بغداد – الناس نيوز : :
أرجأت محكمة عراقية الثلاثاء إلى 28 شباط/فبراير جلسة محاكمة المتهم بقتل الباحث هشام الهاشمي، وفق ما أفاد مصدر قضائي فرانس برس، إثر اعتقاله في تموز/يوليو بعد عام على عملية الاغتيال التي أثارت تنديداً داخلياً ودولياً.
وقال مصدر قضائي لفرانس برس إن “القاضي قرر إرجاء المحاكمة إلى 28 شباط/فبراير المقبل بعد أن تقدّم محامي المتهم بطلب لإعادة الفحص الطبي الذي أجري له سابقاً”، موضحاً أن هذه كانت الجلسة الثانية في القضية.
وأضاف أن “المتهم ادعى بالجلسة الأولى أنه تعرض إلى التعذيب لانتزاع اعترافاته”.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن “مجلس القضاء الأعلى، اليوم الثلاثاء، قرر تأجيل محاكمة قاتل الهاشمي إلى شباط المقبل”.
واعتبر مصدر مقرب من عائلة الهاشمي في حديث لفرانس برس الثلاثاء أن “تأجيل المحاكمة لأكثر من شهرين لغرض إعادة فحص طبي هو تسويف للقضية”.
ومنعت السلطة القضائية حضور الإعلاميين داخل قاعة المرافعة.
وقُتل الهاشمي (47 عاماً) المتخصص في الحركات الجهادية في 6 تموز/يوليو 2020 برصاص رجال على دراجات نارية خارج منزله في بغداد.
وكان الباحث الناشط في المجتمع المدني تبنى موقفاً قوياً لصالح الاحتجاجات التي انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وطالبت بإصلاح شامل للنظام السياسي ونددت بالنفوذ الإيراني في العراق.
وبعد عام من اغتياله، في تموز/يوليو 2021، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلقاء القبض على “قتلة” الهاشمي. وبثّ التلفزيون الرسمي إثر ذلك “اعترافات” للمتهم في القضية، هو شرطي منذ العام 2007 يبلغ من العمر 36 عاماً يدعى أحمد الكناني.
وأكّد مصدر أمني حينها لفرانس برس أن الشرطي مقرب من كتائب حزب الله أحد فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذاً.
وتوعّد الكاظمي أكثر من مرة بمحاسبة المسؤولين عن اغتيال الهاشمي. وقال في كلمة الأسبوع الماضي “وعدناكم بإلقاء القبض على قتلة الباحث هشام الهاشمي… وقاتل هشام اليوم في السجن وينتظر حكم العدالة”.
وقبل الهاشمي، لقي عشرات الناشطين مصيره منذ بدء الانتفاضة التي تعرضت لقمع دموي (نحو 600 قتيل و30 ألف جريح)، في حين اختطف عشرات آخرون أطلق سراحهم بعد وقت قصير.
ومنذ عام، اتهمت ثماني منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان العراق في تقرير بعدم احترام التزاماته بمحاسبة المسؤولين عن الاغتيالات وهو “ما عزز عقوداً من الإفلات من العقاب”.
ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت محكمة عراقية حكماً بالإعدام شنقاً بحق المتهم الرئيسي بقتل صحافيين معروفين بنشاطهما الداعم للاحتجاجات، ومتهمين آخرين بقتل مراهق في احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019 في مدينة البصرة في أقصى جنوب العراق.