ملبورن – الناس نيوز ::
تواجه أستراليا -واحدة من أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم- معارضة محلية شديدة ضد بناء محطة عائمة لاستيراد الغاز، وسط مخاوف من أزمة إمدادات وشيكة.
جاء ذلك بعد أن حثت شركة “فيفا إنرجي” لجنة حكومية أسترالية على السماح لها بتمديد رصيف في مصفاة النفط بالقرب من ملبورن، لإيقاف سفينة عائمة للتخزين وإعادة تغويز الغاز.
وأوضحت الشركة أن السفينة يمكنها أن تتلقى الغاز المسال لتزويد ولاية فيكتوريا به، وهي أكبر ولاية مستهلكة للغاز في أستراليا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وتتوقع فيفا إنرجي أن تتلقى ما يصل إلى 45 شحنة من ناقلات الغاز المسال -أكثر من مليوني طن سنويًا- للمساعدة في تعويض الإنتاج المتناقص بسرعة من الحقول البحرية التي زوّدت الولاية لعقود.
Australia's Viva Energy sets phased net-zero emissions targets https://t.co/C7Cry6gwhu pic.twitter.com/CrbdegGR7P
— Reuters (@Reuters) November 24, 2021
استيراد الغاز المسال في أستراليا
تتسابق الشركة مع مشروعين آخرين لاستيراد الغاز المسال حصلا على موافقات بيئية في ولايتي نيو ساوث ويلز وجنوب أستراليا، ومشروع ثالث اقترحته شركة فوباك في مرحلة مبكرة من التطوير في فيكتوريا.
وتخطط فوباك لتقديم اقتراح لمحطة استيراد الغاز المسال إلى حكومة فيكتوريا للموافقة البيئية في الربع الحالي، وفقًا لما صرح به المتحدث باسم الشركة.
ودعّمت هيئة مراقبة المنافسة الأسترالية هذا الأسبوع حجة فيفا إنرجي حول الحاجة إلى طاقة استيراد أكبر، عندما حذرت من أن جنوب شرق البلاد يواجه نقصًا في الغاز في عام 2023، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن جانبها، تركت وزيرة الطاقة في الولاية، ليلي دامبروسيو، الباب مفتوحًا أمام محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال، على الرغم من أنها كانت تدفع من أجل تطوير الطاقة المتجددة.
وقالت دامبروسيو -في تعليقات عبر البريد الإلكتروني لرويترز-: “نواصل التعامل مع شركات مثل فيفا بشأن الدور الذي يمكن أن تؤديه محطات استيراد الغاز في ذلك المستقبل”.
تجنُّب أزمة طاقة في أستراليا
تهدف فيفا إنرجي إلى بدء استيراد الغاز الطبيعي المسال في عام 2024، إذ أخبرت تحقيقًا عن الأثر البيئي في مشروعها أن وحدة التخزين وإعادة تغويز الغاز يُمكن أن تساعد في تجنب أزمة طاقة “محتملة، إن لم تكن حتمية”.
Viva strikes deal for 2.5 MW electrolyser as states pursue green hydrogen highway: Geelong oil refinery owner Viva Energy is driving ahead with plans to establish Australia’s first publicly accessible commercial green… https://t.co/9rMRWpY0xU #solarenergy #solar #sustainability pic.twitter.com/uRb9It5lP5
— pv magazine Australia (@pvmagazineoz) July 18, 2022
وقالت فيفا إنرجي، في تقريرها النهائي للتحقيق الذي انتهى اليوم الجمعة (5 أغسطس/آب)، بعد 7 أسابيع من جلسات الاستماع: “الخطر أكبر من أن تُهدر الفرصة”.
ومن جانبه، صرّح محامي شركة فيفا إنرجي، ستيوارت موريس، للجنة بأن الشركة ستتبنى الإجراءات التي أوصت بها هيئة حماية البيئة بالولاية للتخفيف من أي ضرر محتمل.
وستقدم لجنة التحقيق المشورة إلى وزير التخطيط في فيكتوريا في غضون 6 أسابيع.
ولدى الوزير بعد ذلك 30 يومًا لاتخاذ قرار بشأن المشروع الذي تبلغ تكلفته 300 مليون دولار أسترالي (210 ملايين دولار أميركي).
سيتعيّن على اللجنة أن تدرس أكثر من 2000 طلب، معظمها من الأشخاص المعارضين لمشروع فيفا إنرجي، الذين أثاروا مخاوف بشأن إطالة أمد استخدام الوقود الأحفوري، وسلامة محطة استيراد الغاز المسال، ونوعية المياه، والضوضاء، وتأثير جرف الميناء في أعشاب البحر والحياة البحرية.
وقادت المعركة مدرسة خاصة مرموقة “جيلونغ غرامر”، تقع على بعد 1.7 كيلومترًا (1.1 ميلًا) من موقع فيفا إنرجي.
وأوضحت المدرسة أن الدراسات البيئية لشركة فيفا إنرجي أجريت بصورة سريعة وغير كافية، وأنه يجب على الحكومة الانتظار لموازنة خطة فيفا إنرجي مقابل خطة فوباك لاتخاذ القرار الأفضل.
وقال محامي جيلونغ غرامر، أدريان فينانزيو، أمام اللجنة: “في الأساس، تطلب فيفا من اللجنة شيكًا بيئيًا على بياض، الذي يجب ألا توقعه اللجنة”.
كما أشارت مجموعة “إنفايرومنت فيكتوريا”، التي تعارض المشروع، إلى أن الأساس المنطقي لمشروع فيفا إنرجي كان معيبًا، لأنها تفترض أن الطلب على الغاز سيظل ثابتًا حتى مع عمل الولاية على خطة لخفض استخدام الغاز بحلول عام 2030.
Two of Australia’s largest fuel suppliers, Ampol and Viva Energy, have ruled out new orders of Russian-origin. 2największych australijskich dostawców paliw – Ampol i Viva zamyka kontrakty z Rosją.https://t.co/sCh6md3055
— Jakub Mielczarek (@mielczarekkuba) March 8, 2022
حظر مرتقب لتصدير الغاز المسال
في هذا السياق، تتجه حكومة أستراليا إلى حظر التصدير من 3 مشروعات رئيسة للغاز المسال بحلول عام 2023، أي خلال 4 أشهر فقط، حسبما أفادت منصة “آرغوس ميديا”، الإثنين 1 أغسطس/آب.
وأوضحت لجنة حماية المنافسة والمستهلكين الأسترالية، أن الغاز المسال -الذي لا يُصدَّر وفق عقود طويلة الأجل- سيتجه إلى مناطق شرق البلاد، التي يقطنها 90% من السكان، بسبب مخاطر متوقعة من شحّ الإمدادات خلال العام المقبل (2023).
وقالت وزيرة الموارد الطبيعية الأسترالية، مادلين كينغ، إن الحكومة ستبحث تحويل الغاز المسال في 3 مشروعات بشرق البلاد إلى السوق المحلية، مع المصدّرين والشركاء التجاريين، قبل اتخاذ قرار نهائي في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وتعتمد مناطق شرق البلاد على المشروعات الـ3 التي تديرها كل من شركة شل العالمية، والتي تصل قدرة مشروعها الإنتاجية إلى 8.5 مليون طن سنويًا، وشركتان أستراليتان، هما سانتوس -بسعة 7.8 مليون طن سنويًا- وكونكوفيليب -بسعة 9 ملايين طن سنويًا-.