بيروت – الناس نيوز :
نظّم معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت حلقة نقاش ، الخميس الفائت ، عبر الإنترنت (ويبينار) تحت عنوان “ماذا تعني إدارة بايدن للشرق الأوسط؟” .
وادار الجلسة مدير المعهد الباحث الدكتور جوزيف باحوط ، بمشاركة كلّ من جمانة قدور زميلة في “مركز أتلانتنك” وعضو في “اللجنة الدستورية السورية” التابعة للأمم المتحدة، والدبلوماسي الفرنسي تشارلز ثيبوت وهو زميل زائر مقيم في معهد واشنطن، وخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عمل في العديد من المؤسسات الأوروبية في فرنسا وسوريا والجزائر والعراق وبلجيكا وألمانيا، ويشغل منصب المستشار السياسي للسياسة الخارجية في السفارة الفرنسية في برلين.
وشاركت في الندوة ومتابعتها جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية لتنقل لكم المناقشات الغنية التي دارات بين المشاركين الخبراء
كما شارك المحلل والكاتب الأميركي آرون ديفيد ميلر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، وهو زميل في معهد كارنيغي للسلام الدولي، كما شغل سابقاً منصب مستشار لعدد من وزراء الخارجية الأميركيين، وهو محلل للشؤون العالمية في CNN.
وميشال دان وهي زميلة في برنامج كارنيغي للشرق الأوسط، أنجزت عدة أبحاث حول التغيير السياسي والاقتصادي في البلدان العربية، لا سيما مصر، وكذلك دراسات حول السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وشغلت منصب مديرة مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط من عام 2011 إلى عام 2013 ، وكانت كبيرة المساعدين ومحررة نشرة الإصلاح العربي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي من 2006 إلى 2011.
وأكدت دان أن طريقة تعاطي الإدارة الأميركية الجديدة مع بعض دول المنطقة مثل السعودية ومصر وتركيا ستتغير تحت إدارة بايدن لأن ترامب أرسى سياسة خاصة لا تروق لمجلس الأمن القومي الأميركي، والتي تقوم على تقديم خدمات خاصة لبعض البلدان مقابل الحصول على خدمات دون الاعتماد على استراتيجية واضحة.
كما تعتقد دوني بأن سياسة الولايات المتحدة لن تتغير كثيرا تجاه المملكة العربية السعودية، وقالت دوني: “آمل ألا تتساهل إدارة بايدن كثيراً مع إيران، لأن الجميع سيدفع ثمن هذا التساهل “.
بدوره قال أرون ديفيد ميلر: “إن الشرق الأوسط لم يعد على نفس القدر من الأهمية الذي كانت عليه من قبل بالنسبة لأولويات المصالح الوطنية الأمريكية، كما ستعيد الولايات المتحدة الحوار مع السلطة الفلسطينية، وتعيد دعمها المالي لمنظمة الأونروا، والتعامل مباشرة مع الفلسطينيين، وستعمل على تشكيل إطار مرجعي يبدو ذا مصداقية للشرق الأوسط، للبدء في إصلاح بعض الأضرار التي ألحقتها الإدارة السابقة”.
أما جمانة قدور، فقد ركزت على التغيرات التي لحقت بالمنطقة خلال الـ4 سنوات السابقة، وتحدثت عن التحديات الجديدة، وشددت على أن ما يهم المنطقة هو مدى الضغوط التي ستمارسها الولايات المتحدة لكبح المنظمات المدعومة إيرانياً في المنطقة، وأضافت أنه “لا يزال من غير الواضح مدى تأثير إدارة بايدن على نشاط الميليشيات الإيرانية”.
وشددت قدور على أنه حتى اليوم لا توجد أي حلول ملموسة للأزمة السورية والتي تعتبر الأزمة الرئيسية في المنطقة.
وفيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه لبنان، قالت جمانة قدور: “إن الدعم المقدم للجيش اللبناني لن يتم قطعه ، لكن إدارة بايدن قد تعيد تقييم سياستها الخاصة بالمساعدات والدعم بناءً على أين تذهب الأموال الأمريكية في لبنان”.
