاعبين يخضعون لفحوص طبية منتظمة، لكن الفحوص التي يفرضها الاتحاد الألماني لكرة القدم لا تشمل فحوص المسالك البولية بشكل روتيني.
وفي هذا السياق، قال ديتمار “نقوم داخل نادي ليفركوزن بإجراء أشعة الرنين المغناطيسي المعتادة التي تظهر مناطق الحوض والفخذين حيث يمكن رؤية الخصيتين ومن ثم رصد أي شيء غير طبيعي، وقد يدل أي تغير في الدم على الإصابة بالمرض ويمكن تحديد ذلك من خلال اختبارات الدم”. وأضاف “ما نقوم به من فحوص كافٍ، لأن البيانات المتعلقة بالدم التي نحصل عليها ذات حساسية كبيرة”.
ومنذ بدء ديتمار عمله بنادي ليفركوزن عام 2002، لم ترصد أي إصابة بسرطان الخصية، ويعتقد أن الإصابات بهذا المرض في الدوري الألماني لا تزال منخفضة للقول إن هناك ارتباطا بين المرض واحتراف كرة القدم. وقال “الأمر مجرد مصادفة، لكن هذا لا يعني ألّا نواصل توخي الحذر الشديد في المستقبل”.