القدس – الناس نيوز ::
أعاد شهر رمضان الحياة لقطاع السياحة في مدينة القدس المحتلة، ونشطت حركة الفنادق والأسواق التي استقبلت آلاف الزوار المسلمين والمسيحيين.
وبعد عامين استثنائيين بفعل ظروف جائحة كورونا، شهدت الفنادق الفلسطينية بالمدينة، منذ بداية الشهر الفضيل، حجوزات لحجاج مسلمين من دول عدة في العالم بينها تركيا وبريطانيا وجنوب إفريقيا وفرنسا وغيرها.
كما عادت الحافلات السياحية للحركة أمام الفنادق الفلسطينية في المدينة، وهي تقل سياح غالبيتهم مسلمين.
تزامن شهر رمضان هذا العام مع عيد الفصح المسيحي، حيث وصل آلاف السياح المسيحيين لإحياء طقوسهم في كنيسة القيامة بالمدينة.
وتنعش السياحة حركة الاقتصاد في المدينة، التي تعيش تحت وطأة حصار إسرائيلي يمنع الغالبية العظمى من سكان الضفة الغربية، وجميع سكان قطاع غزة من دخولها.
وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الدخول إلى مدينة القدس الشرقية، إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة من الجيش الإسرائيلي لا تصدر إلا لحالات معينة.
تحسن ملحوظ
مالك الفندق الوطني بالمدينة أسامة صلاح يقول للأناضول: “هذا شهر مبارك وفضيل، فبعد عامين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، فإن نسبة الإشغال في هذا الشهر والشهر الذي سبقه كانت عالية”.
ويشير صلاح إلى أن تزامن شهر رمضان مع عيد الفصح المجيد للطوائف المسيحية، ساهم في زيادة تنشيط حركة السياحة بالمدينة.
واستدرك، “لكن السياحة المسيحية كانت منخفضة مقارنة مع السياحة الإسلامية الني كانت أقوى بكثير ( دون ان ننسى النسبة والتناسب ) .. حصة السياحة الإسلامية كانت 70 بالمئة مقارنة مع 30 بالمئة للسياحة المسيحية، وذلك بسبب الأوضاع في شرق أوروبا”.
وزاد: “بحمد الله عادت العجلة الاقتصادية للدوران خلال شهر رمضان، وهناك حركة تجارة في الأسواق والتواجد في المسجد الأقصى جيد جدا، وهذا أدى إلى رفع نسبة الإشغال في جميع الفنادق”.
تعتمد مدينة القدس الشرقية بشكل كبير على قطاع السياحة، إذ أدى وقف صناعة الضيافة خلال العامين الماضيين إلى تراجع ملحوظ بالأوضاع الاقتصادية فيها.
ويلفت صلاح أن “أغلب الحجاج خلال هذا العام، هم من تركيا وبريطانيا وأوروبا وجنوب إفريقيا ووفد تونسي”؛ ولاحظ أن ذروة الحركة السياحية باتجاه المدينة كانت في فترة العشر الأواخر من شهر رمضان.
“خلال هذه الفترة لا تجد غرفة واحدة فارغة في القدس، وهناك من اعتكف في المسجد الأقصى.. السياح يفيدون الاقتصاد في المدينة، فخلال زيارتهم يشترون الزيوت والزعتر والمنتجات الفلسطينية، ما يساهم في دعم القدس”.
ويأمل، أن يكون النشاط المشهود مؤخرا بداية انتعاش سياحي، مضيفا أن “ليلة الإسراء والمعراج (27 رجب هجري) كانت فاتحة خير علينا فمنها كانت البداية حيث وصل عدد كبير من السياح واستمرت مع شهر رمضان”.
وبينما كان صلاح يتحدث، وصل إلى الفندق مجموعة من السياح الأتراك.
تقول سيبيل سميرة وهي مرشدة سياحة من إسطنبول للأناضول: “منذ 18 عاما وأنا أزور القدس مع السياح.. وصلت مع الوفد وأدينا الصلاة في المسجد الأقصى وأحيينا ليلة القدر (27 رمضان)”.
وأضافت: “أنا كمرشدة سياحية قدمت إلى القدس مرات عديدة وأنصح السياح بالقدوم إليها، فشوارعها مزينة بالأضواء والناس يتحركون باتجاه المسجد وهي حيوية جدا (..) هكذا هي الأجواء في مدينة الأنبياء”.
ونوهت بأن “السياحة تكون في رمضان صعبة نوعا ما بسبب الصيام.. لكن مع ذلك سنزور الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية المحتلة)”.
وتوضح المرشدة السياحية، أنه “منذ فبراير/شباط الماضي بدأنا بالقدوم إلى المدينة بعد انحسار كورونا وسنواصل المجيء إليها مع السياح من تركيا”.
“نرى الصور عن مواجهات تدور بالمدينة (بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين)، ولكننا كسياح لا نواجه أية مشكلة، فما يجري بعيد عن السياحة والرحلات والجولات التي نقوم بها”.
دعوات للتضامن
وكثيرا ما يوجه الفلسطينيون في القدس الدعوات إلى المسلمين في العالم للقدوم إلى المدينة، والتضامن معهم خاصة من الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل.
وغالبا ما يستقبل سكان المدينة، السياح المسلمين بترحاب كبير.
يقول السائح الهولندي عبد الحكيم فلوريان: “جئنا إلى القدس في فلسطين وبعدها إن شاء الله نتوجه إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة”.
ويدعو فلوريان، كل المسلمين في العالم للقدوم إلى القدس “لمساعدة الفلسطينيين في مجالات التجارة والسياحة وكل شيء”.