بغداد – طهران – الناس نيوز :
رحّبت بعض المجموعات الموالية لإيران الثلاثاء بانتهاء “المهمة القتالية” للولايات المتحدة في العراق، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض الاثنين.
واعتبر تحالف الفتح، وهو تحالف سياسي مشارك في البرلمان العراقي يشكّل الواجهة السياسية للحشد الشعبي، في بيان بالإعلان عن “خروج القوات القتالية بشكل كامل” بأنه “خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة”. وفق فرانس برس .
وأمل في أن تتم “متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي” من قبل المسؤولين.
وأعلن بايدن الاثنين لدى استقباله الكاظمي أنّ الولايات المتّحدة ستنهي بحلول نهاية العام “مهمّتها القتاليّة” في العراق لتباشر “مرحلة جديدة” من التعاون العسكري مع بغداد.
وقال بايدن وبجانيه رئيس الوزراء العراقي “لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة” في العراق.
وأوضح أنّ “دور” العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على “تدريب” القوّات العراقيّة و”مساعدتها” في التصدّي لتنظيم الدولة الإسلاميّة، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو عناصر ملموسة في ما يتعلّق بالعديد.
وليس متوقعاً أن يؤدي هذا الإعلان إلى تغيير جذري في الوجود الأميركي في البلاد. وفيما انسحبت معظم القوات الأميركية المُرسلة عام 2014 في إطار التحالف الدولي لمساندة بغداد على هزيمة تنظيم الدولية الإسلامية خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لا يزال هناك نحو 2500 عسكري أميركي في العراق.
وتُرسل الولايات المتحدة أيضاً بشكل متكرّر إلى البلاد قوّات خاصّة لا تُعلن عديدها.
ورحّب من جهته فصيل كتائب الإمام علي، أحد فصائل الحشد الشعبي، بـ”إنهاء الوجود الأجنبي”.
في المقابل، أعرب نائب الأمين العام لحركة النجباء، إحدى فصائل الحشد الأكثر تطرفاً، في مقابلة تلفزيونية عن الرفض التام لـ”أي وجود للقوات الأميركية” في العراق. وهدد بـ”استمرار استهداف القوات الأميركية في العراق حتى بعد تغيير المسمى”.
واستهدف نحو خمسين هجوما منذ مطلع العام المصالح الأميركية في العراق.
ولم تتوان الفصائل الموالية لإيران عن تكثيف ضغوطها مؤخّراً على الكاظمي، فيما تواجه الحكومة أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي.
رحب من جهته الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر بالإعلان، معرباً عن شكره لـ”المقاومة العراقية” وللكاظمي.
كما رحب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة بنتائج “الحوار الاستراتيجي” بين واشنطن وبغداد، معتبراً أنها “مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية”.
ويشكل العراق جزءاً مهماً من الإطار الاستراتيجي للولايات المتحدة التي تقود عمليات التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين في سوريا المجاورة.
ومن غير الوارد بالنسبة إلى واشنطن أن تتخلّى عن البلد ذي التأثير الإيراني، في خضمّ ارتفاع مستوى التوتر بين إيران والولايات المتحدة، حتى لو كانتا لا تزالان تعتزمان إنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015.