مسقط – الناس نيوز ::
اكتسبت إستراتيجية سلطنة عمان المتعلقة بالحياد الكربوني زخما كبيرا مع تتالي الشراكات في هذا القطاع الواعد، والتي تعد محفزا تنافسيا بينما تشهد دول منطقة الشرق الأوسط تحولا كبيرا نحو المشاريع المستدامة والنظيفة.
وتكثّف الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال من جهودها لتطوير مجال احتجاز الكربون في تأكيد على التزام البلد الخليجي بتسريع خططه الرامية إلى تقليص الانبعاثات الضارة بالمناخ.
ووقّعت الشركة الاثنين مذكرة تفاهم مع شركتي هيتاشي زوسن اليابانية وهيتاشي إنوفا تتعلق بتقديم الاستشارات اللازمة لمشروع خفض انبعاثات الكربون وإنتاج الميثان الاصطناعي.
وتأتي الخطوة لتؤكد على تطلعات الشركة الحكومية نحو إيجاد أفضل الآليات والسبل لتقنين الانبعاثات الضارة عبر تطوير الشراكات المجتمعية بالابتكار والاستدامة، والبحث عن مصادر بديلة للطاقة وتقليل بصمتها الكربونية.
وتؤكد الاتفاقية على الدور المحوري الذي تلعبه سلطنة عمان في توفير الطاقة لليابان، بهدف تقييم الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية لإنتاج الغاز الاصطناعي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين.
ويمكن بعد ذلك إعادة حقنها مرة أخرى في عمليات الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال إما لإنتاج الغاز الطبيعي المسال أو استهلاكه كغاز الوقود.
وأوضح سالم العوفي وزير الطاقة والمعادن أن المذكرة تأتي ضمن برنامج الحياد الصفري والإطار التنظيمي لخفض الانبعاثات الكربونية خاصة في محطة إسالة الغاز الطبيعي.
وأشار في تصريح لوكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى أن خفض الانبعاثات سيمنح هذه المحطة مجالا للتسويق بأسعار تفضيلية أكثر ولأسواق جديدة تبحث عن الغاز المسال منخفض الكربون.
وقال إن “عملية التقاط الكربون وإعادة استخدامه لإنتاج الميثين الصناعي ثم إعادة تسييله مرة أخرى ثم إنتاج الغاز المسال وتصديره إلى أسواق أوروبا وآسيا التي تبحث عن غاز منخفض الكربون وإعطاء عمر أطول للشركة العمانية للغاز المسال”.
وكانت السلطنة قد شهدت أواخر 2023 إطلاق مشروع تجريبي لاحتجاز الكربون وهي خطوة اعتبرها خبراء أنها تؤكد اهتمام الحكومة بتسريع وتيرة التحول النظيف وفق خطة كانت قد أعلنت عنها قبل أشهر لمعاضدة الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وبدأت شركة تنمية نفط عُمان الحكومية أواخر نوفمبر الماضي في تنفيذ مشروع موسّع لاستخدام ثاني أكسيد الكربون في الاستخلاص المُعزز للنفط في شمال منطقة امتيازها.
ويجسّد المشروع مساعي الشركة لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري بشكل مستدام وخفض الانبعاثات الكربونية في عملياتها والعمل على تحقيق الحياد الكربوني الصفري في غضون ثلاثة عقود من الآن.
وبالنسبة لشركة الغاز، أوضح رئيسها التنفيذي حمد النعماني أن الشراكة مع هيتاشي زوسن وهيتاشي إنوفا تمثل نقطة انطلاق الشركة نحو إيجاد حلول طاقة صديقة للبيئة وأكثر استدامة.
وقال إن “الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال تشترك مع الأطراف الموقِّعة في ضرورة الالتزام بإنتاج الميثان بهدف تشكيل مستقبل خالٍ من الكربون باستخدام التقنيات الحديثة”.
وأشار إلى أن الشركة ستقوم مع شركائها بالاستجابة لكافة تفاصيل الاتفاق وتحديد مجالات البحث المشترك وتطوير وتنفيذ التقنيات تماشيا مع “إستراتيجيتنا نحو الحياد الصفري والجهود الوطنية لسلطنة عمان لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050”.
وتشكل الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية الشركة طويلة المدى الهادفة إلى خفض الانبعاثات من عملياتها، وكذلك الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والوقود منخفض الانبعاثات.
وأكد برونو فريدريك باودوين، المدير التنفيذي وعضو المجلس الاستشاري بشركة هيتاشي زوسن، أن هذه فرصة سانحة للعمل معا والقيام باستعراض جدوى هذه التقنية، ويعد توقيع هذه المذكرة خطوة مهمة نحو تحقيق ذلك.
وقال إن “هذه التقنية يمكن تطبيقها بشكل أوسع ويمكنها أن تسهم في تغيير المجتمعات وذلك من حيث إمكاناتها على إزالة ثاني أكسيد الكربون”.
