واشنطن – الناس نيوز ::
أكد الملياردير الروسي، ليونيد نيفزلين، المقيم في إسرائيل منذ عشرين عاما أن هدف الرئيس فلاديمير بوتين من غزو أوكرانيا هو تدميرها وليس احتلالها، وفقا لما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.
وكان نيفزلين قد غادر روسيا في العام 2003 هربا من اعتقاله بعد ما جرى تفكيك عملاق النفط، شركة يوكوس، التي كان يشغل فيها ذلك الملياردير منصب نائب الرئيس، وذلك في حين جرى اعتقال مساعديه وإلقائهم في سجون سيبيريا بناء على “تهم ملفقة” وذات دوافع سياسية، على حد قول نيفزلين.
وفي غضون ذلك كانت موسكو قد طالبت إسرائيل مرارا بتسليم نيفزلين المتهم بارتكاب جرائم قتل واختلاس أموال وجنايات أخرى ذات طابع اقتصادي، بيد أن طلبات الكرملين المتكررة قوبلت بالصد من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، وفق ما نقلت الحرة .
ولطالما كان نيفزلين منتقدًا صريحًا للرئيس الروسي، إذ صرح في عام 2007، عندما كان تسليمه إلى موسكو لا يزال احتمالًا قويا جدا أن بوتين “مجرم ومختل عقليا”.
واستطاع نيفزلين رغم كل محاولات موسكو لاعتقاله من أن يثبت نفسه كرجل أعمال مؤثر في موطنه الجديد إذابات يملك حصة في صحيفة “هآرتس” ذات التوجه اليساري، وليواصل إصراره على أن بوتين يعمل بعقلية عصابات الجريمة المنظمة وأن التعاون مع موسكو يعرض الأجندات الديمقراطية والليبرالية في العالم لخطر محدق.
وفي مقابلته الأخيرة لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، يؤكد نيفزلين أنه في البداية لم يكن مقتنعا بجدية بوتين في الإقدام على غزو أوكرانيا، موضحا أن التقارير التي كانت تصدر تباعا من وكالات الاستخبارات الأميركية والغربية جعلته يعتقد أن ذلك الأمر أضحى قابلا للحدوث.
وأعرب نيفزلين الذي تنازل عن جنسيته الروسية مباشرة عقب بدء الغزو في 24 فبراير الماضي، عن أنه لم يكن يستوعب الأمر في البداية، مردفا: “هذا ليس قائد دولة بل زعيم مافيا بشخصية انتقامية”.
ويرى نيفزلين أنه لا بديل عن هزيمة بوتين في هذه الحرب، قائلا: “في ظني فإني انتصار أوكرانيا يعنى العودة الكاملة إلى حدود عام 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وكامل أراضي إقليم دونباس”.
وزاد: “يجب أن يرفع العلم الأوكراني في كل من سيفاستوبول سيمفيروبول (الموانئ الرئيسية في شبه جزيرة القرم)، وأي سيناريو آخر لن يبرر المصاعب والمعاناة الهائلة للشعب الأوكراني”.
وأردف: “بالطبع، إذا انتصرت أوكرانيا، فهذا يعني أن بوتين سيخسر وأنه سيفقد السلطة أيضًا، تمامًا مثلما حدث مع القيصر الأخير، نيكولاس الثاني، الذي فقد ملكه بعد الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية التي اندلعت في أعقابها”.
وتابع: “لسوء الحظ، فإن بوتين أيضًا على دراية بهذه السيناريوهات، وبالتالي يمكنه أيضًا الاكتفاء ببعض التقدم الجزئي وتقديمه على أنه انتصار كبير”.
ولدى سؤاله فيما إذا كان يعتقد أن أهداف بوتين في أوكرانيا قد تغيرت؟، يجيب: “هذا هو الجزء السيئ. إذا كان يهدف في البداية إلى تجديد النموذج السوفيتي وضم أوكرانيا ومولدوفا وبيلاروسيا إلى روسيا، فقد تغير كل شيء الآن.. بوتين يحاول تدمير أوكرانيا”.
وأضاف: “نحن نرى ذلك من هذا العنف الذي لا يطاق ومن الطبيعة المروعة لهذه الحرب، فهو يدمر المدن الناطقة بالروسية، ويقضي على البشر.. هذه طريقته للانتقام من أوكرانيا ومن (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.. إنه يذبح الأوكرانيين ويدمر البنية التحتية، وسيتعين على أي شخص يشارك في أعمال الترميم إزالة الأنقاض والبناء من نقطة الصفر”.
ونوه إلى أنه في البداية، كانت هناك شائعات بأن يريد تقسيم الأصول الأوكرانية بين الأوليغارشية المقربين منه، قائلا”لو كان الأمر كذلك، لما دمر مجمع الصلب آزوفستال بل كان سيحافظ عليه من أجل نقله لاحقًا إلى شركائه”.
وأكد نيفزلين أن بوتين يستخدم نفس أساليب التدمير التي استعملها عندما تدخل جيشه في سوريا منذ العام 2015، مردفا: ” وهي ذات الطريقة التي قاتل بها هتلر في الحرب العالمية الثانية.. هل رأيت الحقل في دونباس المزروع بالقنابل والمتفجرات؟ هذه هي رؤيته لأوكرانيا، ولذلك ستستمر الحرب لفترة طويلة”.