fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

مدينة الملاهي… والروليت الروسية

ريما بالي – الناس نيوز ::

في الأسبوعين السالفين، شهد العالم تزامن حادثتي غرق، الأولى تخص مركب صيد كان يحمل 750 مهاجراً غير شرعي انقلب بهم قرب السواحل اليونانية، والثانية انفجار الغواصة تيتان في أعماق المياه الدولية شمال المحيط الأطلسي، وفي قلبها خمسة ركاب.

في الحادثة الأولى، تم إنقاذ 104 أشخاص، وانتشال 81 جثة، فيما عُدّ الباقون في عداد المفقودين، أما جنسيات الركاب فقد تنوعت بين الفلسطينية والمصرية والباكستانية والأفغانية وطبعاً، لا يكتمل النصاب على ظهر قارب الموت بدون حاملي الجنسية السورية. من شهادات الناجين، تم تأكيد وجود أكثر من مئة طفل بين الركاب المنكوبين، وعدد كبير من النساء، قضوا جميعهم إذ أن الناجون الـ 104، كلهم من الذكور البالغين. تلك المأساة لم تكن الأولى من نوعها، فقد تعودنا أن نسمع بمثيلاتها بين الحين والآخر، مع اختلاف أعداد الضحايا والناجين، وزادت وتيرة تكرارها في السنوات الأخيرة بعد الحرب السورية التي صبت في بحر اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين أو الهاربين بمعنى أدق، أنهاراً غزيرة من البشر، استدعت أعداداً كبيرة من المهربين وتجار الدم وقراصنة البحر، الذين استحدثوا مافيا بحرية جديدة قائمة بحد ذاتها.

وعن الواقعة المؤلمة أذكر منشوراً صغيراً هزني في الأعماق، شاركته إحدى الصديقات في صفحتها الفيسبوكية نقلاً عن صاحبه الأصلي أحمد مرعي، الذي كتب: “منذ أن مات أخي وعائلته غرقاً، كل صباح تخبرني أمي بأعداد الغرقى والمفقودين في البحر، كأن الغرقى جميعهم أبناؤها”.

وعلى عكس الحادثة الأولى غير المدهشة، فالثانية التي جرت بعد أيام منها وسرقت الأضواء وصدارة نشرات الأخبار، كانت فريدة من نوعها وصادمة، نظراً لطبيعة الرحلة أولاً، ولهويات الركاب /الضحايا/ ثانياً.

الغواصة المسماة بـ “تيتان”، كانت في رحلة استكشافية سياحية لمعاينة حطام سفينة التيتانيك الشهيرة الغارقة منذ العام 1912، عندما انقطع الاتصال بها قبل أن تنفجر لسبب ما يزال مجهولاً. السائحون المستكشفون الذين كانوا على متنها، والذي ذُكر أن كل واحد منهم دفع مبلغ 250 ألف دولار كرسم للاشتراك هم:

الرئيس التنفيذي لشركةStockton Rush   OceanGate(وهي الشركة نفسها التي تدير الغواصة)، المحارب المخضرم في البحرية الفرنسية بول هنري نارجوليه، الملياردير البريطاني هاميش هاردينج، رجل الأعمال الباكستاني شاهزادا داوود وابنه سليمان ذو التسعة عشرة عاماً.

لا أعرف إذا كانت أم أحمد تعد ضحايا الغواصة أيضاً من أبنائها، (ليس تسفيهاً لحرمة موتهم المؤسف والمحزن أبداً، ولا طعناً أو انتقاصاً من معاناة ذويهم وخسارتهم الفادحة)، لكنني أرى الفرق شاسعاً بين الكارثيتين.

الكثيرون تناولوا القصة الثانية على مواقع التواصل الاجتماعي على نقيض سابقتها، انتفض “صانعو المحتوى” (وهو الاسم الذ استحدثوه مؤخراً للبلوجرز!) كعادتهم وأدلوا بدلائهم في المحيط ذاته وأخرجوا لنا على الصفحات والمواقع العديد من الفيديوهات الظريفة والمستظرفة. أبرز ما قيل وتكرر فيها كان السؤال التالي: “أنو بشو كانوا عم يفكروا هالمليارديرات ليطلعوا بهالرحلة ويدفعوا كل هالمصاري؟”

