بيروت – الناس نيوز :
يتحدّث كارلوس غصن عن تجربة توقيفه التعسّفي وسجنه في اليابان، بتهمة عدم التصريح عن تعويضٍ ماليّ لم يتلقَّه أساسًا، في ظلّ نظام عقوباتٍ مجحف حرمه من أبسط حقوقه في الدفاع عن نفسه. وفق تعبيره .
يروي غصن في كتابه الصادر حديثا عن دار مكتبة هاشيت أنطوان / نوفل ” معاً إلى الأبد ” الكثير من التفاصيل القاسية، لكنّه يضيء في المقابل شمعة تفاؤل لأنّ تلك المحنة كشفت له معدن المحيطين به، وعلّمته أنّ الإرادة الصلبة كفيلة بمواجهة الظلم.
وقال بيان لمكتبة أنطوان تلقت جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية نسخة عنه ، إن كارول تتحدّث بصفتها الزوجة والحبيبة عن خيبة أملها من الجهات التي كان يفترض أن تساند زوجها، وتروي إصرارها على مساندته ومساعدته للخروج من محنته إيمانًا منها ببراءته.
كتاب يمجّد الحبّ والشجاعة والإصرار، ويؤكّد أنّ بصيص الأمل الصغير كفيل بصنع المعجزات.
يقول كارلوس غصن في الكتاب: “في 19 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2018، تمّ اعتقالي فور نزولي من الطائرة في مطار طوكيو.
سُجنت في الليلة نفسها، من دون أن يُسمح لي بالتفوه بكلمة واحدة أو إبلاغ أي شخص. بقيت محتجزًا لمدّة 130 يوماً في مركز كوسوج. هذا الكتاب يًخبر قصّة هذا الابتعاد القسري، العاصفة التي اجتزناها زوجتي وأنا بعيدين عن بعضنا لمدّة سنة تقريبًا.”
تكتب كارول غصن: “لا أصدق عينيّ: خبر اعتقال كارلوس يُبَثّ على كلّ القنوات من دون استثناء، وتُفتتَح به كلّ نشرات الأخبار. لكنّه في الحقيقة أصبح أمام المدّعي العامّ وعلى وشك أن يشقّ طريقه إلى سجن كوسوج الرهيب في طوكيو. كوسوج. حصل كلّ شيء بسرعة كبيرة وعنيفة جدًّا.
لا أعرف ما يحدث لنا، ولا أعرف ما يريدونه من زوجي حتى يعاملوه بهذه الطريقة. كنت مصدومة. لقد تلقّيت أكبر صدمة في حياتي “.
كارول نحّاس غصن في سطور :
لبنانية أميركية من أصول سورية (مواليد 1966، لبنان)، أمضت جزءًا كبيرًا من حياتها في الولايات المتّحدة، قبل أن تلتقي بكارلوس غصن في نيويورك، خلال حفل خيري، ويرتبطا في العام 2016 في باريس، بزواج هو الثاني لكليهما. أصدرت العدالة اليابانية مذكّرة اعتقال ضدّها يوم الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير 2020، موجّهة لها اتّهامًا بالشهادة زورًا.
كارلوس غصن
رجل أعمال فرنسي/لبناني/برازيلي (مواليد 1954، البرازيل). عاد إلى لبنان في السادسة من عمره، ثمّ انتقل إلى فرنسا حيث درس الهندسة، وبدأ حياته المهنية في Michelin، لينضمّ إلى Renault في العام 1996 نائبًا للمدير العام. منذ العام 1999، أدار مفاوضات شراكة Renault مع شركة نيسان اليابانية، وأصبح رئيسها التنفيذي في العام 2001. في العام 2005، أصبح أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة Renault، ما جعله أوّل شخص في العالم يشغل هذا المنصب بالتزامن في شركتين مدرجتين على لائحة Fortune لأهمّ 500 شركة حول العالم.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، ألقي القبض عليه من القضاء الياباني بتهمة إساءة إدارة الأموال الخاصّة بالشركة. أفرج عنه في آذار/مارس 2019، ثمّ سجن مرّة أخرى في نيسان/أبريل ووُضِعَ رهن الإقامة الجبرية التي فرّ منها في 29 كانون الأول/ديسمبر 2019، ولجأ إلى لبنان، حيث لا يزال يقيم حتى اليوم.