ميديا – الناس نيوز::
فوربس الشرق الأوسط – بلغت ثروة هذا الرجل الريفي ذروتها بفضل ترقيته، وقوة أسواق الأسهم، وأصول جديدة تم الكشف عنها.
في أبريل/نيسان، اختتم جيمس ديفيد فانس (جي دي فانس) زيارته للهند بخطاب حول التعاون الهندي الأميركي، حيث قارن خلال حديثه بين القومية الهندية وقوميته، وعاد بحديثه الموجه للحشد المتجمع من السياسيين والدبلوماسيين والصناعيين وغيرهم من أصحاب النفوذ إلى ذكريات طفولته في بلدة أوهايو التي كانت تعاني آنذاك من التراجع الصناعي، والتي كان جده يعمل في مصانعها.
قال فانس متذكرًا: “عندما ولدت، كان المال شحيحًا، لكن جدي عمل بجد ليوفر لنا جميعًا عيشًا كريمًا”.
كيف تكشفت أصول ثروة فانس لفوربس؟
غني عن القول إن المال لم يعد شحيحًا بالنسبة لفانس، الذي تقدر فوربس ثروته بحوالي 12 مليون دولار، بما يزيد بمقدار مليوني دولار عن العام الماضي، عندما اختاره ترامب نائبًا له، وقدرت فوربس ثروته حينها بعشرة ملايين دولار.
كان الرقم السابق مبنيًا على إفصاحه المالي لعام 2022 – وهو أحدث إفصاح متاح في ذلك الوقت – الذي كان يعكس وضعه المالي حتى قبل أن يؤدي اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ. وبالتالي، فإن الزيادة هذا العام لا تأتي من مكسب مفاجئ لفانس بعد توليه المنصب؛ بل تعكس ما تم الكشف عنه في الإفصاحات المالية المحدثة، ورؤية أوضح لأصوله ونموه في سوق الأسهم.
بادئ ذي بدء، بعد انتخابه لعضوية الكونغرس في عام 2022، باع فانس حصته في شركة الاستثمارات ناريا، التي أسسها في عام 2019 وكانت تركز على الاستثمارات في شركات “الاقتصاد البديل” من مشاريع ذات ميول محافظة مثل منصة مشاركة الفيديو “رامبل” وشركة “سترايف لإدارة الأصول” التابعة لفيفيك راماسوامي، والتي تتنافس مع شركات راسخة مثل يوتيوب وفانغارد، على التوالي.
حققت الشركة الأرباح لفانس، بما بلغ مليون دولار في عامي 2021 و2022، وهو ما يعد غريبًا إذ إن الشركة كانت بلا تقييم تقريبًا في إفصاحاته في تلك السنوات. من الواضح أن هذا التقييم لم يكن صحيحًا، حيث إن بيع حصته في سبتمبر/أيلول 2023 عاد عليه بمبلغ تراوح ما بين مليون و5 ملايين دولار.
في أحدث إقراراته، كشف فانس أن البيع جاء في الواقع على شكل “سند إذني” من شركة ناريا بقيمة تتراوح بين مليون و5 ملايين دولار، وهو ما كان قد أبلغ عنه سابقًا بشكل غير صحيح. هذا المبلغ مستحق له بحلول عام 2028، وبالتالي يُحتسب كأصل ضمن صافي ثروته.
كذا رفعت فوربس تقييمها نتيجةً لازدهار سوق الأسهم، ففي نهاية عام 2022، امتلك فانس حصصًا بقيمة تتراوح بين 500 ألف دولار ومليون دولار في SPY، وهو صندوق متداول في البورصة (ETF) يتتبع مؤشر S&P 500؛ وصندوق المؤشرات المتداولة الذي يركز على شركات التكنولوجيا QQQ.
منذ ذلك الحين، لم يقم فانس سوى بعملية شراء واحدة بقيمة تراوحت بين 50 ألف إلى 100 ألف دولار من SPY في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن قيمة هذه الأموال ارتفعت بنسب تصل إلى 53% و95% على التوالي في الفترة بين نهاية عام 2022 ونهاية عام 2024.
الغموض حول وضع فانس المال
لكن الوضع ازداد غموضًا بإفصاح نائب الرئيس الأخير عن حصوله على قرض بفائدة قدرها 6.58% بضمان حساب الوساطة الخاص به في عام 2023. لم يُفصح فانس عن السبب، وليس مُلزمًا بذلك، لكن القرض تزامن مع انتقاله إلى منطقة واشنطن العاصمة لبدء فترة ولايته في مجلس الشيوخ، وإنفاق قرابة 1.6 مليون دولار للحصول منزل في مدينة الإسكندرية القريبة بولاية فرجينيا. وبحلول نهاية عام 2024، تراوحت قيمة القرض الرئيسية بين مليون و5 ملايين دولار.
ولم تعش عائلة فانس هناك طويلًا، حيث انتقل إلى مقر إقامة نائب الرئيس في المرصد البحري بواشنطن العاصمة في وقت سابق من هذا العام، وباع منزله في الإسكندرية بولاية فرجينيا مقابل 1.9 مليون دولار، أي بزيادة قدرها حوالي 300 ألف دولار عن سعره الأصلي.
في غضون ذلك، ارتفعت قيمة منزل فانس في سينسيناتي بولاية أوهايو بنحو 100 ألف دولار لتصل إلى ما يُقدر بنحو 1.9 مليون دولار منذ آخر تقدير لفوربس.
