الناس نيوز – أمستردام
أكد رئيس مجلس إدارة البيت السوري ومدير مؤسسة هارموني للثقافة واللغات، الدكتور أحمد الحسين ان مبادرة البيت السوري لمساعدة المسنين والمجتمع تأتي في وقتٍ تتصاعد فيه أهمية تظافر الجهود بين كافة أطراف المجتمع للمساعدة في التصدي لهذا الوباء، وضرورة النظر إلى الحالات الإنسانية أيضاً، التي تعتبر الأكثر احتياجاً للمساعدة، خاصة بين المسنين، الذين يمكن اعتبارهم الأكثر عرضة للخطر ، مشيراً إلى أن المبادرة تضم أيضاً إلى جانب البيت السوري كلاً من مطعم علاء الدين، ومؤسسة 1818، كما تتم بالتعاون مع عدد من المؤسسات الهولندية.
وتشمل المبادرة مساعدة أكثر من 500 مسن هولندي في تأمين وجبات الطعام اليومية، خاصةً لمن يعاني من صعوبات في الحركة والقدرة على تأمين احتياجاته، مع تصاعد أزمة تفشي وباء كورونا المستجد، في هولندا، وتشديد إجراءات تقييد الحركة فيها.
وقال الدكتور الحسين في حديثه ” للناس نيوز ” أن مثل هذه المباردة لا تتوقف فقط عند حد الجانب الإنساني، وإنما هي ضرورية لتقديم صورة أكثر وضوحاً حول المتجمع السوري وقيمه وأخلاقياته، تحديداً وأن الشعب الهولندي لا يملك الكثير من المعلومات مجتمعنا
موضحاً ان هذه المبادرات تقدم تصوراً آخراً عن القادمين الجدد إلى هذه البلاد، وعن أفكارهم وأخلاقياتهم، كما أنها تساعد في التقارب بين الشعوب”، كاشفاً أن عدد المتطوعين ضمن المبادرة وصل إلى 11 متطوعاً، بينهم سوريون وهولنديون.
ولفت الدكتور الحسين إلى أن العدد الإجمالي المتوقع للمستفيدين من المبادرة قد يصل إلى 500 مستفيد من المسنيين، وأن الدفعة الأولى منهم تصل إلى 100 مستفيد، والمبادرة تقوم على تقديم وجبات الطعام الجاهزة للمسنين بشكلٍ مجاني.
ويعيش في هولندا نحو 88 ألف لاجئ سوري، أكثر من 70 بالمئة منهم جاؤوا إليها خلال فترة الحرب السورية وموجة اللجوء التي تبعتها، وذلك بحسب بيانات مركز الإحصاء الهولندي، التي تناول فيها بيانات اللجوء إلى هولندا، بين أعوام 2015 و 2017، مشيراً إلى أن السوريين باتوا يحتلون المرتبة الأولى بين الجنسيات الأجنبية المقيمة في هولندا.
من جهتها اعتبرت منسقة المبادرة، الدكتورة آراء الجرماني في حديثها
” للناس نيوز ” أن أهمية مثل تلك الجهود التطوعية في إحراج التيارات اليمنية في البلاد، والساعية إلى ترسيخ المزيد من التوتر بين اللاجئين والشعب الهولندي، وأن انخراط اللاجئين في العمل التطوعي يحسن الصورة النمطية بشكل مقبول، خاصةً وأنه يحولهم من متلقين للمساعدة إلى مقدمين لها، وبالتالي الانتقال إلى مرحلة المساهمة في بناء المجتمع المضيف والاندماج ، مشددةً على فكرة ما قد تصنعه المبادرات التطوعية من تلاحم بين مكونات المجتمع متعدد الجنسيات، وانخراط السوريين اللاجئين في الحياة العامة ، وما يساهم به من جهة ترسيخ حالة السلام والاستقرار والتعايش في هولندا .
كما نوهت الدكتورة “الجرماني” إلى أن المبادرة لاقت ترحيباً من المجتمع الهولندي، الذي سارع إلى دعمها، ومع وجود هذا الترحيب من المجتمع المضيف يمكن اعتباره خطوة أولى ناجحة باتجاه الأهداف الفعلية للمبادرة، ويعني أن العمل التطوعي، يعتبر من أهم عوامل الحد من أعمال الكراهية أو الأعمال العدائية، خاصةً في ظل ما يحمله هذا النوع من العمل من أهمية معنوية وأخلاقية في المجتمعات الأوروبية”.