fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

منصور المنصور يكتب: “الحيّ الشرقيّ” – بين الخشبة والحياة

 في هذه اللحظات وصل كاظم الذي كان في التواليت. قال لي:

ــ أهلا ماهر.

ثم التفت إلى ماريا وقال:

ــ إنه صديقي، ماذا حدث؟

قالت ماريا وهي تنظر إلى كاظم بانزعاج:

ــ نحن اتفقنا أن لا يأتي أصدقاء أو أقرباء أو أي أحد إلى هنا، فقط فريق العمل.

قلت:

ــ في الواقع لم يقل لنا كاظم أن نأتي لنشاهد ما تفعلون. نحن متفقون أن نذهب إلى المباراة إلا أن كاظم تأخر فدخلت لأناديه.

أدرت ظهري لأمشي باتجاه الباب، إلا أن حافزا عدوانيا دفعني لألتفت إليها وقلت:

ــ لو أن لون عيني زرقاوان وشعري أشقر هل كنت ستظنين أنني سأدخن هنا!؟ هل يوجد إنسان عاقل يدخن في مكان عام، وحتى في مكان خاص!؟

ردت وبسرعة:

ــ ولكنك دخنت.

سألتها:

ــ ماذا سيكون رد فعلك إن شتمك أحد ما فجأة؟

أدرت ظهري مرة أخرى وتابعت طريقي خارجا دون أن أنتظر إجابتها. ساد صمت في الصالة، فقط وقع أقدامي كانت تُسمع وأنا خارج. ما إن أصبحت خارج الصالة حتى أشعلت سيجارة و رحت أدخن بظمأ وبقهر. لم أقترب من السيارة لأني كنت بمزاج سيء. بقيت أدور في المساحة الواقعة بين السيارة وباب المسرح، وأنا أصغي إلى صوت تكسر الجليد تحت قدمي. أنهيت سيجارتي الأولى وأشعلت الثانية وأنا أدور وأدخن وأصغي إلى تكسر الجليد تحت قدمي. لم أكن أمشي على مسار دائرة واحدة بل على مسار دوائر أكبر فأكبر كي أهشم الجليد الذي لم يتهشم بعد. فجأة وجدت كاظم وماريا بالقرب مني. نظرت إليه، ثم إليها حيث رأيت تعابير وجهها قد تغيرت من التعبير الصارم، القاسي، المنزعج إلى التعبير الراضي، المتسامح. مدت يدها وابتسمت وقالت:

Metropolitan Opera | Human Truths

ــ ماريا كارلسون

مددت يدي بشكل تلقائي وقلت:

ــ ماهر الغازي، لقد التقينا قبل وقت قصير.

قالت:

ــ أنا آسفة لأنني رفعت صوتي، كنت منفعلة قليلا، وآسفة مرة أخرى لأنني نسيتك. لقد ذكرني كاظم منذ قليل أنك كنت معنا في ذلك اللقاء.

قلت:

ــ لا عليك.

التفت إلى كاظم وقلت:

ــ يجب أن نذهب. هل تريد أن ترافقنا أم لديك عمل؟

قال:

ــ بالتأكيد، أنا قادم، لقد انتهينا.

ثم التفت إلى ماريا وقال:

ــ ألم ننتهِ أم ماذا؟

قالت:

ــ بالطبع. نلتقي يوم الإثنين.

ودعنا ماريا، واتجهنا إلى حيث تقف السيارة, لم نتكلم إلا بعد أن دخلنا إلى السيارة حيث قدتها مبتعدين عن المكان, قال كاظم وهو يتنفس ملء رئتيه:

ــ الآن تأكدت أنه معنا حق أن ندعوها بالمجنونة.

ضحك الجميع. قالت فيكتوريا:

ــ ماذا حدث؟

شرحت لهم باختصار وبطريقة كوميدية ما حدث. ضحك الجميع وبدأت التعليقات على تصرفاتها. قال كاظم:

ــ امرأة عبقرية، مخرجة مذهلة إلا أنها عصبية.

بعد أسبوع وقبل موعد جلسة السبت بساعتين اتصل كاظم، وقال لي:

ــ تعال قبل الموعد بساعة أريد أن نتحدث بموضوع خاص.

ذهبت مبكرا، كما طلب كاظم. عندما دخلت المطعم، وجدته ينتظرني، وقد جلس إلى طاولة ” المجموعة ” التي اعتدنا الجلوس اليها كل سبت. أخذت قهوتي وتابعت سيري باتجاه كاظم, ما إن جلست حتى قال:

ــ ماريا تريد أن تراك.