وشدد تشارلز ثيبوت على التجديد المحتمل للبناء الدبلوماسي تحت إدارة بايدن، ومحدودية نطاق انخراط الولايات المتحدة للتعامل مع أزمات الشرق الأوسط، واستعادة الأطر المفاهيمية التي تقدمها الولايات المتحدة للمنطقة.
وقال ثيبوت: “بالتأكيد، لا يتعلق الأمر بأي حال من الأحوال بالانسحاب، بل هو بالأحرى بصمة أمريكية أخف، وتقليل عدد القوات على الأرض أو في قواعد متفرقة، سواء في أفغانستان أو العراق أو حتى في الخليج، أصبح النهج الجديد للبنتاغون، وبشكل خاص منذ أن فشلت المغامرة الأمريكية في العراق بشكل لا يمكن إنكاره والنهاية المؤكدة لوهم بناء الدولة، وهو أمر لم تعد واشنطن تدعي أنه من صلاحياتها”.
وتقاطعت آراء المحاضرين بأن العبء سيكون ثقيلاً على الإدارة الأمريكية الجديدة، التي يتوقع أن تكون على غرار إدارة أوباما، حيث تسعى الولايات المتحدة الآن إلى تعزيز التواجد الجيوسياسي والأمني في ملفات ومناطق معينة.
وركزت مداخلات المحاضرين على أنه في سوريا، كان جو بايدن وهيلاري كلينتون، على وجه الخصوص، من بين أشد المعارضين لمستشاري أوباما، ومؤيدين لدعم المعارضة السورية، في حين أن تقاعس أوباما عن استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، كان خطاً أحمر “شكلياً” وهو ما شجع نظام الأسد على التمادي والتوغل في إجرامه، وفي هذا الصدد، تبدو نائبة الرئيس المُنتخبة كامالا هاريس أكثر حدّة بشأن الطبيعة الإجرامية للنظام في سوريا، وهو ما يمثل تشابهاً مع سامانثا باور في عهد أوباما، ومن المرجح أن تتعاون الولايات المتحدة على الأرض مع موسكو بدلاً من أنقرة، بالنظر إلى الخلافات بين أردوغان وبايدن.
من المقرر أن يقوم الرئيس المنتخب جو بايدن، بإعادة إحياء إرث رئيسه السابق باراك أوباما، وإحياء الاتفاق النووي مع إيران ، وهو النهج الذي اعتبرته الإدارة آنذاك أفضل طريقة “لتجنب القنبلة … مع تجنب قصف إيران”.
كما سيتعين على الرئيس بايدن أن يأخذ في الاعتبار أوجه القصور والضعف في الاتفاق النووي والأخطاء السابقة التي اعترف بها مستشارو حملته الانتخابية والمفاوضون السابقون على الاتفاقية.
ويحصل هذا في ظل تغيرات من المقرر أن تشهدها المنطقة عبر سلسلة من الانتخابات، بما في ذلك السباق الرئاسي في إيران المقرر إجراؤه منتصف صيف 2021، والتي ستقرر ما إذا كان حسن روحاني سيبقى في السلطة ويحافظ على المرونة في المفاوضات المقبلة، كما ستشهد سوريا أيضًا “إعادة انتخابات رئاسية” في عام 2021 ستقرر مصير الديكتاتورية الدموية لأسرة الأسد.
وفي لبنان، من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في عام 2022. وهذا هو الوقت الذي ستثبت فيه الانتفاضة الشعبية ما إذا كانت قادرة على التخلص من الطبقة السياسية الحاكمة التي تبدو خالدة أم لا.
وباحوط كان الباحث الزائر في برنامج كارنيغي للشرق الأوسط، وأنجز عدة أبحاث حول التطورات السياسية في لبنان وسوريا، والتداعيات الإقليمية للأزمة السورية، وسياسات الهوية في المنطقة العربية ، وكان عمل في عدد من مراكز الابحاث الفرنسية ايضا قبل أن يتسلم إدارة مركز عصام فارس .