فواز خيو ..
البارحة تنفست الصعداء ، حين رأيت قائمة رجال الأعمال السوريين الذين شملهم قانون قيصر برعايته ، ولم تشملني .
كنت مرتعبا من أن يكون ترامب قد انزعج من رسالتي التي وجهتها إليه على صفحتي .
فعلا الرجل لا يتوقف عند الإزعاجات الصغيرة ،
وقد تكون سيرياتل قد قطعت عنه النت في تلك الفترة وهذا لصالحي .
لكن من باب الاحتياط كنت قد غسلت أموالي بالماء والصابون لأنها أموال وسخة ، مال حرام ومأخوذ من دم الفقراء .
تساءلت : الأموال القذرة تغسل ، وتصبح نظيفة وكأنها جديدة ،
لكن من يغسل الضمائر والوجدان والانتماء الوطني ؟
ليتهم صنعوا غسالات لهذه الأمتعة .
ربما المصلحة العامة ومصالح الدول أن تبقى الضمائر على لمسة المصنع ، لأن الماء قد يحدث فيها تفاعلات كيماوية ويغير من تركيبتها .
وربما لا يعرف ترامب أنني حولت أموالي إلى الإيوان الصيني نكاية به ، ثم لماذا أخبره الآن ؟ فقد يضرب الإيوان لينتقم مني .
شركاتي سجلتها بأسماء أناس لا يقربوني مقابل كمبيالات مكافئة ،
وخففت علاقاتي التجارية مع الدول الكبرى .
كل هذه الأشياء والإجراءات التي يفعلها ترامب سوف تتحطم على صخرة صمودي .
لا يدري أننا محشوون بفيتامينات الأناشيد الوطنية والشعارات والتصدي ومقارعة الإمبريالية ،
لهذا كانت حتى الهزائم حين نهضمها تتحول عندنا إلى سمنة وصحة .
كم نحن رائعون ، نهضم كل شيء وتمتصه جلودنا وأمعاؤنا ليتحول إلى قوة ورفاه وسعادة .
أتحدى ترامب أن يستطيع إنتاج مثلها ، ثم لا يعلم أن نصب الحرية من تصميم فرنسي ..
ثم لست مهتما إذا قرأ رسالتي أم لا .
أيام زمان كان ثمة باحث طيب يكتب زاوية في جريدة تشرين ،
والمسكين يعتقد أن الناس تستيقظ في الصباح وتسأل عن الجريدة وزاويته قبل تناول فنجان القهوة .
وجه رسالة عبر زاويته للرئيس كلينتون ، وبعد مدة انتقل إلى جريدة الثورة فوجه رسالة إلى الرئيس بوش الأب .
قلت لزملائي : أخبروه أن الرئيس بوش لا يتابع الثورة ، وإنما يتابع جريدة البعث .