لندن – الكويت – الناس نيوز ::
تقدمها في السن لا يذوي رونقها، ولا العادة تستنفد تنويعاتها التي لا حصر لها. من مسرحية أنطونيو وكليوباترا (الفصل 2، المشهد 2) بقلم ويليام شكسبير، 1606-1607
تستضيف منصة الفن المعاصر في الكويت الفنانة التشكيلية السورية البارزة سارة شمّة، المقيمة في لندن، في معرض “العمر”، وهو معرض فردي للوحاتها في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2022.
يضم المعرض إحدى عشرة لوحة، تم رسمها مؤخراً في لندن.
وقالت القيّمة المستقلة والمذيعة كاثلين سوريانو ، في بيان لها تلقت جريدة “الناس نيوز” الأسترالية نسخة عنه ، في مقدمة كتالوغ المعرض: “ليست سارة شمّة فنانة تخجل من قبح الحقيقة أو علل السلوك البشري. حتى الآن، حاورت أعمالها الحرب، والعبودية الحديثة، والموت، والولادة، والآن، في هذا المعرض، تحول نظرها إلى التجربة العامة ، التي يتقاسمها الجميع ولا ينكرها أحد، العمر والشيخوخة.
لكن عند النظر في الأمر، لا تسعى شمّة إلى إبراز قبح التجربة أو مأساتها، بل لتأكيد جمالها وحنينها بأمانة ورقة واضحة.
لا يأتي إلهام شمّة من النساء المثاليات والجليلات مثل كليوباترا، الملكة المصرية الشهيرة بجمالها الرائع كما هو مشار إليه في الاقتباس أعلاه، ولكن من الأصدقاء والزملاء الذين شهدتهم يغيرون مظهرهم من خلال الجراحة التجميلية.
في محاولة لشن حرب على الشيخوخة، وصل البعض إلى نقطة التغيير الدراماتيكي، فأصبحت أشكالهم غير معروفة.
من نواح كثيرة، لم تكن كليوباترا مختلفة تماماً عندما استخدمت الأدوات المتاحة لها في ذلك الوقت من أجل الحفاظ على مظهرها، سواء كان ذلك من خلال الاستحمام في حليب الحمير، أو استخدام مسحوق مخلفات التمساح على بشرتها، أو كبريتيد الرصاص الأسود، والنحاس الأخضر الملكيت لتحديد وإظهار جمال عينيها.
تستمتع شمّة بتفاصيل التجاعيد والثراء الذي تجلبه إلى السطح المطلي بحيث يبدو أحياناً كما لو أن شمّة رسمت منظراً طبيعياً وليس عنصراً جسدياً بشرياً.
تتمتع العديد من اللوحات بإحساس قوي بالحركة الجسدية التي تكاد تكون حركة باليه في الشكل، في إشارة إلى اهتمام شمّة بالرقص.
يلعب الإحساس بالحركة أيضاً على سطح لوحة “العمر 9″ مع الوضع اللطيف لليدين والسطح المشوه، لكن اللون البرتقالي الحاد لرقاص الساعة هو الذي يلفت انتباهنا، والظلال خلفه وحدها تضيف الإحساس بمرور الوقت”.
عن المعرض تقول الفنانة سارة شمّة:
“كنت دائماً مفتونةً بالتغييرات التي يتركها الزمن على الرجال والنساء، على وجوههم وأجسادهم وأفكارهم وسلوكهم وآرائهم. عندما نتقدم في السن نتغير، ليس فقط من الناحية الجمالية ولكن أيضاً في أفكارنا وردود أفعالنا.
يتغير مظهرنا ولكننا أيضاً نفكر بطريقة مختلفة حول المسائل التي كنا نعتبرها كأمر مسلم به. يقبل البعض منا التغييرات وينظر إليها بإيجابية، والبعض الآخر يخاف منها ويبذل قصارى جهده لمكافحتها.
مع تقدم العمر تتغير حتى النظرة إلى الوقت، يشعر الشباب أن لديهم كل الوقت الذي يريدونه، ومع ذلك تراهم يسرعون في كل شيء، يشعر كبار السن أن لديهم وقتاً محدوداً ولكنهم يصبحون أبطأ في كل شيء، إنه أمر مثير للسخرية”.
علّقت فاتنة السيد
بصفتي قيّمة، كان عمل سارة بمثابة منعطف جديد ومثير بالنسبة لي، حيث كان يمثل تحديًا لي في الإنتاج الإبداعي لمعرضها.
في عام 2004، مثلتُ سارة لأول مرة في الكويت برحلتها الدراويش.
على مر السنين، رأيت تطور سارة ومشاركتها في معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية التي أدافع عنها. رأيتها كيف تغوص في موضوعاتها بشكل أعمق، وكيف تحولت وتطورت ضربات ريشتها.
أنا فخورة جدًا بإنجازاتها والاعتراف الذي حصلت عليه في الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي.
منصة الفن المعاصر الكويت:
منصة الفن المعاصر (CAP) هي منظمة خاصة غير ربحية تأسست في عام 2011، مكرسة لتطوير ودعم الفنون في الكويت وجميع أنحاء المنطقة.
قدمت الغاليري معارض لفنانين محليين وعالميين، ناشئين ومشاهير من خلال معارض جماعية وفردية برعاية منسقين عرب ودوليين.
تضم الغاليري أيضاً مكتبة عامة تحتوي على واحدة من أكبر مجموعات الكتب الفنية في الكويت.