باريس ( أ ف ب ) – الناس نيوز :
أعلن مصدر السبت أن المهاجم الذي يشتبه بأنه قطع رأس مدرس فرنسي عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، شاب عمره 18 عاما ومن أصل شيشاني في اعتداء وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه “هجوم إرهابي إسلامي”.
وقع الهجوم في ساعة متأخرة من بعد ظهر الجمعة قرب مدرسة للصفوف المتوسطة حيث كان يعمل المدرس في كونفلان سانت اونورين، على بعد قرابة 30 كلم شمال غرب باريس.
وأطلقت الشرطة النار على المهاجم وقضى في وقت لاحقا متأثرا بإصابته.
وقالت الشرطة إن الضحية استاذ تاريخ عرض مؤخرا رسوما كاريكاتورية للنبي محمد خلال حصة دراسية في إطار نقاش حول حرية التعبير، أعقبه شكاوى من بعض الأهالي.
وقال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس السبت إن خمسة أشخاص آخرين تم توقيفهم في إطار الاعتداء، بينهم والدي أحد التلاميذ في المدرسة التي كان يدرس فيها الضحية، ما يرفع العدد الاجمالي للموقوفين إلى تسعة أشخاص.
وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه فإن الوالدين الموقوفين عبرا عن معارضتهما لقرار المدرّس عرض الرسوم.
والأشخاص الثلاثة الآخرين الذين أوقفوا للاستجواب، هم من المحيط غير العائلي للمشتبه به. والأربعة الذي أوقفوا قبل ذلك من الأقارب.
وجاء الاعتداء في وقت تستمر جلسات محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الهجوم الذي استهدف في كانون الثاني/يناير 2015 مكاتب مجلة شارلي إيبدو الساخرة، التي كانت قد نشرت رسوما كاريكاتورية للنبي محمد ما أطلق العنان لموجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.
وأعادت الصحيفة نشر الرسوم في الأوّل من أيلول/سبتمبر مع بداية جلسات المحاكمة.
ويأتي هذا الاعتداء بعد ثلاثة أسابيع من هجوم بآلة حادّة نفّذه شاب باكستاني يبلغ 25 عامًا أمام المقرّ السابق لـ”شارلي ايبدو”، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة.
وعبرت شارلي إيبدو في تغريدة عن “الشعور بالرعب والاشمئزاز” إزاء هجوم الجمعة.
– “الظلامية لن تنتصر” –
أظهرت مستندات هوية وجدت مع المشتبه به إنه يبلغ من العمر 18 عاما ومولود في موسكو لكنه ينحدر من منطقة الشيشان بجنوب روسيا.
وصرخ المعتدي “الله أكبر” فيما كانت الشرطة تطوقه، بحسب مصدر من الشرطة.
وقال المدعون الفرنسيون المختصون بقضايا الإرهاب إنهم فتحوا تحقيقا في ارتكاب “جريمة مرتبطة بعمل إرهابي” وتشكيل مجموعة إجرامية إرهابية”.
وقالت الشرطة إنها تحقق في تغريدة نشرها حساب جرى إقفاله على تويتر، تظهر صورة لرأس المدرس.
وأُرفقت بالصورة رسالة تهديد لماكرون “زعيم الكفّار”، قال ناشرها إنه يريد الانتقام “ممَّن تجرّأ على الاستهزاء بمحمد”. ولم يتضح ما إذا كان ناشر الرسالة هو المهاجم، بحسب الشرطة.
وقال ماكرون لدى زيارته مكان الاعتداء إن الهجوم يحمل بصمات “هجوم إرهابي إسلامي”.
وقال الرئيس وقد بدا عليه التأثر إن “الأمة بكاملها” تقف إلى جانب المدرسين من أجل “حمايتهم والدفاع عنهم” مضيفا “لن تنتصر الظلامية”.
وقدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين تعازيها لعائلة المدرس وللشعب الفرنسي.
وكتبت في تغريدة بالفرنسية “أفكاري أيضا مع المعلمين، في فرنسا وفي كل مكان في أوروبا. بدونهم لا يوجد مواطنون وبدونهم لا ديموقراطية”.
– لطيف وودود للغاية –
في المدرسة أشاد الأهالي والمدرسون بالضحية الذي لم يعلن اسمه رسميا.
وقالت نوردين شوادي وهي من الأهالي، لوكالة فرانس برس “حسبما يقول ابني، كان لطيفا جدا وودودا للغاية”.
وقال تياغو تلميذ الصف السادس “رأيته (المدرس) اليوم، جاء إلى صفي للتحدث إلى معلمنا. أشعر بالصدمة لأني لن اراه مجددا”.
وقالت الوالدة إن المعلم “قال ببساطة للأولاد المسلمين: +غادروا، لا أريد أن يجرح ذلك مشاعركم+ هذا ما قاله لي ابني”.
وهرعت الشرطة إلى مكان الاعتداء بعد تلقيها اتصالا بشأن شخص مثير للشكوك يتجول بمحيط المدرسة، بحسب مصدر من الشرطة.
وعثر عناصر الشرطة على الضحيّة في المكان، وحاولوا على بعد مئتي متر، توقيف رجل كان يحمل سلاحاً أبيض ويهدّدهم، فأطلقوا النار عليه ما تسبّب بإصابته بجروح خطرة أدت إلى مقتله.