أنور عمران – الناس نيوز ::
مرحبا أوروبا،
وكيف حالكِ أيتها العجوزُ الشقراء
سمعتُ أنكِ ستذهبين قريباً إلى الحرب…
حسنٌ إذن
اغسلي مكياجكِ الرخيص
وضعي سترة الثلج على كتفيك الخافتتين
-فالأمر ليس نزهة كما تعرفين وتتذكرين-
وأيضاً
افتحي سجونك الفارهة
واطلقي الأفكار القديمة،
-أفكارك التي تخجلين منها-…
…….
وصباح الخير يا أوروبا
أمامك الكثير كي تفعليه اليوم
فرقعي أصابعك إذن
واتبعيني لنحصد الدلالاتِ من حقولك:
هنا ولد هتلر،
هنا ولد موسيليني،
هنا و هناك وهناك ولد قاتل متسلسل نسيت اسمه،
وهنا قُتل أولف بالمه
-الرجل الذي أراد أن يملأ أحلام العالم بالاحصنة الخشبية-،
وهنا
قرب البحر الأبيض المتوسط
يجمع الاطفال التبرعات
كي يشتري المهاجرون الغرقى
سُترَ نجاةٍ تقيهم من حر الجحيم…
……..
ومساء الخير أوروبا
البارحة تعثر شكسبير على الخشبة
وضعوا قدمه في الجبس
وقلبه في البنك،
ثم قرر السياسيون
أن يحفر الروائيون الآبار
ويسكبوا البحيرات فيها…
……….
أوروبا
أيتها المجنونة
سمعت أنك ستذهبين قريباً إلى الحرب
بشعرائك
بالمجرمين والمدمنين والقساوسة،
وبما تملكين من باراتٍ وأسلحة..
أريد أن أهمس لك
وقبل أن ترتدي جعبتك وكمامتك
وقبل أن تُودِّعي الغيومَ التي زرعتِ في قلبي:
الحربُ يا صديقتي لا تؤمنُ بآلهتك،
الحرب لا تعبد إلا الندم،
فاستعدي لبكاءٍ طويل
أطول من لياليك القطبية
ومن التخطيط لرحلة رخيصة نحو البلاد المُشمسة…
استعدي
ولا تُعيدي ما تقولينه دائماً في نشرات الأخبار
البلاد المشمسة ليست هي المشكلة هذه المرة
ولذا يتوجب على المدافع أن تكون أطول…
………
تصبحين على خير يا أوروبا
قريباً
سنضعُ الوردَ على قبرك الأبيص،
فلا أحد،
لا أحد أبداً
يذهبُ إلى الحرب ويعود سالماً…