واشنطن – القاهرة – طرابلس – الرياض – الناس نيوز :
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، أن مصر لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بها.
وخلال لقائه مع وفد من مجلس الأمن القومي الأميركي، الذي يضم جيك سوليفان وبريت ماكجورك وأريانا برينجورت وجوشوا هاريس، بحث الرئيس السيسي مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانوناً خلال فترة وجيزة.
وأكد السيسي مدى الالتزام الذي أبدته مصر تجاه مسار مفاوضات سد النهضة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي عليه القيام بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية.
وحول القضية الفلسطينية، أكد السيسي أن حل القضية وفق المرجعيات الدولية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، سيكون له مردود كبير سينعكس على تطور وتغيير واقع المنطقة بأسرها للأفضل، حيث يفتح آفاق السلام والتعاون والتنمية، فيما أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية في احتواء الوضع في قطاع غزة ومنع تفاقم الموقف، إلى جانب إطلاق المبادرة الخاصة بإعادة إعمار القطاع.
وحول ليبيا، أكد السيسي ومستشار الأمن القومي الأميركي على ضرورة تكثيف التنسيق المشترك بين الجانبين ومع الشركاء الدوليين بشأن الترتيبات المتعلقة بالانتخابات المقبلة في ليبيا، وكذا ملف سحب القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.
وشدد الرئيس المصري على الأهمية التي توليها مصر لإنجاح المسار السياسي وسحب كافة القوات الأجنبية من ليبيا، كما شدد على أهمية إجراء الانتخابات الوطنية في موعدها المقرر في ديسمبر 2021.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر، بأن الرئيس السيسي أكد حرص مصر على تعزيز وتدعيم الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، استمراراً لمسيرة العلاقات الممتدة بين الجانبين على مدار أكثر من 4 عقود، لا سيما على الصعيدين الأمني والعسكري، وهي الشراكة التي طالما ساهمت في جهود الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط في مقابل ما يشهده من توتر واضطراب.
من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي تطلع بلاده إلى تعزيز التنسيق والتعاون الاستراتيجي القائم مع مصر وتطويره خلال المرحلة المقبلة لاسيما في ضوء الدور المصري المحوري والمتزن في منطقة الشرق الأوسط، مشيدا بجهود مصر الفعالة على صعيد مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وأهمية دفع التعاون بين الجانبين في هذا المجال خلال المرحلة المقبلة.
وكان البيت الأبيض قد قال في بيان له يوم الثلاثاء إن جيك سوليفان مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي سيعقد اجتماعات يوم الأربعاء مع مسؤولين مصريين في القاهرة بشأن قضايا الانتخابات الليبية والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية .
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قال إن سوليفان أجرى نقاشا تفصيليا بشأن الحرب في اليمن في اجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء ، وفق رويترز .
ويزور سوليفان السعودية والإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع برفقة المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج ومبعوث بايدن إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك.
والتقى سوليفان في السعودية بولي العهد، وكذلك نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف ووزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر، وآخرين.
وقال المسؤول الأمريكي “أجروا نقاشا تفصيليا بشأن الصراع اليمني، وأيد الطرفان جهود مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن هانس جروندبرج واتفقا على تكثيف الجهود الدبلوماسية مع كل الأطراف المعنية. سيبقى المبعوث الخاص ليندركينج في المنطقة لمتابعة تلك المناقشات التفصيلية”.
وتصف الأمم المتحدة الوضع في اليمن، الذي تمزقه الحرب، بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم. وبعد القتال على مدى سبع سنوات، غرقت البلاد في أزمة اقتصادية، مما ترتب عليه نقص في الغذاء.
وقال المسؤول الأمريكي أيضا إن سوليفان شكر ولي العهد أيضا على “كرم الضيافة السعودي عبر السماح لآلاف الأفغان المعرضين للخطر بالتوقف العابر في الأراضي السعودية” خلال الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان الشهر الماضي.
وقالت إميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان إن سوليفان سيزور القاهرة يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين تشمل الوضع في ليبيا.
والانتخابات الليبية جزء من خارطة طريق جرى إعدادها العام الماضي في منتدى سياسي دعت إلى عقده الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عشر سنوات، غير أن خلافات بشأن الانتخابات تهدد بتقويض عملية السلام.
وقالت هورن إن سوليفان سيناقش أيضا دور مصر في دعم “الأمن والرخاء” للإسرائيليين والفلسطينيين في أعقاب زيارة رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت إلى مصر في وقت سابق هذا الشهر.
وأضافت أن سوليفان سيستضيف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا في واشنطن في الخامس من أكتوبر تشرين الأول لإجراء مزيد من المناقشات.