في البداية لم أستوعب ما قاله كاظم, سمعت اسم ماريا، ثم رحت أفتش بذهني عن تلك الشخصية التي تتطابق مع الاسم، ثم قلت بدهشة:

ــ ماريا! تريد أن تراني!؟ لماذا؟

 رد كاظم:

ــ سألتني عنك. هل مثلت من قبل، هل تحب التمثيل, ثم طلبت أن تراك.

قلت:

ــ لا لا، أنا لا أحب التمثيل، ولم أمثل في حياتي، أخبر مخرجتك العبقرية أنني لا أحب التمثيل.

قال كاظم:

ــ لماذا ترفض مسبقا استمع اليها أولا ثم قرر.

قلت وبسرعة:

ــ لا، لا أريد أن أستمع، ثم إنني لم أفكر ولو للحظة أن أكون ممثلا.

بعد يومين تحدث كاظم إلي عبر الهاتف وقال:

ــ ماريا مصرة أن تراك وأرجو أن تحدد مكاناً لنلتقي، كافتيريا، … أو أي مكان آخر.

قلت:

ــ ومن قال لك إنني أريد أن ألتقي بها!

قال كاظم ساخرا:

ــ هل تظن بأنك أحد نجوم عمالقة المسرح!؟

قلت:

ــ لا بالعكس، لأني لا أعرف أن أُمثل ولم أفكر في حياتي أن أكون ممثلا، أرجوك لا تورطني في عمل لا أتقنه.

قال كاظم:

 ــ حسناً، قل هذا الكلام لها، نقطة انتهى, ثم يمكن أنها تريد أن تصلح الخطأ الذي ارتكبته بحقك.

بعد نقاش وأخذ ورد وافقت أن نلتقي، كاظم وماريا وانا في إسبرسوهاوس في شارع دروتننغ غوتان، بالمنطقة التي أحبها.

خرجت من العمل إلى البيت مباشرة، وبدأت بتجهيز نفسي. أخذت دوشا، وحلقت ذقني، وكويت ملابسي التي سأرتديها، ثم انطلقت مباشرة إلى الموعد بسيارتي، كي لا أتأخر، ولكني تأخرت. في الطريق اتصل كاظم وهو يصيح بانفعال:

ــ هل يعقل أن تتأخر عن الموعد!؟ ومع من!؟ من أنت كي تتأخر!؟ هل تعلم أن آلاف الإعلاميين والكتاب والمثقفين يتمنون أن يلتقوا بها أو أن يحصلوا على مقابلة أو لقاء قصير!

قلت:

ــ حسناً حسناً كاظم، أنا آسف، أنا في الطريق، عشر دقائق.

صاح:

ــ أيضاً عشر دقائق!

قلت:

ــ ماذا أفعل أنا أقود السيارة والازدحام شديد، نحن في وقت الذروة.

أنهيت المكالمة وزدت من السرعة، سلكت طرقا مختصرة ولكني وصلت متأخرا عشرين دقيقة, دخلت مترددا، أجلت بصري في أرجاء المكان أبحث عنهما. رأيتهما جالسين إلى طاولة ملاصقة للواجهة وإلى اليسار من المدخل. اتجهت إليهما، صافحت ماريا وأنا أعتذر:

ــ آسف جدا للتأخير، ماذا أفعل، وقت الذروة، حاولت المستحيل كي لا أتأخر.

قالت ماريا:

ــ لا عليك، نعم إنه وقت الذروة.

لم يبدُ عليها أنها انزعجت من تأخري، لذلك شعرت بارتياح. نهض كاظم وسألني:

ــ ماذا تريد أن تشرب؟

ثم أضاف:

ــ كالعادة؟ إسبريسو؟

هززت رأسي:

ــ نعم كالعادة.

سألني مرة أخرى:

ــ هل تريد أي شيء مع القهوة؟

قلت:

ــ لا شكرا.

جلب كاظم القهوة لي.

Stockholm Coffee Guide | Canyon Coffee Travel Guides

 ما أن بدأت ماريا تتكلم حتى شعرت بسحر شخصيتها، بجاذبيتها التي لا تقاوم. كنت أنظر إلى وجهها تارة ثم إلى الثلج المتساقط في الخارج تارة أخرى. شعرت بإحساس غريب، بهدوء في أعماقي، وبهدوء يشمل المكان إلى درجة لم أعد أسمع الضجيج الذي يحدث من حولي، سواء كان قادما من الناس الجالسين في الكافتيريا أو من الشارع. كنت أسمع كلماتها مختلطة مع نعومة نُدف الثلج، وأرى الثلج الأبيض في كلماتها التي تصل إلى أذني على شكل وشوشات كما لو أن ماريا تضع فمها على أُذني وتهمس لي. لم تكن ماريا خارقة الجمال، أبدا، إلا أنها كانت جميلة وجذابة، وأن هناك شيئا غامضا في شخصيتها، لا يُرى ولا يوصف وإنما يمكن للمرء أن يحسه. شيء يجذبك إليها، لا تستطع مقاومته، وكلما اقتربت أكثر غرقت أكثر في سحرها أو في ذلك الشيء الغامض في شخصيتها.

