بريزباين – الناس نيوز ::
في الطرف الأقصى من شمال أستراليا، تتواجد وجهة تُعتبر بين المناطق الأقل أهمية وزيارةً من قبل السيّاح.
لكن هذا الواقع يكاد يتغيّر بفضل فريزر ناي، وهو أحد روّاد الأعمال المحليين من السكان الأصليين.
ويتألّف مضيق “توريس” من 247 جزيرة تقع في أقصى الطرف الشمالي لكوينزلاند، بالقرب من بابوا غينيا الجديدة.
ويتمتع القاطنون في مضيق “توريس” من السكان الأصليين، بجذور ميلانيزية وأسترالية.
وتقع العديد من هذه الجزر البركانية وسط المياه الفيروزية الرائعة، ما يساهم بالمشهدية الطبيعية الرائعة.
وبات الذهاب إلى هذه الوجهة أسهل بفضل تنظيم رحلة نهارية، تُعتبر الأولى من نوعها، من مدينة كيرنز في كوينزلاند المعروفة بأنها البوابة إلى الحاجز المرجاني العظيم.
وقال ناي، المؤسس المشارك لشركة “Straits Experiences”: “قمنا بمراكمة الخبرة في مجال خدمة الأشخاص وليس السياحة. وصدف فقط أننا نقدّم التجارب السياحية”.
ويتم تشغيل وإدارة شركة “Stairs Experiences” محليًا، لنقل الأشخاص إلى مضيق “توريس”.
ولكونه عضوًا قديمًا بالحكومة المحلية في المنطقة، شهد ناي كيف يمكن إحداث التغيير من خلال منح الأشخاص إمكانية الوصول إلى مزيد من الفرص، لا سيّما في المناطق الريفية التي تعاني من شحّ في عدد الوظائف، وصعوبة بالوصول إلى مختلف الصناعات.
وبما عاين أيضًا الطريقة التي غصّت فيها مدينة كيرنز والحاجز المرجاني بالسياح، فهو يحاول أيضَا تحقيق التوازن.
وسيؤدّي الانفتاح السياحي في الأجزاء الريفية من مضيق “توريس” إلى خلق المزيد من فرص العمل للشباب، ولكن من خلال مراقبة تعامل الوجهات السياحية الأخرى مع هذه الصناعة، فإن ذلك سيمكّنهم من اتخاذ قرارات ذكية لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل.
ويستثمر هؤلاء أيضًا في واحدة من أعظم الأصول التي تتمتّع بها المنطقة، أي السكان الأصليين.
وأوضح ناي: “نحن نعمل أولاً وقبل كل شيء مع مجتمعنا، وكبار السن، وقيادتنا لأن هذا الأمر يتعلّق بهم”.
واتّسم تاريخ سكان جزر مضيق “توريس” بالنضال، إذ بعد وقت قصير من وصولهم إلى القارة، انخرط المستوطنون الأوروبيون من البشرة البيضاء في أستراليا بنزاع دموي مع مجتمعات السكان الأصليين المحلية.
وأُخذ أطفال السكان الأصليين، بالإضافةً إلى أطفال سكان مضيق “توريس” قسرًا، وأُرسلوا للعيش في مدارس داخلية، أو مع أسر من غير السكان الأصليين.
وزعمت الحكومة في ذلك الوقت أنّ إبعادهم كان لصالح الأطفال، ولكنه تسبّب بصدمة عبر الأجيال، للناجين وعائلاتهم.
واليوم، يُعتبر ما يقرب من 3% فقط من الأستراليين من السكان الأصليين.
ومن خلال جولة ليوم واحد، يحصل الزوار على ما يصفه ناي بأنّه “جرعة” من الثقافة المحلية والتاريخ.
ويُغادر الضيوف على متن طائرة مُستأجرة من كيرنز عند الساعة 6:40 صباحًا ليصلوا إلى “جزيرة الخميس” (Thursday Island)، أو “وايبين” باللغة المحلية، الرئيسية في المضيق.
ويرافق مرشد الوافدين خلال الرحلة على متن الطائرة للتحدّث عن أراضي جزر “توريس” وشعبها
ولدى الوصول إلى “جزيرة الخميس”، يختبر الزوار يومًا كاملاً من الأنشطة، يشمل جولة ذات مناظر خلابة في “جزيرة القرن”، أو “Ngurapai”، وزيارة قلعة “غرين هيل” التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن الـ19، واستكشاف المواقع العسكرية في حقبة الحرب العالمية الثانية، وعروض الموسيقى التقليدية، والرقص الذي تقدمه مجموعة محلية تُسمى “Island Stars”، إضافة إلى فرصة الاستمتاع بوجبة غداء.
وأكّد ناي أن “هذا هو الجزء الوحيد من أستراليا بأكملها حيث يمكن رؤية أعراق السكان الأصليين في موطنهم”.
وبالنسبة للعديد من الأستراليين، لا يزال مضيق “توريس” وجهة لم تسنح لهم زيارتها، ولا يعرفون عنها الكثير.
وقال ناي: “نريد أن نصل إلى مكان يكون فيه الأشخاص أكثر تفهّمًا تعاطفًا، حيث يمكننا إجراء محادثة رائعة كبشر، وأن نكون أصدقاء”، مضيفًا: “هذه مهمتنا الحقيقية”.