معلومات لا نعرفها عن الألبان الخالية الدسم

د . يارا حسين – الناس نيوز ::

لسنوات طويلة، كان الاعتقاد السائد بأن منتجات الألبان كاملة الدسم تؤدي الى الإصابة بالسمنة، وتتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية، ويجب استبدالها بالمنتجات قليلة أو خالية الدسم، التي ارتبط اسمها في الأذهان بالأطعمة الصحية، وحميات تخفيف الوزن، والحفاظ على صحة القلب والجسم عموماً،
فما هي حقيقة منتجات الألبان خالية الدسم؟

في الواقع، أظهرت دراسات عدة مؤخراً عدم صحة هذه المعلومات وبينت الحقائق التالية:

أولًا: منتجات الألبان خالية الدسم لا تساعد على خسارة الوزن.

فقد وُجد أن تناول منتجات الألبان منزوعة الدسم لا تساعد على الشعور بالشبع، مما قد يجعل الشخص يتناول كميات أكبر من الطعام طوال اليوم، وبالتالي قد يستهلك سعرات حرارية أكثر، ولكن من مصادر مختلفة.
بل على العكس، فقد بينت الدراسات الحديثة، وجود ارتباط بين استهلاك منتجات الألبان كاملة الدسم وانخفاض احتمالية زيادة الوزن وتقليل دهون الجسم. والسبب، أن تناولها يبطئ إطلاق السكريات في مجرى الدم، مما يرفع من درجة الإحساس بالشبع، وبالتالي تساعد على عدم الإفراط في تناول الطعام في الوجبات التالية مما يؤدي إلى تناول كميات أقل من السعرات الحرارية على مدار اليوم.

ووفقاً لأبحاث علمية عدة تتميز دهون الألبان باحتوائها على الحمض الدهني غير المشبع، اللينوليك (CLA) الذي يساعد في تقليل دهون الجسم والالتهابات وتقليل وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم ومحاربة الخلايا السرطانية.

ثانيًا: منتجات الألبان خالية الدسم تحتوي على كميات عالية من السكر.
تحتوي منتجات الألبان كاملة الدسم، على سعرات حرارية أكثر من منتجات الألبان خالية الدسم، ولكن هذا لا يجعلها خياراً أفضل. فعندما تتم إزالة الدهون من أي منتج يتغير طعمه وقوامه، ولتعويض ذلك عادة ما تقوم الشركات المصنعة بإضافة المزيد من السكر، والنشاء، والصوديوم، والمنكهات الصناعية وعوامل الربط والمواد الكيميائية الأخرى.

ورغم أن نسبة الدهون في الألبان خالية الدسم منخفضة جداً، إلا أنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر، فمثلاً تحتوي علبة الزبادي المنزوع الدسم (240 غراماً) على 47 غرامًا من السكر، أي حوالي 12 ملعقة صغيرة من السكر، وهي تفوق الكمية اليومية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية (WHO) ، التي توصي البالغين والأطفال، بتقليل استهلاكهم اليومي من السكريات إلى حوالي 25 غرامًا أي ما يعادل (6 ملاعق صغيرة).

ثالثًا: منتجات الألبان خالية الدسم تفتقر للفيتامينات.

تعتبر منتجات الألبان مصدراً ممتازاً للكالسيوم ولمجموعة الفيتامينات المذابة في الدهون مثل فيتامينات A,D,E,K. وبغياب الدهون في المنتجات خالية الدسم تغيب هذه الفيتامينات وخصوصاً فيتامينD الضروري لامتصاص الكالسيوم، مما يؤدي إلى منع امتصاص الكالسيوم، وعدم استفادة الجسم منه. إذ للكالسيوم أهمية كبيرة في بناء العظام والأسنان، كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن الكالسيوم المتناول من الطعام، أو كمكمل غذائي قد يساعد في إنقاص الوزن وتجنب السمنة لدى الأطفال والنساء والرجال المصابين بداء السكري.

رابعًا: تناول منتجات الألبان كاملة الدسم ضروري لوظائف للجسم.
تعتبر الدهون مكونًا هامًا في أغشية الخلايا التي تلعب دوراً فعالًا في إنتاج الهرمونات. كما أن الدهون ضرورية لمجموعة واسعة من الوظائف الفيزيولوجية، فهي عنصر غذائي أساس للحفاظ على عمليات التمثيل الغذائي الطبيعية.

كذلك تحتاج العضلات بما في ذلك القلب، إلى الدهون للحصول على الطاقة. فقد أظهرت بعض الأبحاث أن منتجات الألبان المتخمرة مثل الزبادي (اليوغورت) والجبن كامل الدسم مفيدة لمرضى القلب، لأنها تؤدي إلى رفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، الذي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بمعدل أعلى من استهلاك الأصناف قليلة الدسم.

أما الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز، فتحتوي منتجات الألبان كاملة الدسم أيضاً على نسبة أقل من اللاكتوز مقارنة بالمنتجات قليلة الدسم، وبالتالي يتم هضمها بشكل أفضل ممن يعانون من حساسية اللاكتوز أو عدم تحمله.

كما يُوصى بقراءة الملصقات الغذائية لمنتجات الألبان بدقة، وعدم التركيز على نسبة الدهون فقط، بل يجب الانتباه أيضاً إلى نسبة السكر، التي يُنصح باختيار الأنواع ذات النسبة الأقل منه، وهذا لا يعني بالطبع تناول منتجات الألبان كاملة الدسم بدون حساب، لمن يرغب في إنقاص الوزن، فهي تحتوي على سعرات حرارية عالية، التي يجب حسابها ضمن السعرات الحرارية اليومية المحددة، والانتباه لعدم زيادة تناول السكريات والنشويات.

ختاماً، تحتوي منتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم على كميات كبيرة من السكر التي يجب استهلاكها بالحد الأدنى، باعتباره المسبب الأساس للأمراض من وجهة نظر الدراسات الحديثة.