ملبورن – سيدني – الناس نيوز ::
تستمر احتفالات الأستراليين من أصل لبناني بتأسيس كنيستهم ذات الجذور السريانية في أستراليا، وذلك بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيسها منذ خمسين عاماً تحت شعار: “الموارنة في أستراليا: مسيرة قداسة وانفتاح”.
وتشير المعلومات التاريخية إلى أن المطران عبده خليفة أسس أول مطرانية في القارة الأسترالية العام 1973، كان عينه “بابا” الفاتيكان رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم.
وأطلق موارنة أستراليا الاحتفال باليوبيل الذهبي هذا العام في 9 فبراير/شباط بمناسبة عيد قديسهم مارون (الخوري الذي كان انشق عن الكنيسة السريانية الأم وأسس أول معبد له في منطقة برَاد في ريف حلب بشمال سوريا)، ومنذ ذلك التاريخ يعتبره أتباعه أنه الأب الرّوحيّ للموارنة في العالم.
وبدأت “ذخائر القديسين” بجولة وطنيّة في عموم أستراليا لذخائر القديس مارون إلى جانب ذخائر القديس شربل (تطويب الموارنة)، والقدّيسة رفقا، والقديس نعمة الله (وفق الطقوس المارونية)، بالإضافة إلى ذخائر أوّل قدّيسة لأستراليا القدّيسة ماري- الصّليب ماكيلوب.
ويحمل شعار اليوبيل في تصميمه جوهر الإيمان المارونيّ وروحانيّته، عاكساً بالألوان والرمزية مسيرة الموارنة عبر البحار وتحديداً إلى أستراليا.
وبحسب تصريحات مطران الموارنة أنطوان طربيه: سيعقد خلال الشهر التاسع من هذا العام “المؤتمر السادس لأساقفة الاغتراب”، في أستراليا من 19 سبتمبر/أيلول حتى 21 منه، حيث سيتناول شؤون الاغتراب ويسهّل التعارف بين أرباب الكنيسة المارونية في المغتربات، والحرص على أن تكون الرسالة واحدة بشعارها وبحملها لتراث الكنيسة المارونية، تحت عنوان “مدعوون من السيد المسيح ومرسلون للبشارة بهدف المحافظة على الهوية المارونية”.
ثم يصل الاحتفال بسنة اليوبيل إلى ذروته بزيارة يقوم بها إلى أستراليا في شهر سبتمبر/أيلول 2023 البطريرك بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة ويحتفل بقداس اليوبيل التذكاري في 24 سبتمبر/أيلول.
ويبلغ عدد الكهنة والآباء في المطرانية اليوم حوالي 54 كاهناً و 20 راهبة مارونية في أستراليا.
وكان المطران المؤسس عبده خليفة، والمطارنة الذين توالوا بعده يوسف حتي، والمطران عاد أبي كرم، يحتفلون بالذكرى السنوية لتأسيس كنيستهم في أستراليا.
وقد تم توسيع مطرانية أستراليا المارونية في عام 2021 لتشمل نيوزيلندا واوقيانيا.
ويرأس المطران أنطوان شربل طربيه الكنيسة في أستراليا، حيث عُين في منصبه هذا في أبريل/نيسان 2013، وهو راهبٌ منتسب للرهبنة اللبنانية المارونية رقي وعين كمطران بعد أن كان رئيساً لدير القديس شربل في سيدني. بدأ حياته الكهنوتية منذ ثلاثين عاماً.
وتعداد الموارنة حالياً في أستراليا بالآلاف يشكلون نحو نصف عدد الجالية اللبنانية وكانت أول هجرة مارونية بدأت إلى أستراليا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
وفي 1897 تم تأسيس أول كنيسة للموارنة وهي كنيسة القديس مارون في منطقة ريد فيرن.
وانخرط الموارنة في المجتمع الأسترالي وحازوا مناصب حكومية وفي البرلمان وكذلك مناصب مفصلية في شركات كبيرة، إلا أن بعضهم فشل وانحرف في أعمال خطيرة أضرت بسمعة الجالية، دون أن يؤثر ذلك على نجاح طيف منهم تصرف بمبدأ المواطنة في الوطن الجديد الذي يتيح كل الفرص لمواطنيه من مختلف الثقافات.
