fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

منصور المنصور يكتب: الحيّ الشرقي – الورقة الرابعة: في انتظار الشرطة

أمضى كاظم أربعة أسابيع يتدرب على دوره في مسرحيته التي تخرجها ماريا كارلسون, مر الأسبوع الأول والثاني وكاظم مستمتع مع الفرقة المسرحية, بدأت المنغصات منذ الأسبوع الثالث. عندما اجتمعنا يوم السبت قال عن المخرجة ماريا:

ــ إنها شخصية ذات طباع غريبة، لا يعجبها تمثيلي، بل تعتبرني ممثلا فاشلا، أحيانا تنفعل وتصرخ في وجهي.

 في الأسبوع الرابع، عندما اجتمعنا يوم السبت، لم يكن فرحا مرتاحا كما اعتدت عليه، بل كان متجهما كئيبا، قال:

ــ ممكن أن أترك التمثيل معهم، لم أعد أطيقها، إنها امرأة مجنونة.

  في السبت الذي أتى بعد ذلك لم يأت كاظم ولا انيتا, اتصلت انيتا وقالت إن المخرجة سحبت من كاظم دور البطل لتعطيه لشاب آخر وأوكلت اليه دورا آخر، وأضافت انيتا أن كاظم حزين جدا ويعاني من صدمة نفسية، ثم طلبت مني أن آتي غدا وأحاول قدر المستطاع أن أساعده للخروج من هذه الحالة.

 لم تكن سهرة ممتعة بسبب غياب انيتا وكاظم, لذلك لم تطل السهرة، عدت إلى البيت ونمت مبكرا, عندما استيقظت قدت سيارتي إلى شقة كاظم, فتحت انيتا الباب وهي تبتسم ابتسامة رجاء. عندما دخلت شعرت أنني في مغارة مظلمة.

كل النوافذ مغلقة ومسدلة الستائر، كاظم جالس في الصالون، ومتمدد على الأريكة, فوضى في المكان، أشياء كثيرة مبعثرة هنا وهناك على الأرائك، مثل ثياب وبشاكير وأمشاط ومصفف للشعر، على الطاولة فناجين قهوة، وأكواب ماء وأدوية، دفاتر وأقلام، لاب توب وأشياء أخرى. سحبت الستائر وفتحت النوافذ، وأنا أصيح بصوت مرتفع، أشتم ماريا، التي لا أعرفها، وأشتم المسرح والمشاهير من المخرجين والممثلين, ثم وقفت أمام كاظم وقلت:

ــ أريد أن أقول لك الحقيقة، أليس هذا شعارنا، نحن، ” مجموعة يوم السبت”؟

هز كاظم رأسه، تابعت:

ــ أنت لا تجيد التمثيل.

تفاجأ كاظم، إذ جحظت عيناه، بينما ندت عن انيتا صرخة خفيفة وأسرعت لتقف إلى جانبه وتحتضنه ثم راحت تمسد ظهره كي لا يتوتر.,تابعت:

ــ لكنك كاتب مبدع, ابقَ في مجال الكتابة واترك التمثيل، هذا أفضل لك, لن تنتهي الحياة إذا توقفت عن التمثيل، بل على العكس من ذلك سيكون إبداعك في الكتابة أهم وأفضل، ثم إنك سوف ترتاح من صراخ مخرجتك المجنونة.

 ابتسم كاظم ابتسامة خفيفة، بينما ضحكت انيتا بسبب السخرية التي قلتها عن ماريا ” مخرجتك المجنونة “. تابعت حديثي المرح كي أخفف من ضغط الواقع الكئيب وأنشر مناخا مريحا، لذلك رحت أتحدث عن وقائع حصلت لي أيام تشردي وتسكعي في شوارع ستوكهولم مع مروجي ومدمني المخدرات وكل حثالة المجتمع، كما يسميهم هو, حكيت لهما قصة مضحكة:

ــ مرة كنا ما يقارب العشرة أشخاص، شباباً وبنات، نتعاطى المخدرات في شقة أحدهم. مساحة الشقة، التي هي عبارة عن غرفة ومطبخ وحمام مع تواليت، لا تتجاوز ثلاثين مترا مربعا. كنا نجلس على الأرض بجانب وأمام بعضنا البعض, شعرت بالعطش، نهضت إلى المطبخ لكي أشرب.

