دمشق – موسكو – الناس نيوز :
حصلت روسيا على المرتبة الأولى عالميا في إنتاج وتصدير القمح إلى دول العالم المختلفة، ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة “دير شبيغيل” الألمانية، حققت روسيا نهضة وطفرة نوعية غير مسبوقة بمجال الإنتاج الزراعي، وأصبحت في الفترة الأخيرة الدولة الأولى بين الدول المنتجة والمصدّرة للقمح بعد أن كانت تستورد القمح.
وأضافت الصحيفة أن القطاع الزراعي في روسيا حقق إنجازا كبيرا بفضل الدعم الحكومي، بعد أن وضعت روسيا قيودا على استيراد المنتجات الزراعية من أوروبا، كما أصبحت روسيا تسد حاجتها إلى لحوم الدواجن بإنتاجها محليا.
لكن هذه الوفرة في إنتاج القمح الروسي يبدو أنها لا تنعكس إطلاقا على سوريا، والتي من المفترض أن علاقات استراتيجية تربط البلدين، فطوابير الانتظار على أفران دمشق عادت بشكل كثيف، لأسباب غير معلنة رسمياً بعد، ونتيجة صعوبة تأمين الخبز التمويني المدعوم وجودته السيئة وقساوته، انتقلت الطوابير إلى أمام الأفران الخاصة للخبز السياحي بمشهد لم يعتده السوريون سابقاً.
ووصل سعر ربطة الخبز خارج الأفران الحكومية إلى ما بين 500 – 800 ليرة سورية، علماً أنها تباع مِن الفرن بـ 50 ليرة سورية، بينما تراوح سعر ربطة الخبز السياحي الكبيرة بين 1200 – 1500 ليرة سورية.
ولم يخرج أي تصريح رسمي حتى اليوم لتوضيح ما يجري، خاصة بعد أن حاولت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً، أن تظهر سبب الازدحام بأنه ناتج عن المتاجرة بالمادة، وشراء أكثر من الحاجة، وتوجه المواطنين نحو الخبز التمويني نتيجة ارتفاع سعر الخبز السياحي، لتأخذ ذلك ذريعة وتقوم بتحديد مخصصات كل عائلة من الخبز بنظام الشرائح.
وبعد تطبيق نظام الشرائح ارتاحت الأفران بعض الشيء من الازدحام الخانق، لكن الطوابير بقيت موجودة، لتعود الحشود من جديد وباختناقات أكبر من الازدحامات الأولى التي ضربت الأفران مؤخراً، في إشارة إلى تفاقم المشكلة.
إلا أن القرار الأخير بتخصيص عدد ربطات الخبز لكل عائلة، رافقه تخفيض في مخصصات الأفران من الطحين مؤخراً، ما ساهم في تفاقم المشكلة، كما أن المشكلة في نقص الطحين الوارد إلى الأفران وهي لا تغطي الحاجة اليومية، إضافة إلى إغلاق بعض الأفران في ريف دمشق ما زاد الضغط على أفران العاصمة أكثر.
عدا عن عدم توفر الطحين، هناك مشكلة بمخصصات المحروقات التي بات من الصعب تأمينها، إضافة إلى زيادة ساعات تقنين الكهرباء والماء التي توقف المخابز عن العمل لعدم وجود مولدات.
وأعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة لـ”نظام الأسد” عن بدء بيع الخبز للمواطنين الشهر الماضي عبر البطاقة الإلكترونية وفق نظام الشرائح وحددت نصيب الفرد والأسرة من الأرغفة، حيث بات الخبز يوزع على أساس ربطة من 7 أرغفة لكل ثلاثة أفراد في العائلة وربطتين (14 رغيفا) لكل 5 أشخاص، وثلاث ربطات (21 رغيفا) للعائلة المكونة من ثمانية أشخاص .
الجدير بالذكر أنّ الازدحام على الأفران يتزامن مع ازدحام على محطات الوقود، ومشاكل في تأمين الغاز والمازوت، وأزمة في المواصلات وزيادة في ساعات التقنين.