واشنطن – حسام ديب – الناس نيوز
قال المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري إن بلاده ستستخدم قانون سيزر ضد كل من يدعم الرئيس السوري بشار الأسد عسكريا واقتصاديا، موضحا أن هبوط الليرة السورية خلال الأيام الماضية مؤشر على أن روسيا وإيران غير قادرتين على دعم النظام السوري.
ولفت جيفري، في جلسة أسئلة وأجوبة نظمتها منظمتا “أمريكيون من أجل سوريا حرة” و”المجلس الأمريكي السوري”إلى أن النظام مفلس إداريا وماليا والوضع المالي في لبنان أثر سلبا على الأوضاع بسوريا.
وأكد المبعوث الأمريكي أن تطبيق قانون العقوبات الجديد “سيزر” سيكون على الأشخاص والمرتبطين بالنظام، مبينا أنه سيتم تنفيذ القانون بطريقة تناسب سياسة الولايات المتحدة وتحقق هدفها بالانتقال السياسي ضمن القرارات الدولية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أواخر ديسمبر الماضي على إقرار قانون “حماية المدنيين السوريين” (قانون سيزر) الذي يفرض عقوبات على النظام السوري.
وأعرب جيفري عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في سوريا، وأن سيتم العمل على إقامة مؤتمر بنهاية هذا الشهر لدعم الجهود الإنسانية هناك، قائلا “سنحاول إعادة فتح المعابر الإنسانية من خلال مجلس الأمن الدولي الشهر القادم”.
ويأتي حديث المبعوث الأمريكي مع اقتراب تطبيق قانون سيزر في وقت تشهد فيه سوريا تفاقما بالأوضاع المعيشية وغلاءً كبيرا في الأسعار، وذلك تأثرا بالحرب المستمرة منذ 9 سنوات، إضافة إلى اضطراب الأحوال في لبنان، الذي يعتبر متنفسا للنظام السوري للالتفاف على العقوبات الاقتصادية.
وسجلت الليرة السورية تراجعا حادا في قيمتها بالسوق السوداء، لتتخطى مستوى قياسيا تجاوز 3500 ليرة مقابل الدولار، للمرة الأولى في التاريخ، بينما رسميا ما تزال عند 700 ليرة، مما دفع إلى خروج تظاهرات محدودة ضمن مناطق سيطرة النظام في محافظتي السويداء ودرعا للتنديد بتدهور سبل العيش.
وأكد جيفري أن بلاده لن تسمح بأن تكون هناك أي أموال لإعادة الإعمار بدون حل سياسي، مشددا “لن ندفع أموالا لإعادة بناء ما قامت به روسيا وإيران من تدمير”.
وتابع أن “الأسد مجرم و يجب أن يعاقب على جرائمه ضد الإنسانية من استخدام للأسلحة الكيماوية وفي المعتقلات والتهجير”، مضيفا “حتى الآن لم نر أي تخل من روسيا أو إيران عنه ولكن نحن على اتصال مع الروس لإقناعهم بأن هناك حل للأزمة السورية من دون الأسد وعن طريق الدبلوماسية”. ولخص المسؤول الأمريكي هدف بلاده في سوريا في 3 نقاط تتمحور حول عملية سياسية، بقيادة الأمم المتحدة، تؤدي إلى تغيير سلوك النظام، وهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي (داعش)، وانسحاب إيران من سوريا.
وأكد على عدم وجود حل عسكري للصراع في سوريا واستشهد بما حدث في إدلب كمثال على ذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التوحد بين المعارضة السورية مهم جدا لأن التباعد بينهم لا يخدم قضيتهم.
وبالنسبة للقوات الأمريكية في سوريا، أوضح جيفري أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوصها الآن هو استمرار بقائها هناك، لافتا إلى أن هناك اتفاقا بين بلاده وتركيا حول معظم الأمور المتعلقة بسوريا.
وأوضح أن الأتراك باتوا يعرفون بأن الأمريكيين جادون في حماية شمال شرق سوريا، ولن يسمحوا بعملية عسكرية أخرى هناك، لكنه من ناحية أخرى أفاد أن بلاده دعمت تركيا بالاشتباكات الأخيرة التي حدثت في إدلب، وحاليا وقف إطلاق النار ما زال قائما.
وتحتفظ الولايات المتحدة بعدة قواعد لها في سوريا، كما تساعد “قوات سوريا الديمقراطية”، وهي فصيل مسلح يتكون بشكل رئيسي من القوات الكردية ويسيطر على مساحات واسعة شمال شرق البلاد، والتي تعتبر السلة الغذائية لسوريا كما يوجد فيها العديد من آبار النفط الرئيسية.
وبيّن جيفري عدم وجود أي اختلاف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول سوريا، وأن بلاده تعمل مع الاتحاد الأوروبي لوضع ضوابط لما يمكن أن يقدموه من مساعدات لسوريا.
وتفرض الولايات المتحدة قيودا مالية على سوريا، بما في ذلك وقف مساعدات إعادة الإعمار، وتحاول من خلال القانون الجديد سيزر فرض عقوبات على الحكومات والشركات التي تتعامل مع النظام.