استغرق وصولي إلى المطبخ وقتا طويلا، لأنني كنت فاقدا للتوازن، كنت أتعثر بالموجودين الجالسين على الأرض وأقع عليهم ثم أنهض وأمشي خطوة ثم أقع وهكذا. وفي كل مرة كنت أقع أحتاج إلى وقت كي أنهض بعد محادثة طويلة مع الإنسان الذي وقعت عليه عن سبب الوقوع, في النهاية وصلت إلى المطبخ، فتحت الصنبور ووضعت الكأس تحته وانتظرت لدقائق، لكن الكأس لم تمتلئ.

تأكدت أن الماء يسيل والكأس تحت الصنبور، ولكن كلما رفعت الكأس إلى فمي لأشرب أجده فارغا، فأعيده إلى تحت الصنبور. كررت محاولة الشرب أكثر من عشر مرات وفي كل مرة يحدث نفس الشيء، الكأس فارغة, يبدو أن أحدهم كان صاحيا، لم يبدأ بعد بتدخين الحشيش، كان يراقبني، دخل إلى المطبخ وقال لي:

ــ ماذا تفعل؟

قلت:

ــ أريد أن أشرب ولكن الكأس تبقى فارغة.

قال:

ــ كيف ستمتلئ وأنت تضع الكأس بالمقلوب!

رددت خلفه مستنكرا مثله:

ــ بالمقلوب! أنت تضع الكأس بالمقلوب!

قال:

ــ أنت وليس أنا.

أخذ الكأس مني وقلبها، وبعد أن امتلأت قال:

ــ خذ واشرب.

Stockholm Travel Guide: Things to Do, Where to Stayضحكت انيتا ضحكا متواصلا لمدة تجاوزت الحد المألوف، ولكن كاظم لم يضحك، فقط ارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة، ثم التفت إلى انيتا بنظرة استنكار, توقفت انيتا عن الضحك، وعاد المناخ البليد الحزين مجددا بكل ما فيه من ضجر وكآبة. مشيت إلى النافذة، ووقفت أنظر للخارج ثم قررت أن أعود للبيت بعد هذا الفشل في إخراج كاظم من حالته. التفت اليهما لأودعهما وأتجه إلى البيت، نظر كاظم إلي وكأنه قرأ أفكاري وقال:

ــ شكرا ماهر لقدومك.

توقف للحظات وأنا أنظر اليه وأنتظر أن يكمل كلامه، تابع:

ــ ربما أصبح أفضل بعد ساعة أو أكثر.

قلت:

ــ صديقي العزيز لا شيء يستأهل أن تحزن لأجله, أنت لست ممثلا لتحزن وتكتئب لأنك فشلت, أنت كاتب وكاتب مهم جدا، وهذه هي مخرجة كبيرة تعمل على عمل لك, هذا نجاح وعليك أن تتابع كتاباتك وتحقق نجاحا آخر, أرجوك لا شيء يدعوك لكي تكتئب.

رأيت انيتا تنظر إلينا بحنان الأم وقد دمعت عيناها. قال كاظم:

ــ أعرف ذلك ولكن هذه الحالة ليست بيدي، ليست قرارا اتخذه، إنها حالة نفسية…. أعدك أن أتجاوزها ولكن أحتاج لبعض الوقت, ولكن يمكن أن نشرب القهوة معا.

شربنا القهوة ونحن نتحدث عن لا شيء محدد، مجرد كلام لقتل الوقت, لم يشرب كاظم القهوة ولم يشاركنا الحديث، فقط كان يتابعنا بالإصغاء, ودعتهم وخرجت على أمل العودة إليهما مساء إن توفر بعض الوقت. قدت سيارتي باتجاه البيت، ثم غيرت رأيي وذهبت إلى الحي لأزور أمي وأطمئن على صحتها.