راحت تتحدث عن المسرح وحبها له وعن المسرحيات التي اشتغلت عليها. ثم تحدثت عن الموهبة وقالت إن الموهبة يمكن أن تكون كامنة وصاحبها لا يدري أنه موهوب، وإنما يحتاج إلى من يكتشف تلك الموهبة. قالت إن الدور في المسرحية التي تعمل عليها يناسبني، وأنها عندما رأتني رأت ذلك الشاب، بطل المسرحية. قالت:

ــ عندما قرأت المسرحية تخيلت البطل، وجهه، شعره، طوله، لون بشرته، تعابير وجهه. عندما رأيتك شعرت أنني أرى ذلك البطل وقد خرج من عالم المسرحية إلى عالمنا الحقيقي. لقد اختلط علي الأمر.

اقشعر بدني ونظرت إليها بدهشة. إذ كيف يمكن لشخصية مسرحية على الورق أن تتحول وتصبح إنساناً من لحم ودم ويمشي ويتحدث إليها.

تابعت:

ــ لا تندهش. أقول لك ما أحسست. شخصيات المسرحية، أي مسرحية، أشتغل عليها تعيش معي، في شقتي، تسكن أحلامي، ترافقني أينما ذهبت، أحيانا توقظني من النوم لأنها قلقة لا تستطيع النوم، وتحاورني، وتحتج أحيانا. نبقى هكذا إلى أن أنتهي من المسرحية، بعد ذلك تختفي من حياتي لتبدأ شخصيات جديدة بالظهور.

قلت:

ــ أنا أعرف نفسي جيدا أكثر منك، أنا لا أستطيع…

قاطعتني:

ــ لا، في هذه النقطة تحديدا، لا، أنت لا تعرف نفسك. أنا أعرفك أكثر مما تعرف نفسك.

نظرت اليها بدهشة أكبر. دهشتي متأتية من قناعتها الراسخة أنها تعرفني أكثر من نفسي. نظرت إلى عينيها، رأيتهما جميلتين، فيهما سحر وذكاء. لم أستطع أن أبقي عينيي في عينيها، لذلك تحولت إلى كاظم، الذي كان ينظر إلي ويبتسم وكأنه يقول لي:

ــ أنت ذكي ومتحدث معنا، ضمن مجموعتنا، أما هنا فوضعك يرثى له.

 تابعت ماريا:

ــ من خبرتي في معرفة الأشخاص، تبين لي أن في الإنسان مواهب كامنة لا يعرفها هو نفسه. بحاجة إلى مكتشف لكي يظهرها له وللآخرين. ثق بي وبنفسك، سوف تجد التمثيل مسألة ممتعة وسوف تنجح.

تحدثت كثيرا، وكان حديثها ممتعا ومقنعا ومتشعبا ومتدفقا كالسيل الجارف. هي وجسدها وعيناها يتحدثون دفعة واحدة. كانت كالملاكم الماهر لا يترك لخصمه فرصة لالتقاط الأنفاس أو استجماع قواه، بل على العكس يستمر في الهجوم حتى الضربة القاضية. وجهت لي ضربة قاضية عندما قالت:

ــ أنت ستكون ماهرا في التمثيل، ثق بي سوف تنجح وسوف نكون أصدقاء.

Pillar to Post: COFFEE BEANS & BEINGS /TOP STOCKHOLM COFFEE HOUSES ...

أنهت كلامها ونهضت كي تذهب. وقفت لوداعها. صافحتنا بحرارة وذهبت. شعرت أنها تركت شيئا في يدي، دفء ناعم راح يسري في جسدي كالمخدر. وصل الدفء إلى رأسي وسكن هناك. جعلني أشعر بمتعة لا أستطع وصفها، فقط أشعر بها. سمعت كاظم وهو يقول:

ــ أين مهارتك في الكلام، أين ذكاؤك، أين لسانك الذي تجلدنا به!؟

 كان يبتسم وكنت مشتت التفكير، بل كالمهزوم، غير قادر حتى على القول ولو كلمة واحدة. تابع كاظم:

ــ هل تريد الصراحة، لقد غرت منك. أنت لا تعرف من هي ماريا كارلسون. ليس قليلا أن تأتي إلى شخص وتتحدث إليه وتحاول بكل ما تستطيع إقناعه بالتمثيل. هذا يعني أنها ترى فيك ما لا نراه نحن في نفسك. ثق بنفسك يا صديقي، لربما تصبح نجما.

