الرباط -الناس نيوز ::
لم تتح لغالبية المغاربة فرصة متابعة مباريات كأس العالم في ملاعب قطر، لكنهم مع ذلك حريصون كما العادة على مشاهدة هذه البطولة الكروية بشكل جماعي على شاشات التلفزيون في المقاهي القريبة من بيوتهم أو أماكن عملهم.
واستعدت المقاهي المغربية للمونديال بشكل استثنائي، مستجيبة للمشجعين المغاربة الذين يفضلون عادة متابعة مباريات كرة القدم بشكل جماعي، لما لها من أجواء ممتعة، تستطيع المقاهي بالمملكة توفيرها لزبائنهم.
ومنذ تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 2022، باشر بعض من أصحاب المقاهي بإدخال تعديلات على فضاءات خاصة بمقاهيهم، مع شراء تجهيزات وشاشات عملاقة جديدة، لضمان استقطاب العديد من الزبائن من عشاق كرة القدم.
في حي عين السبع بالدار البيضاء، اتفق الصديقان سي محمد ويونس، على أن يتابعا مباريات كأس العالم في المقهى المجاور لمكان سكنهم، بالرغم من نقل التلفزيون الوطني لمقابلات المنتخب.
واعتاد يونس أن يشاهد مباريات المستديرة في ملاعبها، لكن إمكانياته وظروفه المهنية لم يسعفاه الحضور في ملاعب قطر، لذلك فالبديل الأنسب هو “المسارعة بساعة أو أكثر قبل بداية المباراة للحصول على مقعد في مقهى الحي”.
وقال يونس لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هذا “التعويض بالمقهى يحقق نوعا من المتعة الجماعية في متابعة المونديال، كما أن الأجواء حماسية ومختلفة عن نظيرتها في البيت”.
ولا يخفي يونس، أن “المقاهي تواكب الحدث العالمي، وتجتهد في تقديم الأفضل وبأسعار معقولة، إرضاء لزبائنها من عشاق كرة القدم”.
الصحفي والمحلل الرياضي، هشام رمرم، أكد أن “المقهى يعد المكان المفضل للعديد من المواطنين لكي يضمنوا مشاهدة جماعية، وهو أيضا خير تعويض لمن لم يتمكن من مشاهدة المباريات في الملعب”.
وتابع رمرم في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن نهائيات كأس العالم المقامة في قطر “ليس متاحة للجميع للسفر إلى البلد المُنظّم لحضور المباريات، علما أن فرجة كرة القدم لا يمكن أن يكون لها طعم سوى في إطار المشاهدة الجماعية المفعمة بالحماس”.
واعتبر أنه “في المقهى تكون الأنظار كلها متجهة لشاشة التلفزيون، ما يوحي للمشاهدين أنهم يتابعون المواجهة في الملعب بشروط معينة تشجعهم على اختيار هذا الفضاء الحماسي”.
ويرى رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، نور الدين الحراق، أن “أغلب الزبائن يفضلون مشاهدة مباريات كرة القدم في المقاهي، وهذا يرجع أساسا إلى أجواء الفرجة التي تكون في المقاهي وتنعدم أو تختلف عنها في المنازل، ومنها تفاعل جمهور المقاهي مع لقطات المباريات والأهداف والذي يقترب من مثيله في المدرجات”.
وأوضح الحراق لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه “ليس هناك اختلاف كبير عما تقدمه المقاهي والمطاعم خلال الأيام العادية”، مضيفا أن الأمر الأساسي هو ضمان “أجواء مختلفة وحماسية”.
ويعد بث مباريات الحدث الكروي العالمي على شاشات المقاهي والمطاعم، فرصة من جهة أخرى لإنعاش اقتصاد هذا القطاع الذي يتوقع أن يستقطب المزيد من الزبائن.
ولفت رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، إلى أن “مداخيل المقاهي والمطاعم عادة ما ترتفع في مثل هذه المناسبات الرياضية، وبشكل خاص نهائيات كأس العالم”، مشيرا إلى أن “المقاهي والمطاعم في الأحياء الشعبية بشكل خاص ستزيد مداخيلها”.