أنا أقول لكم بماذا كانوا يفكرون، ليست الإجابة صعبة، كانوا يفكرون كمن يريد أن يجرب لعبة جديدة في مدينة الملاهي، أو كما يفكر هواة تسلق الجبال قبل الصعود إلى قمة أعلى، كطفل يتعلم التزلج على الجليد، أو ذاهب للمرة الأولى إلى السيرك، أو كمجوعة شبان يخططون رحلة إلى لاس فيجاس، أو سفاري في الصحراء، كانوا مبتهجين ومتحمسين، يشعرون بإثارة وفضول، ويتطلعون إلى خبرة فريدة مميزة سيذكرونها في أحاديثهم ويضيفونها إلى قائمة إنجازاتهم، نسبة الخطر كانت تبدو لهم ضئيلة، اعتماداً على سمعة الشركة التي نظمت المغامرة، وخبرتها الواسعة في تنظيم مغامرات سابقة تكللت كلها بالنجاح، والمبلغ الذي سددوه كرسم للاشتراك لم يشكل إلا جزءً يسيراً من الميزانية التي خصصوها للسياحة والمغامرات هذا الموسم. وجاء الحادث المفاجئ، جاء كالقضاء والقدر، كعربة خرجت عن مسارها في مدينة الملاهي، أو فيل اهتاج ودهس مشاهداً في السيرك، كصدفة سيئة أفسدت بهجتهم وأطفأت الحماسة في جملة ما أطفأت فيهم، (السلام لأرواحهم، وكل العزاء لذويهم).

أما بالنسبة لي، فالسؤال الأهم والأصعب، والذي طالما عذب وجداني عند سماع نبأ غرق مركب بما يحمل من مهاجرين ولاجئين، هو بماذا كان يفكر هؤلاء قبل أن يركبوا القارب؟ سؤال مؤلم، ومجرد التفكير فيه مؤلم، مؤلم وثقيل بشكل لا يصلح ليكون “محتوى” ظريف يقدمه صانعو المحتوى ضمن خفة التيك توك.

بعد الاطلاع على شهادات حقيقية لبعض الناجين، وذوي الضحايا، يوجعني أن أسأل بماذا فكّر مراهق تسلّل من منزل أهله بعد أن باع موبايله وسرق من والده واقترض من أصدقائه ليدفع ما يعادل 4500 دولار أميركي لمهرب يعرف أنه سيلقي به في بحر هائج بدون أي ضمان، وكيف كان يفكر رب الأسرة الذي باع بيته ومصاغ زوجته (إن وجد)، أو تورط في دين خانق ليصطحب أطفاله على متن قارب كان قد سمع أن مثيله غرق منذ أسبوعين بحمولته، ومن ومن ومن… والأمثلة كثيرة وقاتمة وموجعة حتى أخر حدود الوجع… هؤلاء، لا يركبون لعبة جديدة في مدينة الملاهي، بل يلعبون الروليت الروسية، والمبالغ التي دفعوها، ليست جزءاً يسيراً من ثرواتهم، بل ثرواتهم كلها، كل ما يملكون وما لا يملكون، “فلس الأرملة” الذي يشكل بحسب القصة الواردة في الإنجيل، وبحسب نظرية النسبية، مبلغاً باهظاً لا يتحمله ولا يملكه أصلاً أي من أولئك المليارديرات المغامرين، ضحايا الغواصة.

وبذكر ضحايا الغواصة، دعوني أتخيل أن الرحلة نجحت وأن الحادث المأساوي لم يحدث، كم من رحلة وكم من مغامر سيعاود الكرة بحماس، وكم من أموال ستنفق ومن أبحاث ستجري، لسبر غموض حطام التيتانيك التي غرقت منذ أكثر من قرن؟ لا أملك ألا أن أكون خيالية هنا وحالمة، وربما نمطيّة أيضاً، إذ أناشد أن يوجه بعض المغامرين في هذا العالم المجنون اهتمامهم وأموالهم وأبحاثهم لسبر أغوار هذا الحطام هنا، هؤلاء الناس الذين تحطموا قبل أن يغرقوا، حطمتهم بلادهم، وحطمهم الهروب منها، وغرق حطامهم في المحيطات.

معضلة كبيرة هي التي يشهدها عالمنا اليوم، ضحاياها كل البشر، اللاجئون وغير اللاجئين، المستضيفون وغير المستضيفين، معضلة نعرف أنها ليست كارثة طبيعية، بل صناعة بشرية، يخيفني أن أفكر إلى أين ستودي بنا؟

ولا أعمق ولا أدق ختاماً من هذه الأبيات التي أقتبسها (بترتيب عشوائي) من قصيدة “وطن” للشاعرة الإنجليزية الصومالية وارسان شاير:

“لا أحد يهجر الوطن إلا

لو أن الوطن فك قرش

عليك أن تفهم

لا أحد يضع أطفاله في قارب

إلا لو أن الماء أكثر أمناً من اليابسة

لا أحد يترك الوطن
ما لم يطاردك الوطن حتى الشواطئ
إلا إذا قال لك الوطن
اركض سريعاً
اترك ملابسك خلفك
ازحف في الصحراء
واسبح عبر المحيطات
واغرق
وانج
وجع
وتضرع
وانسَ الكرامة
بقاؤك في الحياة هو الأهم”.

وفي حالات أخرى يا وارسان شاير، عندما يركب البعض قارباً يعرف أنه قد يغرق، يكون مجرد الهروب من الوطن هو الأهم، حتى لو كلف الأمر مغادرة الحياة.

المنشورات ذات الصلة