كما ارتفعت ثروة فانس الصافية بفضل عقارين أغفل إدراجهما “سهوًا” في الإفصاحات السابقة، الأول عبارة عن مساحة تبلغ 100 فدان من الأراضي في شرق كنتاكي، والذي ورد أنه اشتراه مقابل 70,600 دولار عام 2017 لحماية المقبرة التي دُفنت فيها جدته، والثاني هو عقار سكني في منزل طفولته في ميدلتاون بولاية أوهايو، وتتراوح قيمته بين 50 ألف و100 ألف دولار، وفقًا للإفصاح.
كذلك، حقق فانس دخلاً يتراوح بين 50 ألف دولار و100 ألف دولار في عام 2024 من مبيعات مذكراتة الصادرة عام 2016 في كتاب بعنوان “Hillbilly Elegy”. وتشير التقارير إلى أن إجمالي النسخ المباعة – بما في ذلك الرقمي والصوتي منها – تجاوز ثلاثة ملايين نسخة، بما في ذلك 750 ألف نسخة في الأسبوعين التاليين لترقيته إلى منصب نائب الرئيس، مما دفع دار النشر هاربر كولينز إلى إصدار طبعة جديدة من الكتاب.
وإذا جمعنا كل ذلك معًا، فإن الأصول والخصوم التي تم الإبلاغ عنها حديثًا، وطفرة سوق الأوراق المالية، والدفعات العقارية، تصل إلى صافي ثروة يبلغ نحو 12 مليون دولار. ورفض المتحدث باسم فانس، باكلي كارلسون، التعليق على التقرير.
رحلة طويلة
لقد قطع فانس شوطًا طويلًا من طفولة اتسمت بعدم الاستقرار، وتعاطي المخدرات، والعنف في بعض الأحيان، ناهيك عن بعض القرارات الخاطئة التي اتخذتها والدته وشخصيات أخرى في حياته.
لكن جدته لأمه ما لبثت أن قومت سلوكه، ما حثه على رفع درجاته. وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، فكر في الالتحاق بالجامعة، لكنه اختار الالتحاق بالبحرية بدلاً من ذلك، فخدم في العراق وتعلم مهارات حياتية مثل الإدخار، والإدارة المالية، والاستثمار. وعندما أنهى خدمته في عام 2007، التحق فانس بجامعة ولاية أوهايو، حيث أكمل دراسته الجامعية بسرعة، وتخرج في أقل من عامين.
كانت تلك الشهادة بمثابة التذكرة التي فتحت له باب الدخول في مجتمع النخبة؛ وفي عام 2010، توجه إلى كلية الحقوق بجامعة ييل، حيث التقى بزوجته الحالية، أوشا، حيث عملا معًا في سينسيناتي، ثم تزوجا، وتوجها إلى واشنطن العاصمة، حيث عملت أوشا كاتبةً لدى قاضي محكمة الدائرة آنذاك بريت كافانو، وبدأ فانس العمل في شركة محاماة.
في عام 2014، أنفق الزوجان نحو 590 ألف دولار لشراء منزل في واشنطن العاصمة لا يزال ضمن حوزتيهما. وتقدر فوربس أن قيمة المنزل تبلغ اليوم نحو 780 ألف دولار قبل الرهن العقاري الذي يبلغ نحو 320 ألف دولار، وهو الالتزام الوحيد الآخر الذي تم الكشف عنه في ملف فانس.
بعد ذلك، انتقل آل فانس إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو، حيث عمل جيه. دي. في شركة للتكنولوجيا الحيوية، ثم في شركة استثمارات أسسها ملياردير Paypal، بيتر ثيل.
دفع نجاح كتابه (Hillbilly Elegy) الذي نُشر عام 2016، بجيمس فانس إلى دائرة محادثات النخبة الليبرالية الساحلية، وهو دور لم يشعر بالراحة تجاهه أبدًا، ويعلن رفضه له الآن بشكل قاطع.
عاد فانس إلى أوهايو في عام 2017 لإدارة مؤسسة غير ربحية باءت بالفشل، ثم انضم إلى شركة استثمارات أخرى أسسها ملياردير، وهي شركة ستيف كيس ريفوليوشن. في عام 2018، اشترى جيه دي وأوشا منزلهما في سينسيناتي، وفي عام 2019 أسس فانس شركة الاستثمارات ناريا.
التوجه للسياسة
ولكن الاستثمار في الشركات المحافظة لم يكن كافيا لإشباع رغبته السياسية، لذا أعاد فانس تشكيل نفسه مرة أخرى ــ هذه المرة كشخصية شعبوية مؤيدة لترامب ــ وترشح لمجلس الشيوخ، وحقق الفوز بفضل مساهمات بلغت 15 مليون دولار في لجنة العمل السياسي المستقلة من صاحب عمله السابق، ثيل.
وبعد مرور ثلاث سنوات فقط، يعيش هذا الطفل القادم من الريف في قصر قدمته له الحكومة، ويتقاضى راتباً قدره 235 ألف دولار، ويهاجم بشدة أولئك الذين، في رأيه، باعوا جوهر أميركا.
وقال للحشد في الهند: “هناك عشرات الملايين من الأميركيين الذين أدركوا، على مدى العشرين عامًا الماضية تقريبًا، ما يحدث في بلادنا، وقد أدركوا ذلك قبل فوات الأوان”.

الأكثر شعبية


الضمير الثقافي…

نموذج سوري: الخلاف حول اتحاد الكتاب العرب