وافقت أن أجرب. جلست معها ولوحدنا ثلاث جلسات، تُسمى جلسات تحليلية لشخصيات المسرحية وللشخصية التي سوف ألعب دورها. لقد ذهبت عميقا في تحليل شخصية البطل، وحيد. قالت أشياء كثيرة غير موجودة في المسرحية حتى أن المؤلف كاظم لم يفكر بها. استفدت من ثقافتها وبراعتها في فهم وتحليل الشخصيات.

استطاعت ماريا أن تقنعني وتدمجني في مجموعتها. وبدأت التدريب على المسرحية. لم يكن أدائي في التمثيل جيدا كما أنه ليس سيئا. بذلت ماريا جهودا كبيرة كي تجعلني أتحسن إلا أن أدائي بقي كما هو، ليس فيه أي لمحة إبداعية. بعد ثلاثة أسابيع حدث أن الممثلة التي لعبت دور كاترين في المسرحية مرضت ثم اعتذرت عن متابعة العمل، فراحت ماريا تلعب دور كاترين التي هي حبيبة البطل. أداء ماريا أمامي غيّر كثيرا من أدائي وجعلني ألعب الدور بشكل ممتاز. بدأت أشعر أن هناك خيطا رفيعا جدا، يكاد ألا يُرى، بدأ يتشكل بيني وبين ماريا يوما بعد يوم. كنت ألعب دور العاشق في المسرحية، إلا أني بدأت ألعب نفس الدور في الواقع. لقد أحببت ماريا حقيقة، تسربت مشاعر الحب شيئا فشيئا، إلى درجة لم أعد أميز بين التمثيل والواقع. استغليت دوري كعاشق ورحت أبوح لها عن مشاعري الحقيقية، أنا، كماهر وليس كوحيد. أحيانا كنت أرتجل، أقول كلاما غير موجود في المسرحية، لأني شعرت أن دوري أصبح ضيقا عليَّ، يأسرني، أردت أن أخرج من الدور إلى رحاب الحياة الحقيقية، ولكن ماريا كانت تعيدني إلى المسرحية وتجعلني ألغي ما أضفت من كلام وحركات.

هذا التطور الذي حصل في مشاعري رفع من إمكانياتي في التمثيل إلى درجة جعلت ماريا والآخرين يصابون بالدهشة. لم أقل لأحد عن مشاعري تجاه ماريا، بل تركت تلك المشاعر تفعل فعلها في داخلي إلى درجة أن ماريا سيطرت على كل تفكيري. أحببت صوتها ولون عينيها وألوان ثيابها، أحببت صراخها وانفعالاتها وعصبيتها وطريقة كلامها. أحببت ضحكتها وفوضويتها في الحياة. لقد حصل اختلاط عجيب، كما قالت ماريا يوما ما، عندما رأتني أول مرة، شعرت أنني وحيد، بطل المسرحية، خرجت إلى الواقع عبر شخصيتي. كذلك أنا شعرت أنني دخلت إلى المسرحية، وعشت شخصية وحيد وأحببت ماريا من خلال شخصية كاترين.

عُرضت المسرحية ولاقت نجاحا رائعا وأخذت نصيبا جيدا في الصحافة. استغرقت التجربة ستة أشهر تقريبا.

رميت القلم على الطاولة بينما ماتيلدا تفتح باب الغرفة. ابتسمت وقالت:

ــ كلما فتحت غرفتك أراك تكتب, إنه أمر يدعو للسرور, ولكن هل تكتب بشكل دائم؟

قلت:

ــ أحاول أن أكتب كل يوم، أجلس إلى الطاولة بعد الإفطار وأبقى حتى موعد الغداء. أحيانا أنجح في كتابة بضعة أسطر أو صفحة أو أكثر، وأحيانا لا أنجح في كتابة حتى كلمة.

قالت:

ــ ماذا تكتب؟

قلت:

ــ أكتب قصة حياتي, هكذا طلب مني طبيبي النفسي, أشعر بالرضا وبالهدوء عندما أكتب.

قالت:

ــ أتمنى أن أقرأ ما تكتب.

شعرت بالحيرة من طلبها، هل أوافق على طلبها وأعطيها ما أكتب أم لا. قلت وبدون تفكير:

ــ إنها أشياء شخصية.

قالت:

ــ حسناً، أفهم ذلك.

قلت:

ــ آسف ماتيلدا لأنني قلت هذا.

ابتسمت وقالت:

ــ لا أبدا، إنه أمر عادي.

خرجت من الغرفة، بينما هي تابعت عملها, اتجهت إلى الصالة وأنا أشعر أنني كنت فظا في ردي عليها, لِمَ لا أعطيها تلك الأوراق التي أكتبها!

المنشورات ذات الصلة