د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز ::
اشتدت الحرب في اليمن، وتعددت مبادرات إيقافها خلال عام 2021. وشهد اليمن التدهور الأكبر في سعر الريال اليمني. وازدادت المعاناة، في ظل تكرار وعود حكومية بإصلاحات قادمة.
عسكرياً: واصل الحوثيون محاولاتهم طوال عام 2021 للاستيلاء على مأرب لثروتها النفطية، وموقعها الاستراتيجي. لكن القوات القبلية والجيش الوطني تمكنا من صد هجمات الحوثيين بمساعدة الغطاء الجوي للمملكة العربية السعودية، ودول التحالف . الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً تسعى ليس للسيطرة على مأرب فحسب، بل التقدم في حقول النفط في شبوة (المجاورة)، وتهديد حضرموت.
في جبهات أخرى أعادت القوات الحليفة للجيش الوطني انتشارها، وأغرى ذلك الميليشيات الحوثية بالتحرك إلى تلك الجبهات في جنوب الحديدة. إلا أن القوات الحليفة للجيش الوطني عملت على تطويق الميليشيات الحوثية، وقطع خطوط الإمداد عنها.
خلال عام 2021 تصاعدت الهجمات الحوثية بالصواريخ، والطائرات المسيرة على المدنيين، والنازحين داخلياً في مأرب، وكذلك على الأعيان والمواطنين في السعودية. كان الرد تكثيف الضربات الجوية السعودية على مواقع، ومنصات الإطلاق الحوثية في صنعاء.
سياسياً: مازال معلقاً الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية، والمجلس الانتقالي الجنوبي. نفذ فقط الشق السياسي الذي أفرز حكومة الكفاءات السياسية مناصفة بين الطرفين.
على الرغم من عودة الحكومة اليمنية للعمل من العاصمة المؤقتة عدن تظل قدرتها على القيام بمهامها مقيدة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على المدينة. ويمتلك الانتقالي الجنوبي قوات كبيرة في عدن، ولحج، والضالع، وجزء من أبين، ويتلقى دعماً من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن المجلس، وبسبب إعلان نفسه الممثل الوحيد للجنوب بأكمله، يجابه بالانتقاد، والمعارضة الشديدة من قبل الشرعية، ومن بعض الجماعات المحلية في شبوة وحضرموت، والمهرة التي تعلمت إدارة شؤونها.
اقتصادياً: ساهم غياب خطة وموازنة عامة للحكومة في حدوث فوضى إدارية، وتدهور اقتصادي، تجلى في التراجع الدراماتيكي لقيمة الريال اليمني، وكان سعر الصرف في عدن قد وصل إلى 1700 ريال يمني مقابل الدولار مطلع ديسمبر. مما تسبب في معاناة أكبر للذين استنفدت مدخراتهم بعد 7 سنوات من الحرب.
الأمر الذي استدعى تحركاً سياسياً على أعلى المستويات أسفر عن تدخل المملكة العربية السعودية لإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار الكامل. وجرى تعيين محافظ جديد للبنك المركزي اليمني. والتعهد بتفعيل الجهاز المركزي للرقابة، والمحاسبة.
تلك الإجراءات كان لها وقع إيجابي في استعادة الريال اليمني 50 بالمئة من قيمته الشرائية في الأيام القلائل التي سبقت نهاية عام 2021.
الجهود الدولية: المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج، بدعم دولي واسع، ليس أقله من إدارة بايدن، يسعى بقوة لإنهاء الحرب في اليمن.
المشكلة الأساسية هي أن الميليشيات الحوثية مسلوبة القرار فهي تمتثل لأوامر إيران، وحزب الله اللبناني. وبالتالي فهي غير مستعدة للدخول في مباحثات سلام جاد.
الحرب في اليمن مؤهلة للاستمرار. وبالتالي لا نهاية مرتقبة لمعاناة اليمنيين.