الناس نيوز – احمد الدرع :
ما زالت تداعيات اشتراك نخبة من كتاب الدراما التوقيع على ميثاق الشرف فيما بينهم، وترك الباب مفتوحا للذين لم يوقعوا حتى اليوم مفتوحا تحت سقف الحفاظ على حقوق أهل هذه المهنة الإبداعية.
وإذ تبرز تداعيات وتحديات وردود فعل سلبية وإيجابية ، لأن الميثاق يخضع لكثير من النقاشات بين شد وجذب من قبل جميع الأطراف المعنيين به ، ففي الوقت الذي ما زالت الأسماء التي اختارت التوقيع على هذا الميثاق تناقش سبل التطوير المستقبلية وآفاق هذا الميثاق، نجد على الضفة الأخرى كتابا آخرين رفضوا التوقيع عليه لأسباب عديدة، وفق ما بدأ يتسرب من بعض الغرف المغلقة ، و رغم تعدد الأسباب يبدو أن السبب الأبرز كان من وجهة نظر هؤلاء الكتاب عدم رغبتهم الالتزام بأي ميثاق يمكن أن ” يقيد ” حركتهم أو فرصهم ” المادية ” في التعامل مع شركات الإنتاج أو حتى القنوات التلفزيونية، حين يطلب منهم إدخال تعديلات على نصوص زملائهم أو حتى أخذ مكانهم في العمل نتيجة خلاف ما مع الكاتب الرئيسي أو الاساسي للعمل ، وهنا جوهر الخلاف إذ إن من لم يوقع فاته عدم إدراك نقطة بارزة أن الحماية أثناء الخلافات ستكون له وللآخرين، وبالتالي هذا ما يدفع لتعزيز موقف مؤيدي فكرة التوقيع ، في المقابل فإن الرافضين لفكرة التوقيع يشيرون إلى أنهم اعتبروا أنه من غير المفيد بعد وقوع الخلاف مع الجهة المنتجة التطلع للخلف والاهتمام بما حصل لأن كل ذلك لن يبقى طي الكتمان .
وبدأت تظهر للعلن اليوم تسريبات من أن المناقشات التي ما زالت تجري حاليا ضمن مجموعة ” الواتساب ” المغلقة للكتاب الذين اختاروا التوقيع على هذا الميثاق تزداد حدتها يوما بعد يوم في محاولة للنهوض بهذا الميثاق وأخذه إلى نقطة أبعد، سواء على الصعيد القانوني أو هيكلته ضمن رابطة أو تكتل
معين ملزم للجميع .
” الناس نيوز” تابعت هذا الميثاق بين عدة كتاب اختاروا التوقيع عليه ، فيما لم يتجاوب الذين لم يوقعوا مع الأسئلة التي طرحتها جريدتنا الإلكترونية ، فمن جهته قال الدكتور ممدوح حمادة ” للناس نيوز “: ميثاق الشرف الذي أعلن عنه هو محاولة لضبط آلية يتعامل عبرها كتاب الدراما أشبه بنظام داخلي للعمل بين الكتاب الموقعين عليه، ويطمح لأن ينضم إليه جميع الكتاب لاحقا، ويمكن له عبر الاجتهاد والمناقشة أن يتطور لآلية تحفظ حقوق الكتاب عبر صيغة قانونية، بطبيعة الحال لا يمكن القول إن الميثاق هو الصيغة النهائية التي توصل إليها الكتاب فبعد إعلانه على الملأ إنما طرح للنقاش وهناك الكثير من الملاحظات التي ستظهر سواء لدى الكتاب الذي لم يكونوا ضمن الحلقة التي بدأت بالعمل عليه أو من أطراف لا علاقة لها بالكتابة، وبكل تأكيد فإن هذه الملاحظات والآراء سيكون لها دور كبير في تطوير العمل لاحقا فالميثاق ليس رابطة تعتبر حكرا على أحد، وليس تكتلا ضد أحد. هو على الأغلب محاولة للوصول إلى شكل يضع الكاتب في العمل الدرامي بمكانه الصحيح وينهي حالة التعدي على حقوقه وبنفس الوقت هو لا يسعى للانتقاص من حقوق أي طرف من أطراف العمل الدرامي الآخرين، من المخرج إلى المنتج مرورا بالممثل وكافة المختصين والعاملين الآخرين، من هنا يمكن القول إننا قمنا بالخطوة الاولى فقط ونرجو أن تتبعها خطوات أخرى تعززها، الخطوات اللاحقة ستكون أكثر عملية وأكثر قابلية للتحقق هذا ما
ننتظره الآن..
