واشنطن وكالات – الناس نيوز ::
تخطط مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، المالكة لمنصة تروث سوشيال، لجمع 2.5 مليار دولار من خلال طرح أسهم وسندات، في خطوة تهدف إلى تأسيس احتياطي من عملة البتكوين، بما يعكس توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيد للعملات المشفرة. وفق فرانس برس .
احتياطي استثماري من عملة البتكوين
أعلنت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، عن خطتها لطرح أسهم وسندات بقيمة إجمالية تصل إلى 2.5 مليار دولار، تستهدف من خلالها جمع التمويل من المستثمرين المؤسسيين. وتشمل الخطة بيع أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار، إلى جانب سندات قابلة للتحويل بقيمة مليار دولار، بحسب ما ورد في ملف رسمي قدمته الشركة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية يوم الثلاثاء.
وأوضحت الشركة أن الأموال التي سيتم جمعها من هذه العملية ستُخصص لإنشاء احتياطي استثماري من عملة البتكوين، لتكون بذلك العملة المشفرة جزءًا جوهريًا من ميزانيتها العمومية، في خطوة تعكس توجه إدارة ترامب لتعزيز حضورها في سوق الأصول الرقمية.
وجاءت الأسهم المطروحة للبيع الخاص بسعر 25.72 دولارًا للسهم، مرتفعة بنسبة 8.7% مقارنة بسعر السوق المفتوحة الذي بلغ 23.58 دولارًا، ما يعكس ثقة المستثمرين في هذه الخطوة الجديدة.
وأشارت الوثائق إلى أن الشركة ستحتفظ باحتياطي البتكوين عبر منصتي “Crypto.com” و”Anchorage Digital”، في إشارة إلى استراتيجيتها في تأمين أصولها الرقمية عبر شركاء موثوقين.
تزامن بين خطة ترامب ميديا والاحتياطي الاستراتيجي الوطني للبتكوين
في خطوة متزامنة، أعلنت إدارة ترامب في مارس/ آذار الماضي عن خطط لإنشاء احتياطي استراتيجي وطني من عملة البتكوين، في إطار استراتيجية اقتصادية وطنية تهدف إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة في سوق العملات الرقمية.
ورغم أن خطة الاحتياطي الخاصة بالإدارة الحكومية تختلف عن صندوق البتكوين الذي تسعى مجموعة ترامب لإنشائه باعتباره خطوة تجارية خاصة، إلا أن توقيت الإعلانين يعكس تداخل الأولويات بين القطاعين العام والخاص.
وتتزامن هذه الخطوة مع انطلاق مؤتمر “بتكوين 2025” في لاس فيغاس، حيث من المتوقع أن يشارك في الفعاليات نائب الرئيس جيمس دي فانس، إلى جانب عضو مجلس إدارة مجموعة ترامب، دونالد ترامب جونيور وابنه إريك ترامب، في تأكيد على الارتباط الوثيق بين السياسة والأعمال ضمن هذا الملف الحيوي.
ترامب ميديا تستعرض هيكلها المالي وخططها الطموحة في سوق العملات المشفرة
تأسست مجموعة ترامب للإعلان والتكنولوجيا في أوائل عام 2021، بعد فترة وجيزة من انتهاء ولاية دونالد ترامب الرئاسية، وبدأت التداول في الأسواق المالية العامة في مارس/ آذار 2024 عبر اندماج مع شركة استحواذ ذات غرض خاص (SPAC)، وهي شركة واجهة تهدف إلى إدخال الشركات الناشئة إلى السوق العامة.
وبجانب منصة “تروث سوشيال“، تدير الشركة أيضًا منصة البث المباشر “Truth+” وخدمة التكنولوجيا المالية “Truth.fi”. ويتماشى قرار بناء احتياطي بتكوين مع الاستراتيجية القوية التي اتبعها الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروستراتيجي”، مايكل سايلور، الذي دفع بنمو شركته من خلال شراء البتكوين باستخدام عائدات مبيعات الأوراق المالية.
ويملك ترامب نحو 115 مليون سهم من أسهم الشركة تُقدر قيمتها بنحو 2.7 مليار دولار حتى يوم الثلاثاء، ما يمثل 52% من إجمالي أسهم الشركة قبل أي تخفيف قد ينتج عن عملية البيع الخاصة. وتُحتفظ هذه الأسهم في صندوق ائتماني قابل للإلغاء، حيث يُعتبر ترامب المانح الوحيد والمستفيد، بينما يتولى دونالد ترامب جونيور منصب الوصي على الصندوق.
وكشفت الشركة عن انضمام نحو 50 مستثمرًا مؤسسيًا إلى صفقة جمع التمويل، إلا أن هويتهم لم تُكشف بعد بشكل رسمي.
وقال المدير التنفيذي للشركة، ديفين نونيز، في بيان الإعلان عن الطرح: “نرى في البتكوين أداة قصوى للحرية المالية، وها نحن الآن نُضيف العملة المشفرة كجزء أساسي من أصولنا. هذا الاستثمار الأول من نوعه سيكون بمثابة درع يحمي شركتنا من المضايقات والتمييز الذي قد تتعرض له من قبل المؤسسات المالية.”
ثروة ترامب
تقدر فوربس صافي ثروة دونالد ترامب بنحو 5.2 مليار دولار، يشكل الجزء الأكبر منها حصته في شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا.
ورغم هذا التقييم المرتفع، أظهرت البيانات المالية أن الشركة سجلت إيرادات لا تتجاوز 821 ألف دولار خلال الربع الأخير، في الوقت الذي تحتفظ فيه بسيولة نقدية تُقدّر بـ759 مليون دولار.
وفي المقابل، تكبدت الشركة خسائر صافية بلغت 31.7 مليون دولار، كما تحمل ديونًا تُقدّر بـ9.8 مليون دولار، ما يعكس التحديات المالية التي تواجهها رغم ضخامة السيولة المتوفرة لديها.
