ملبورن – الناس نيوز:
عاشت نوشين خاتون في أستراليا منذ ما يقرب من 20 عاماً، ولكنها سافرت إلى الهند لوداع أبيها المحتضر، ولم تعد قادرة على العودة إلى بلدها بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وقالت نوشين وهي أم لثلاثة أطفال لشبكة 9News عبر الفيديو: “أمضيت أربعة أيام معه. في الأيام القليلة الماضية، كنت هناك بجانب سريره ممسكة بيده”.
بالمقابل، دافعت أستراليا الإثنين عن قرارها معاقبة مواطنيها الذين يدخلون البلاد بعد مضي أقل من أسبوعين على زيارتهم الهند التي اجتاحها فيروس كورونا، قائلة إن لديها اعتقاداً “قوياً وواضحاً ومطلقاً” بأن الخطوة قانونية.
وجاءت أنباء محنة الممرضة عندما وصف زعيم المعارضة أنتوني ألبانيز فكرة سجن المواطنين العائدين مثلها، بأنها “غير عادية”.
خاتون ممرضة في مستشفى النساء الملكي في ملبورن، وكانت على خط المواجهة خلال مواجهة فيكتوريا للموجة الثانية من فيروس كورونا العام الماضي. وقالت: “طوال العام الماضي، وخلال فترة انتشار فيروس كورونا، كنت أعمل في المستشفى”.
وعلى الرغم من تضحياتها خلال الجائحة في أستراليا؛ تخشى خاتون الآن على صحتها. وتقول: “أخشى إذا مرضت الآن، فلن أتمكن من الوصول إلى طبيب أو الحصول على المساعدة الطبية المناسبة في الهند”.
بين أعضاء عائلة خاتون الممتدة في الهند مواطنون أمريكيون، ولهم حرية العودة إلى ديارهم في الولايات المتحدة، لكن الحكومة الأسترالية تهدد مواطنيها بغرامات باهظة تصل إلى 66 ألف دولار، وحتى بالسجن إذا حاولوا العودة إلى ديارهم.
خاتون قالت: “الأخبار والتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء تتناقض مع قناعتي الراسخة بمدى عظمة بلدي أستراليا”.
وأشار وزير الصحة جريج هانت إلى الارتفاع المقلق بحالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند، والضغط على النظام الصحي الأسترالي، كسبب لوقف السفر حتى 15 مايو/أيار.
وقال هانت في مؤتمر صحفي: إن فنادق الحجر الصحي في أستراليا شهدت ارتفاعاً بنسبة 1500% بحالات فيروس كورونا من الهند، منذ مارس/آذار، مما أثار تساؤلات حول اختبارات ما قبل المغادرة في الهند وأدى إلى هذا “القرار المؤلم.
في وقت سابق، قال رئيس الوزراء سكوت موريسون لراديو “2 جيجا” إن الحظر سيكون ساري المفعول طالما هناك حاجة إليه.
وانتقدت لجنة حقوق الإنسان الأسترالية القرار، وحثّت المشرعين على مراجعة القيود على الفور، وقالت اللجنة في بيان إن المفوضية ستتواصل مع الحكومة مباشرة بشأن مخاوفها.
وكان الهاشتاغ #DictatorScott (الدكتاتور سكوت) رائجاً على “تويتر” يوم الإثنين، في ردّ فعل من الأستراليين على السياسة الجديدة الصارمة.
وقال السناتور الوطني ماثيو كانافان على “تويتر”: يجب أن نساعد الأستراليين في الهند على العودة إلى ديارهم وليس سجنهم، دعونا نصلح نظام الحجر الصحي لدينا بدلاً من ترك زملائنا الأستراليين عالقين”.
وكانت أستراليا، التي احتوت إلى حد كبير فيروس كورونا الجديد، قد أغلقت حدودها أمام غير المواطنين في مارس/آذار 2020.
وأعطى زعيم المعارضة أنتوني ألبانيز رأيه بمحنة خاتون قائلاً: “إن فكرة أننا سنضعها في السجن عند عودتها إلى أستراليا فكرة غير عادية أبداً”.
وتساءل عن سبب عدم تطبيق تدابير مماثلة على بلدان أخرى. وقال إن “أستراليا عليها التزامات تجاه مواطنينا، ليس بينها التخلي عنهم في الخارج، وتهديدهم بعد ذلك عمل استثنائي للغاية”. وأضاف: “على الحكومة أن تبرر إجراءاتها تجاه الهند، والتي لم نتخذ ما يشبهها مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة، رغم أن الأرقام الواردة منها كانت متشابهة.