الحسكة – شمال سوريا – الناس نيوز :
وجه المئات من أهالي مدينة الحسكة شمال سوريا نداءات استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة وجود معاناة قاهرة لديهم بعد انقطاع المياه منذ نحو 3 اسابيع .
وانقسم الرأي العام في المدينة التي تعتبر خزان الاقتصاد السوري ، حيث اتهم البعض ميليشيات محلية تحكم بأمر الواقع وتتبع لعدة أطراف دولية كتركيا وأميركا وحكومة إقليم كردستان فضلا عن ذلك أطراف في الحكومة السورية وغيرهم . محملينها مسؤولية انقطاع المياه .
ومن المعروف أنه يتم تأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة من خلال محطة مياه الشرب في منطقة “علوك ” شرق مدينة رأس العين, المحاذية للحدود التركية . وتشير المعلومات الموثقة لدى ” جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية أن تلك المحطة وضعت في الخدمة العام 2013 وتضم 30 بئرا يعمل منها حالياً 16 فقط, ويتم صيانة تجهيزات الآبار المتبقية تبعاً للظروف الأمنية.
وتشكل القبائل العربية السنّية الأغلبية من سكان المحافظة حتى اليوم رغم كل التغيرات الديموغرافية التي حصلت بفعل قوى عسكرية مدعومة من الخارج ، ويأتي الأكراد في الدرجة الثانية من حيث التعداد بعد العرب السنة ثم يأتي السريان الآشوريون الذين بات وجودهم يقتصر على عدد من الأحياء في مدن المحافظة وبعض المناطق في الأرياف ، بعد التهجير القسري الذي تعرضوا له مع أطياف أخرى من الأقليات والأكثرية السنية في عدة مناطق من المحافظة التي تعتبر الثانية من المساحة الجغرافية في سوريا بعد محافظة حمص وسط البلاد .
وكانت المؤسسة الحكومية لمياه الشرب في الحسكة تضخ يومياً حوالي 50 ألف متر مكعب من المياه للمدينة التي تحتاج حوالي 80 ألف متر مكعب باليوم ، وفي الآونة الأخيرة كان يتم توزيع المياه على أحياء المدينة بمعدل مرة كل 3 أيام تقريباً.
ويقول بعض الأهالي في المنطقة إن المشاكل بدأت بعد خريف العام 2019 حينما دخلت بعض الميليشيات إلى مدينة رأس العين وبعض البلدات إلى شرقها ، و وقعت محطة مياه الشرب في منطقة ” علوك” تحت سيطرتها , ومنذ ذلك الوقت تفاقمت مشكلة المياه بالحسكة وتم قطع مياه محطة “علوك “عن مدينة الحسكة 12 مرة منذ ذلك التاريخ وفي كل مرة يتم القطع لمدة يوم أو يومين, وإحدى المرات تم قطعها 12 يوم متواصلة.
لكن هذه المرة المياه مقطوعة منذ نحو 3 آسابيع تقريبا عن بعض المناطق ومناطق اخرى منذ نحو أسبوع . ويقول خبراء متخصصون في عمليات ضخ المياه إن الكميات التي تضخ لا تزيد عن 20 ألف متر مكعب يومياً, ومن غير الممكن حاليا تزويد الأحياء سوى مرة كل 10 أيام وبالتتابع.
وتشير المعلومات إلى أن ذلك يحصل بعد إجراء اتصالات في كل مرة بين القوات الروسية والقوات التركية او بين القوى المحسوبة على كل طرف بما في ذلك المليشيات الكردية .
ووسط توزع الاتهامات والمسؤوليات التي تفاقم من معاناة الأهالي وهم من جميع الأطياف الاجتماعية والسياسية ، يطالب الأهالي بجعل هذه القضية قضية إنسانية بحتة وإخراجها من دائرة الضغوط السياسية وأوراق المساومة في البازار السياسي والعسكري والأمني .
وتقول مصادر مطلعة أبلغت لل” الناس نيوز ” إن مؤسسة المياه تحاول التعويض من مشروع “نفاشة ” 12 كم عن الحسكة بواسطة الصهاريج بالتعاون مع بعض المنظمات الإنسانية الدولية . وتصل طاقة النقل بالصهاريج إلى 2000 متر مكعب يومياً فقط يتم توزيعها على منازل الأحياء مباشرة, ويوضع قسم منها بخزانات بسعة 5 أو 10 أمتار مكعبة , وعددها 60 خزاناً قدمتها المنظمات الدولية, ولكن المياه المذكورة هي للاستخدام المنزلي وليست صالحة للشرب.
جدير بالذكر أن أهالي الحسكة قاموا بحفر حوالي 300 بئر سطحي وبعمق حوالي 30 مترا في الأحياء للحصول على مياه للاستخدام المنزلي وهي مياه غير صالحة للشرب أيضاً بسبب الملوحة والتلوث بمياه الصرف الصحي.
وتقول بعض مصادر ميليشيات قسد الكردية العسكرية إنها تنفذ محطة لجر المياه التي تتدفق في نهر “الخابور” شريان الحياة الرئيسي في المحافظة قبل ترديه ، تنفذ عمليات سحب المياه في فصل الشتاء لتخزينها في سد الحسكة الشرقي وبأنها حصلت على القساطل من مؤسسة الري الحكومية , ولكن هذه المحطة لم تدخل الخدمة بعد.
ووسط هذه الاتهامات المتبادلة يبقى الأهالي في حالة انتظار الحل وهم يكررون يوميا نداءات الاستغاثة الإنسانية. وتنتشر في المنطقة ميليشيات وتنظيمات عسكرية تأثر كل منها بالحكم في منطقة دون الأخرى منذ سنوات .