هناك كان جداي، قاسم وفاضل, ما أن دخلت وصافحتهما حتى خرج جدي قاسم بحجة أن لديه عملاً, نظرت أمي إلى لترى ردة فعلي، لأن ذهابه يعني أنه لا يريد حتى أن يجلس في المكان الذي أتواجد به, لم أُبدِ أي ردة فعل، بل تجاهلت انسحابه من المكان وتابعت حديثي مع جدي فاضل.

بقيت عند أمي حتى الساعة التاسعة ليلا, عدت مبكرا كي أتجهز للذهاب إلى العمل في الصباح, لم أكن بمزاج يمكنني أن أذهب إلى كاظم, اتصلت به وقال إنه أفضل الآن. اتصلت بانيتا لأتأكد من كلامه, قالت انيتا إنه بالفعل أصبح أفضل وبدأ يتحدث إليها في مواضيع متعددة، وهذه علامة تؤكد أنه بدأ يخرج من كآبته.

بعد سبتين من ذلك التاريخ قررنا، نحن المجموعة، أن نذهب لمشاهدة مباراة بكرة القدم ضمن الدوري السويدي, لا أعرف الفريقين، لأنني لست من المهتمين بالرياضة ولكن نزولا عند رغبة الأصدقاء. ولكيلا نتأخر اتفقنا أن نذهب إلى مبنى المسرح، ونجلب كاظم من هناك.

Drottningholm Palace Theatre (Swedish: Drottningholms slot… | Flickr

فقد عاد إلى حياته الاعتيادية، وتخطى كونه ممثلاً فاشلاً، واقتنع بكلامي، ورضي بموهبته في الكتابة دون التمثيل، ولكنه بقي ضمن مجموعة التمثيل، وتابع التدريب على دور ثانوي في المسرحية, أوقفت السيارة أمام صالة المسرح، بانتظار كاظم أن يأتي. طال الوقت ولم يأت. اتصلت به بالموبايل ولكن الموبايل كان مغلقا, قال جوان، وهو أكثر واحد متحمس للرياضة:

ــ إذا انتظرنا أكثر من ذلك سوف نتأخر.

قلت:

ــ سوف أذهب وأناديه، ابقوا في السيارة.

نزلت من السيارة وأسرعت إلى الصالة, أخرجت علبة التبغ وسحبت سيجارة ثم أخرجت القداحة، إلا أنني أجلت إشعال السيجارة حتى أعود من صالة المسرح, تركت السيجارة بين إصبعي الوسطى والسبابة بينما وضعت القداحة بين راحة يدي والإبهام, عندما دخلت، كانت الأضواء خافتة في الصالة وقوية على خشبة المسرح.

رأيت عددا من الأشخاص جالسين في مقدمة الصالة وعددا منهم على الخشبة, أحد هؤلاء، وهي ماريا، كانت تقف على الخشبة وتتحدث مع ممثل وهي بحالة انفعالية, كانت تشرح له فكرة ما في المسرحية، قالت:

ـــ التقيتما بعد أكثر من سنة. يجب أن يكون اللقاء حميميا ومليئا بالمشاعر الجميلة، واللغة المستخدمة هنا هي لغة الجسد، الرقص. تخيل نفسك أنك كنت على خلاف مع حبيبتك ولم تلتقيا منذ سنة، وفجأة التقيتما وأردت أن تعبر لها عن حبك وشوقك لها بلغة الجسد، عليك أن ترقص رقصة في غاية الجمال والروعة. يجب أن تقول لها بجسدك كل مشاعرك، كل حبك لها واشتياقك. هنا التعبير بالجسد يجب أن يرتقي إلى أعلى قدر ممكن.

قاطعها الممثل:

ــ لكننا انفصلنا عن بعضنا وبالتالي لا نحب بعضنا.

