القاهرة – الناس نيوز ::
منح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أعلى وسام في مصر، في الوقت الذي عزز فيه البلدان شراكتهما.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي استقبل مودي في القصر الرئاسي بالقاهرة، ومنحه قلادة النيل.
وذكر البيان أن الزعيمين وقعا إعلانا يرفع العلاقات المصرية الهندية إلى مستوى “شراكة استراتيجية”، مما يعني أن البلدين اتفقا على تكثيف تعاونهما وإجراء محادثات دورية.
وتحتفظ مصر والهند بروابط وثيقة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما لعب البلدان أدورا رئيسية في تأسيس حركة عدم الانحياز التي سعت لمسار بديل يتجنب الانحياز إلى الشيوعية أو الرأسمالية خلال ذروة الحرب الباردة.
ومودي، الذي وصل القاهرة السبت، هو أول رئيس وزراء هندي يقوم بزيارة رسمية لمصر منذ أكثر من عقدين. وجاءت زيارته التي استغرقت يومين بعد ستة أشهر من وصول السيسي إلى نيودلهي كضيف رسمي في عيد استقلال الهند.
كما دعا مودي الرئيس المصري لحضور قمة مجموعة العشرين، التي ستستضيفها الهند في سبتمبر.
وعقب محادثات مع السيسي، زار مودي مسجد “الحاكم بأمر الله” التاريخي في القاهرة، الذي تم تجديده مؤخرا بمساعدة طائفة البهرة الداودية التي مقرها الهند.
كما أشاد بالجنود الهنود الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى، ودفنوا في مقبرة حرب هليوبوليس في القاهرة.
وركزت زيارة مودي إلى مصر على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة ونيودلهي. وقال رئيس الوزراء الهندي إن كلا البلدين يتحركان بسرعة لزيادة التجارة الثنائية إلى 12 مليار دولار سنويًا في غضون خمس سنوات، مقارنة بنحو 7.3 مليار دولار بين عامي 2021-22.
وقال مودي في اجتماع مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي السبت ”هذا عام رائع لعلاقاتنا المشتركة”.
وكتب مودي على تويتر: “زيارتي لمصر كانت تاريخية.. ستضيف حيوية متجددة للعلاقات بين الهند ومصر وستفيد شعبينا”.
وفي وقت سابق من هذا العام، اتفق البلدان على تعزيز التعاون التجاري. وتعد الهند، أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، واحدة من أكبر خمسة مستوردين للمنتجات المصرية، بما في ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي المسال والملح والقطن والمواد الكيميائية غير العضوية والبذور الزيتية.
وتشمل الصادرات الهندية الرئيسية إلى مصر الغزل القطني، والبن، والأعشاب، والتبغ، والعدس، وقطع غيار السيارات، والسفن، والقوارب، والآلات الكهربائية.
وأقام السيسي ومودي، اللذان توليا السلطة في بلديهما في 2014، علاقة أوثق في السنوات الأخيرة.
وقال وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ خلال زيارة إلى القاهرة في سبتمبر ”هناك تغيير في المناخ الجيوسياسي والجيو اقتصادي العالمي حيث يرغب كلا البلدين في لعب دور محدد”.
وأضاف سينغ: ”يعمل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر كحلقة وصل بين أفريقيا وغرب آسيا والبحر المتوسط وأوروبا ، كما أنه بلد مهم من وجهة نظر المحيطين الهندي والهادئ”.
ووصل مودي إلى القاهرة، السبت، بعد زيارة إلى الولايات المتحدة استغرقت أربعة أيام ، حيث أجرى محادثات مع الرئيس جو بايدن وكبار مسؤولي الإدارة، وألقى كلمة أمام الكونغرس والتقى بكبار المسؤولين التنفيذيين الأميركيين.