نيوريوك – الناس نيوز :
شكّل ناجون أو أقارب ضحايا اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر صداقات وثيقة من خلال مجموعات دعم كانت بمثابة ترياق لصدماتهم، وما زالوا على تواصل دائم بعد 20 عاما على الفاجعة.
فقدت يلينا واتكينز، وهي من سكان لندن أصلها صربي، شقيقها الوحيد وهو مهندس برمجيات مالية، تحت أنقاض مركز التجارة العالمي.
وبعدما كافحت أشهرا للحصول على معلومات، انضمت عام 2004 إلى مجموعة مكونة من خمسة أو ستة أشخاص، فقدوا أشقاء أو شقيقات أيضا، كانوا يتحدثون أولا عبر الهاتف، ثم انتقلوا إلى تطبيق سكايب. وفق فرانس برس .
وقالت واتكينز “لقد كانت بداية صداقة وثيقة. نادرا ما يكون الأشقاء والشقيقات في قمة هرمية الأقارب (…) كانت حاجاتنا عميقة”.
في البداية، تحدثوا كثيرا عن صعوبة الحداد في غياب التعرف الرسمي على الرفات. وأوضحت “الحديث عن التعرف على البقايا البشرية” لم يكن ممكنا إلا مع هذه المجموعة، لكن “مع أصدقائي المعتادين، كان ذلك من المحرمات”.
اجتمعوا للمرة الأولى عند افتتاح النصب التذكاري في نيويورك في الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول/سبتمبر. ثم أصبحت الاجتماعات نادرة بشكل متزايد حتى تفككت المجموعة.
لكن يلينا واتكينز بقيت على اتصال بفردين من المجموعة في كاليفورنيا، وظلت كذلك طوال فترة الوباء.
– “لا يفهمون” –
رأى مات وينتر الذي فقد 87 من زملائه في البرجين التوأمين، أيضا أن حياته انقلبت رأسا على عقب بسبب الهجمات.
كان مات الذي يعمل في مجال الخدمات المالية والذي كان يبلغ وقتها 32 عاما، في طريقه من كاليفورنيا إلى البرجين التوأمين لاجتماعات عمل عندما وقعت المأساة.
تأثر كثير بما حدث، إذ أرسل له العديد من الزملاء العالقين في البرجين رسائل، لكن هو “لم يستطع مساعدتهم”، لدرجة أنه فسخ خطوبته التي كانت مقررة بعد بضعة أيام.
ومَات هو من سكان سان فرانسيسكو، لم ينضم إلى مجموعة دعم ملائمة حتى العام 2020 والتي يمكنه أن يخبرها ب”أمور لا يعرفها حتى المعالجون أو الأصدقاء المقربون” كما قال.
بالنسبة إليه، هو الذي قرأ العديد من الكتب عن كوارث أخرى في التاريخ، فإن التجربة مماثلة لتلك التي عاشها الناجون من هيروشيما أو الهولوكوست.
وأضاف “نميل إلى التقليل من حجم الصدمة، لأن آخرين مروا بتجارب أسوأ بكثير”.
آني ويتلين التي تعيش قرب لوس أنجليس لكنها كانت تعمل قرب البرجين التوأمين عام 2001 وتطوعت في مكان سقوط البرجين في نيويورك بعد الهجمات، انضمت أخيرا إلى مجموعة دعم، لكنها بدأت تشعر بالفوائد.
خارج المجموعة، يسأل الناس “+ ماذا، بعد 20 عاما لم تتخطي هذا الأمر بعد؟+ لا يفهمون ماهية رؤية البرجين ينهاران” على حد قولها مضيفة “إنه مثل مدمن كحول يرى شخصا ثملا يسقط، عليك أن تكون مدمن كحول لتفهمه”.
– أكثر من ألفي مجموعة –
وعلى غرار آخرين، تريد آني ويتلين أن تستمر مجموعات الدعم هذه، مع تمويل مناسب.
وهو طلب رفعته جمعية “فويسز أوف 9/11” التي أنشئت بعد الهجمات لتمثيل أسر الضحايا والتي سبق لها أن نظمت أكثر من 2100 مجموعة من بينها مجموعتا واتكينز ووينتر، بحسب مؤسستها ومديرتها ماري فيتشيت.
قبل فقدانها ابنها برادلي في البرجين التوأمين، كانت ماري فيتشيت حساسة تجاه التداعيات النفسية لأي هجمات.
وكونها عاملة اجتماعية، سمعت والدة ضحية لتفجير أوكلاهوما سيتي الذي خلّف 168 قتيلا ومئات الجرحى عام 1995، تروي عن انتشار الاكتئاب والعنف المنزلي وإدمان المخدرات في المدينة بعد المأساة.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2001، تجمع فيتشيت أقارب ضحايا في منزلها في ولاية كونيتيكت وشكلت أول مجموعات رسمية نهاية العام 2002.
وهي مجموعات شكّلت لتحقيق الحد الأقصى “للتجربة المشتركة”: أهالي المتوفين وأزواجهم وأشقاؤهم وأمهات إطفائيين، كل مجموعة مع وسيط متفرغ.
ورغم أن معظمها أوقف اجتماعاته الرسمية، فإن العلاقات بقيت قائمة، كما قالت فيتشيت. وهذه العلاقات تصبح أوثق مع اقتراب الذكرى السنوية للهجمات، أو عندما تحيي الأخبار الصدمة في النفوس. كما هي الحال مع الوباء أو الهجوم على مقر الكونغرس في واشنطن في 6 كانون الثاني/يناير.
وكل هذه الخبرة المتراكمة منذ العام 2001، من تبادل معلومات إلى دعم نفسي مرورا بإجراءات التعويض، توظّف الآن أيضا في دعم ضحايا هجمات أخرى في كل أنحاء العالم.
وتعمل “فويسز أوف 9/11” خصوصا مع “إنفيكتيم” وهي منظمة دولية تدعم ضحايا الإرهاب ومع الحكومة الكندية بشأن حاجات أسر ضحايا الهجمات.
وختمت ماري فيتشيت “ما زال أمامنا الكثير لنقوم به بغية إفهام المحترفين المعنيين ما تحتاج إليه عائلات الضحايا وعمال الإنقاذ والناجين بعد وقوع مأساة”.