حسين الضاهر – الناس نيوز :
لم تكن كلمة النجاح مفردة دخيلة على قاموس الشاب العشريني ملهم ياسر الشويخ ، بل لاصقته على الدوام .
ففي مراحله الدراسية الأولى حصل على مراكز متقدمة في فنون الفصاحة والخطابة والأدب، على مستوى محافظة حلب وريفها في سورية .
كما كان مهتماً دائماً بالاطلاع على كل جديد في مجالات العلوم والأدب من خلال فترات المطالعة التي كان يقتنصها بعد إنهائه فروضه المدرسية وبعد مساعدة والده في دكان العائلة.
وبالرغم من ضيق الوقت وسبل العيش، إلا أنه تميز عن أقرانه ، إلى أن اشتعلت الحرب في سوريا لتخنق طموح ملهم كما خنقت حياة العديد من أبناء جيله، فتوقف عن الدراسة في المرحلة الإعدادية مجبراً.
– بداية جديدة .

في العام 2015 وقف الحظ بجانب ملهم، فانتشله لمُّ شملٍ عائلي وألقى به في مملكة السويد لاجئاً مع عائلته. فكانت مدينة ( أولوفستروم ) التابعة لمقاطعة ( بليكنغه ) مستقراً لأحلامه وطموحاته التي نفض عنها رماد الحرب، وأخذ يشتغل عليها مرةً أخرى. فأكمل دراسته من حيث توقف،بالإضافة لدراسته للغة السويدية، والتي لم تشكل عائقاً في مسيرته.. حيث أنهى دراسته و فصول اللغة في زمن قياسي مقارنة بنظرائه. التحق بعدها بالحزب الاشتراكي الديمقراطي ليضع خطوته الأولى على سلم السياسة.
ومنذ البداية، تميز بنشاطه في دعوة أعضاء جدد للانضمام إلى الحزب، وبنشر أفكاره ونهجه، ضمن مجتمع المهاجرين، ليتلقى على إثرها دعوة من رئيس الحكومة السويدية ( ستيفان لوفين ) لمناقشة بعض الأمور التي تخص المجتمعات المهاجرة واللاجئة في السويد،وخاصة طبقة الشباب، وعن ماهية الصعوبات والعوائق التي تقف أمام اندماجهم.
وعندما لاحظت قيادات الحزب نشاط ملهم، قامت بنقله إلى الجناح الشبابي في الحزب،ليكون عضواً عاملاً فيه، ثم وبعد مرور شهرين تم تعيينه نائباً لرئيس الحزب ومديراً للإدارة الخارجية فيه. ولم يقف عند هذا الحدّ، فقد عيّنَ في الفترة ذاتها كمدير تنفيذي لإدارة الحملات في مجلس المقاطعة، حيث استمر بالتدرج في المناصب الحزبية والبلدية حتى الربع الأول من العام 2019، حين قامت انتخابات محلية في الحزب، ليحصل على إجمالي أصوات يخوله استلام منصب رئيس الجناح الشبابي للحزب الاشتراكي الديمقراطي والسكرتير الخاص لرئيس الحزب العام.
كما تقدم لانتخابات مجلس بلدية ( أولوفستروم ) ليحصل على المركز الثالث، من حيث عدد الأصوات، ويعتبر تدرّج الشاب ملهم ضمن هذه المراكز أمراً نادرَ الحدوث، لكنه نتيجة حيوية لجهوده. فيقول : يحتاج الشاب السويدي للعمل في مجال السياسة لسنوات طويلة كي يصل إلى أحد هذه المناصب ولكنني كنت مؤمناً بفكرة العمل وبذلت وقتي ونفسي في سبيل النجاح فوصلت.
– عن الحياة هنا
يقول ملهم لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية: لم أجد الحياة كما في الصورة، التي رسمتها لها في مخيلتي، فالعوائق والصعوبات كثيرة،واحتجت لجهد كبير كي انسجم مع طبيعة المعيشة.والشعب السويدي متحفظ او بعيدًا على الثقافات والمجتمعات الشرق أوسطية، وهذا ما دفعني نحو الدخول في المعترك السياسي، الذي وجدت فيه الطريقة الأنجع لتعريف المواطن السويدي على ثقافاتنا، فخضت نقاشات عديدة وعقدت بندوات ضمّت سياسيين ووزراء وبرلمانيين أوروبيين، طرحت من خلالها المشكلات التي تواجه الفرد في الحياة هنا،ومازلت متحمساً لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عن اللاجئ أو المهاجر في المجتمع الأوروبي .
– في السنوات الأخيرة .

ويضيف الشاب “الشويخ”: الآن أصبحت عضواً تشريعياً في هيئة طب الأسنان بالمقاطعة، وأعمل في مجال الرعاية الاجتماعية، بالإضافة لأنني أحاول إتمام دراستي في مجال طب الأسنان بالتوازي مع عملي السياسي،والذي ترشحت فيه مرة أخرى لرئاسة الجناح الشبابي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وبالرغم من ضيق الوقت لم تُثنَ عزيمتي عن الوصول إلى أهدافي .
-عن وطنه سوريا
في وطني يعتبر الاشتغال في المجال السياسي حكراً على فئات تمتلك المال أو القرب من أعمدة السلطة الرئيسية، وإلا سيكون مصيرك السجن، إن حاولت التعبير عن رأيك في مجرد حدث عابر.
لم تغب عن بالي يوماً فكرة العودة، لكن لو أنني بقيت هناك،لاحتجت لسنين ضوئية أو لثروة هائلة للوصول إلى ما أنا عليه اليوم؛ أعيش هذه المقارنة دائماً وأتمنى لوطني حالاً أفضل من حاله الآن ، وأعتبر ان وطني الجديد السويد قدم لي الكثير وهو يستحق كل محبة وتقدير وتضحياتك مني ، ومن كل شخص جاء إلى هذا الوطن ، وهذا لا يتعارض اطلاقا مع محبتنا لأوطاننا اللتي ولدنا فيها .
– عن طموحاته المستقبلة
يقول ملهم : لا حدود لطموحاتي، وبمجرد حصولي على الجنسية السويدية والتي باتت قريبة مني، سأعمل على الترشح للبرلمان السويدي، وقد أشغل مناصب وزارية أو حكومية.. كل ذلك يعتمد على الجهد والإصرار، وهما في جعبتي .