مشردون مختبئون على مرأى الجميع في سيدني وملبورن!؟

سيدني – ملبورن – الناس نيوز ::

المشردون موجودون داخل الغابة أو تحت الجسور وفي نهاية الطرق السريعة وغيرها من الأماكن، لكن كيف وصل المطاف بأستراليين في الشارع بحثاً عن مكان للنوم.

وفي مدينة سيدني، خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، نام لي أنتوني في الجزء السفلي من طريق سريع داخل المدينة على فراشه، الذي يحتوي على تعليمات مكتوبة عليه لمنع موظفي البلدية من إلقاء القمامة عليه.

وكتب عليها “شخص بلا مأوى ينام هنا كل ليلة لذا من فضلك دعه مكانه”.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينام فيها الرجل البالغ من العمر 58 عاماً في الشارع.

وعمل أنتوني في مجال تكنولوجيا المعلومات منذ ست سنوات عندما بدأت صحته العقلية في التدهور.

ووضع ممتلكاته في مخزن، وسجل في حمام سباحة عام ليستحم وقضى أياما في المكتبة لتعلم لغة برمجة جديدة.

وكان كل ليلة يغطي فراشه بالبلاستيك وينام على وسادة سفر محاولا النوم.

والشهر الماضي، منحته وزارة المجتمعات والعدل في نيو ساوث ويلز شقة بغرفة نوم واحدة في أبراج الإسكان العامة في واترلو، واصفا هذا “بربح اللوتو”.

أما جيمس، فقد وضع خيمته بين شجيرات في مساحات خضراء سرية في ضواحي ملبورن، وهو يلجأ إليها كل ليلة، مختبئا من مشاة الكلاب وممارسي رياضة الركض في وقت متأخر من الليل.

وحول كيفية اختيار المكان المناسب، يشرح جيمس قائلاً “كقاعدة عامة، أبحث عن الأماكن التي يمكن الوصول إليها على مدار 24 ساعة”.

وجيمس أكاديمي سابق تعرض لانهيار نفسي نتيجة علاقة خلال فترة كوفيد. وعندما رُفع الإغلاق، لم يجد مكاناً يعيش فيه.

ويقول “بحثت في كل شيء من النزل إلى الاستوديوهات والمنازل المشتركة، حتى أنني حاولت استئجار منزل متنقل”.

وأضاف “ولكن قبل أن أتمكن من معاينتها كانت تذهب”.

ويعد جيمس نفسه مثل العديد من الأشخاص المشردين الآخرين الذين يلتقي بهم، ومن يسميهم بالأستراليين “العاديين” الذين تعرضوا لأزمة مفاجئة، وخرجوا من سوق الإسكان، واكتسبوا زوايا خاصة في الأماكن العامة.

ومواقع جيمس ليست دائمة أبداً. في كل ليلة يذهب إلى مكان جديد.

وكل يوم يعود إلى المدينة إلى مركز خدمات المشردين للحصول على الأساسيات، والمكتبة للكهرباء والخصوصية.

ماذا وراء الأزمة الإسكانية؟

لم تكن الزيادة الخاصة بالرفاه الاجتماعي في ميزانية مايو/أيار كافية لتقليل العدد المتزايد بسرعة من الأستراليين المشردين. وفق أي بي سي .

وقفز عدد الأشخاص الذين يحصلون على خدمات المشردين كل شهر ثمانية في المئة على مدى السنوات الأربع الماضية، أي ضعف معدل نمو المنازل الجديدة التي يتم بناؤها كل عام، وفقا لمرصد التشرد الأسترالي لعام 2022.

من جهتها، تقول المديرة التنفيذية للمجلس الأسترالي للخدمات الاجتماعية كاساندرا غولدي، إن الحرمان المالي، والمعاناة التي يسببها، أسوأ مما رأته في أي وقت مضى.

من جانبها، أعلنت حكومات الولايات والأقاليم عن سلسلة من الإجراءات ونفذتها، وتعهدت الحكومة الفيدرالية ببناء مليون منزل جديد في غضون خمس سنوات.