كانبيرا – الناس نيوز ::
عقب ما يقارب 4 أشهر من إعلان توقفه وطرحه للبيع، واجه أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم محاولة إنقاذ جديدة من قبل الملياردير الأسترالي “مايك كانون بروكس”؛ ما يجدد طموحات تصدير الكهرباء النظيفة إلى سنغافورة وإندونيسيا.
ونجح تحالف بقيادة شركة “غروك فينشر” -الذراع الاستثمارية للملياردير بروكس- في الاستحواذ على شركة “صن كيبل” المُشغلة للمشروع، بعد أن وقع ضحية خلاف بين المالكين الرئيسين بروكس، والملياردير أندرو فورست، وفق ما نقلته صحيفة رينيو إيكونومي (Renew Economy) الأسترالية، الجمعة 26 مايو/أيار 2023.
ومن المقرر إتمام إجراءات الصفقة بصورة نهائية بحلول نهاية شهر يوليو/تموز المقبل؛ ما يمهّد الطريق لإعلان قرار الاستثمار النهائي للمشروع، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
صفقة الاستحواذ
نجح العطاء المقدم من قبل الملياردير مايك بروكس في إنقاذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم “باور لينك” العابر للقارات، بعد أن دخل نفقًا مظلمًا منذ طرحه للبيع مطلع فبراير/شباط 2023.
وأُعلن استحواذ ائتلاف بقيادة الذراع الاستثمارية لبروكس “غروك فينشر” على شركة صن كيبل المشغلة للمشروع والأصول كافة، وتشمل خطط تصدير الطاقة الشمسية عبر خطوط بحرية إلى سنغافورة وإندونيسيا، بجانب تخزين البطاريات.
وأوضحت شركة “إف تي آي” للاستشارات -التي تولّت عملية البيع وإدارة الأصول منذ فبراير/شباط الماضي- أن اتفاق جرى توقيعه لبيع أصول صن كيبل إلى “هيليتا هولدينغ” التابعة للذراع الاستثمارية للملياردير بروكس “غروك فينشر”.
وتسمح صفقة الاستحواذ على أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بنقل أصول صن كيبل إلى الكيان المشترك الجديد “هيليتا هولدينغ”، وإتمام الصفقة بحلول يوليو/تموز المقبل بحد أقصى تمهيدًا لإعلان قرار الاستثمار النهائي لأولى مراحل مشروع باور لينك.
إمكانات وعثرات
بدأ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم عام 2018 تحت إدارة شركة “صن كيبل” بوصفه مشروعًا مشتركًا بين المليارديرين الأستراليين مايك كانون بروكس وأندرو فورست.
وهدف المشروع إلى إنشاء محطة شمسية بقدرة 20 غيغاواط وقدرة تخزين للبطاريات تصل إلى 42 غيغاواط/ساعة، وتعزيز المشروع بإنشاء خط بحري بطول 4 آلاف و200 كيلومتر.
واستهدفت المرحلة الأولى من المشروع توصيل الكهرباء النظيفة بما يقل عن 1 غيغاواط إلى عاصمة الإقليم الشمالي الأسترالي “داروين”، و1.8 غيغاواط إلى سنغافورة.
وتطلّعت الأطراف المشاركة إلى قدرة أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم على تلبية جانب من الطلب المحلي في أستراليا، بالإضافة إلى الربط الكهربائي مع قارة آسيا، بما يعادل تلبية 15% من الطلب في سنغافورة وتوصيل الكهرباء النظيفة إلى إندونيسيا أيضًا.
وفي الوقت الذي كانت تمضي خلاله خطط التطوير قدمًا، وقع خلاف بين الشريكين حول “خطط المشروع، والتمويل”، وتمسك بروكس بالأهداف المعلنة مسبقًا بينما تحفظ أندرو فورست على التصدير عبر الخط البحري؛ إذ رجح توفير الإمدادات لاستعمالها محليًا في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين.ودفع الخلاف بين الاتجاهين نحو تعليق العمل بالمشروع، ووضع شركة صن كيبل تحت الإدارة الطوعية، إلى أن انتهى الأمر بإعلان بيعه قبل أشهر.
خطط مستقبلية
وصف الملياردير الأسترالي كانون بروكس، صفقة الاستحواذ على شركة صن كيبل ومشروع “باور لينك” بأنها خطوة مهمة لإنقاذ الشركة من الوقوع تحت الإدارة الطوعية، ومواصلة طموحات التصدير من المشروع الذي يعد شبكة كهرباء عابرة للقارات.
وأشار بروكس إلى أن إمكانات شركة صن كيبل ومشروع باور لينك تعني الكثير لأستراليا باقتحام عالم تصدير الكهرباء المولدة عبر الطاقة الشمسية؛ ما يعزز توسعة طموح بلاده في مجال الطاقة المتجددة.
وتسعى الشريك في صفقة الاستحواذ “كوين بروك” إلى مواصلة أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بالتعاون مع “غروك فينشر” والملياردير بروكس.
وقال المؤسس والشريك الإداري لمجموعة “كوين بروك” ديفيد سكايس بروك، إن هناك اتجاهًا للتركيز على الاستفادة من إمكانات الطاقة الشمسية في شمال أستراليا، ودمج هذه الإمكانات مع تقنيات التخزين؛ بما يتيح خفض الانبعاثات بمعدلات أكبر.
ومن المقرر أن يبدأ التحالف الجديد مشاورات مع الجهات الحكومية والمعنية في مدينة داروين الأسترالية وسنغافورة؛ لتنسيق اتفاقيات الشراء.