صاحت ماريا بعصبية:

ــ كيف تقول ذلك!؟ كم مرة شرحنا وتناقشنا عما يحمله النص من معان لم تُذكر، هنا تكمن أهمية النص, إنهما يحبان بعضهما ولكن لقناعتهما المسبقة أنهما من ثقافتين مختلفتين, وأنهما يجب أن يختلفا ولا يستطيعا العيش سوية فشلت علاقتهما وانفصلا. أتت هذه الحفلة والتقيا، ثم تناولهما للكحول أزال تلك القناعات المسبقة وظهر حبهما كما هو. هل نسيت!؟

رد الممثل الشاب:

ــ لا لم أنس ولكن لم أقتنع, لدي تحليلي الخاص وفهمي الخاص للنص, أعتقد أن التناقض في ثقافتيهما هو السبب ويجب إبرازه لا إزالته، يجب أن تفشل علاقتهما وتنتهي لا كما فعلت أنت، هذا تزوير للواقع.

خبطت ماريا خشبة المسرح بقدمها ودارت على نفسها دورة كاملة ثم استندت إلى الجدار ووضعت يديها على رأسها, كنت قد وصلت إلى مقدمة المسرح أبحث عن كاظم, مرت لحظات وساد الصمت, الكل ينتظر رد فعل ماريا، ماذا ستفعل, عندما استدارت ماريا، رأتني بالقرب منها، يفصلها عني ارتفاع خشبة المسرح, نظرت إلي نظرة طويلة، شعرت أن تلك النظرة استمرت لساعة.

كانت تبحلق في وجهي وكأني جني أو من سكان الفضاء. سألتني بصوت مرتفع وبانزعاج:

ــ من أنت.

أجبت بشيء من السخرية:

ــ أنا ماهر.

نزلت مسرعة من على المسرح واتجهت إلي باندفاع, رحت أعبث بالسيجارة، وأقلبها بين أصابعي بينما أتابع بعيني ماريا القادمة إلي كالصاروخ. ما أن وصلت الي، حتى خطفت وبسرعة السيجارة من بين أصابعي وأتلفتها وهي تنظر إلي وتقول:

ــ أنت تعلم أن التدخين ممنوع ومع ذلك تريد أن تدخن!

  بقيت كما أنا واقفا أنظر اليها بدهشة، كل شجاعتي ومهاراتي في الحديث اختفت. الجميع ينظر إلي، وأنا في حالة صدمة، لا أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف. رحت أنظر حولي، باحثا عن كاظم لعله يظهر وينقذني من تلك العينين الناريتين لماريا التي قالت:

ــ من أنت، ولماذا أنت هنا؟ ومن سمح لك بالدخول؟

لم أرد على أسئلتها, خمنت مسبقا أنها ستعرفني لأننا التقينا مرة، ولكن على ما يبدو لم تتذكرني, هذا حفزني وأثار في نفسي روح التحدي والمشاكسة والعناد, استعدت شجاعتي وثقتي بنفسي, أخرجت علبة التبغ بهدوء وسحبت سيجارة وأشعلتها بهدوء، وأنا أنظر إلى عيني ماريا بتحدٍ ووقاحة. صاحت ماريا بعصبية:

ــ اخرج من هنا، يجب أن تخرج من هنا.

قلت بهدوء وأنا أنفث الدخان في وجهها:

ــ يجب أن تتعلمي كيف تحترمي الآخرين.

فوجئت ماريا بكلامي، واتسعت حدقتا عينيها، حركت يدها أمام وجهها كي تبعد دخان التبغ عنها، وهي تشعر بالغيظ، بينما عيناها ما زالتا مغروزتين في عيني بتحد واضح, قالت:

ــ إن لم تخرج الآن سأطلب لك البوليس.

تهديدها استفزني أكثر، وأصبحتُ أكثر عدوانية وعنادا، لذلك قلت:

ــ سأبقى في انتظار البوليس.

المنشورات ذات الصلة