وفي الوقت الذي أكد فيه الدكتور حمادة على أن الميثاق ليس تكتلاً ضد أحد وإنما حفظ لحقوق كتاب الدراما ، فإن الكاتب ” بلال شحادات ” كان واضحا في تصريحه على أن الميثاق يحتاج لوقت أكبر كي تنضج أفكاره حيث : لا بد من التذكير بأن صياغة الميثاق النهائية استغرقت ما يقارب العشرين يوماً، فما بالك بما سيتبع الميثاق؟ من المؤكد أنه سيأخذ وقتاً أكبر من الصياغة الأولى، لكن، بعد أن صار ميثاقنا أمراً واقعاً وأثار ما أثار من نتائج وتداعيات انتهينا إلى فتح المجال لوضع كافة المقترحات على طاولة النقاش والبحث من قبلنا نحن الكتاب الذين صاغوا الميثاق، وأيضاً من قبل كل الشخصيات التي شاركت وأيّدت هذا الطرح، ولا أعرف كم سنستغرق من الوقت في مناقشة كافة الأطروحات التي تخص مستقبل الميثاق وتطويراته، لكنني أعرف أنها ستأخذ وقتاً لا بأس به،اقترحنا أنا وزملائي عدة أفكار ومشاريع لتطوير آليات تطبيق الميثاق، وكانت جديدة ومبشرة بالخير وداعمة لكل الكتّاب الدراميين السوريين وشركائهم في العملية الإبداعية، باختصار نحن ما زلنا في مرحلة العصف الذهني، بعد الإجماع على النقاط النهائية فيما يخص مستقبل ميثاق
كتّاب الدراما السوريين.
سنعطيها الوقت اللازم لصياغتها بدقة، من ثم سنقوم بنشرها إلى العلن مع الاستعداد الكامل لتنفيذها بكل حماس ويقين، فنحن في النهاية قمنا بكل هذا العمل بغية التخلص من القرارات الفردية، والتركيز على العمل الجماعي والتصويت على كل خطوة أو فكرة مستقبلية، ومناقشتها من كافة الأوجه، وذلك يتطلب وقتاً كي يعطي نتائجه الإيجابية ، إن تطلعاتنا كبيرة وحماسنا عالٍ ونعترف بوجود بعض المشاكل والعقبات، ونعمل على حلّها. ونرجو أن نحصد التجاوب والدعم الذي يليق بميثاقنا ويليق بمن بذلوا كل جهدهم كي يرى النور ويستمر دون منغصات.
بدوره الكاتب مازن طه أكد ” للناس نيوز ” أن التجمع تحت رابطة أو نقابة غير مطروح، وقال للناس نيوز منذ البداية كان الهدف محاولة وضع تقاليد عمل تجمع كتاب الدراما وتعهد الجميع باحترام هذه التقاليد. وأعتقد أنها خطوة غير مسبوقة، في ظل عدم وجود نقابة أو رابطة تنظم عمل الكتاب وتصون حقوقهم، وبعد إن نجحنا بإطلاق الميثاق كخطوة أولى، والتفاعل الإيجابي معه، نفكر حاليا بخطوات أخرى، لكن بعد طرح الميثاق للنقاش مع جميع الكتاب وهي دعوة مفتوحة للجميع دون أي استثناء لاستمزاج جميع الآراء، ربما لتطوير نص الميثاق أو الخروج باقتراحات لخطوات جديدة قادمة. الحديث عن نقابة أو تجمع ليس مطروحا الآن، بسبب صعوبة تنفيذ الأمر بالنظر إلى حالة التشرذم ( جغرافيا ومواقفيا ) التي يعيشها كتاب الدراما. إضافة إلى أن الأمر يحتاج إلى دراسة قانونية وإجرائية، أي عمل مؤسساتي، هدفنا الحالي فتح باب الحوار بين صناع الدراما للوصول إلى اقتراحات وحلول، تعيد قطار الدراما السورية إلى سكته الصحيحة.
نحن ككتاب قطعنا الخطوة الأولى ونتمنى أن نرى مبادرات أخرى مشابهة.. للمخرجين.. والممثلين.. والفنيين.. فكل مفاصل العمل الدرامي بحاجة إلى إعادة تنظيم.. وبحاجة لوضع تقاليد مهنية… فترتيب البيت الداخلي للدراما السورية يعتبر الآن من الأولويات.. ونقطة البداية لأي خارطة طريق يتم وضعها لإنقاذ هذه الصناعة وإعادة انتشارها أفقيا وشاقوليا.
أما خلدون قتلان الذي طالما عانى سابقا من التعدي على حقوقه من قبل بعض شركات الإنتاج، كان واضحا في رأيه ” للناس نيوز ” مركزا على أن الميثاق هو نواة اساسية إيجابية يحتاج إلى رؤية جماعية وقال في تصريح خاص : لا شك أن الدراما هي عمل جماعي يبدأ بالنص المكتوب، ومع انحدار العمل الدرامي السوري خلال السنوات الأخيرة كان لا بد من تصحيح أخطاء المرحلة السابقة والدعوة إلى نقاش يبدأ بين صناع الدراما أنفسهم، و كانت البداية بنقاش مفتوح بين عدد من الكَتاب الدراميين لإعادة ضبط أصول العمل وخلق تقاليد مهنية لم يؤسس أحد لها في درامانا السورية من قبل، وعليه جاء هذا الميثاق ليكون نواة أولى للعمل الجماعي الذي نؤسس له عبر نقاشات مفتوحة ستؤدي حتماً إلى نتائج إيجابية، لا أستطيع أن أكشف عن كل ما نخطط له كمجموعة ولكني أستطيع أن أُؤكد لك، أن الكاتب السوري لن يكون بعد هذا الميثاق كما كان عليه سابقاً طالما أننا نعمل بروح الجماعة، بعيداً عن فكرة الخلاص الفردي، بيتنا الدرامي يحتاج إلى رؤى جماعية تساهم في تطويره والنهوض به بعد سنوات الحرب الطويلة، ونحن نحاول وضع كل الخطط اللازمة للنهوض به من جديد وفق ضوابط أخلاقية وتقاليد مهنة نمهد بها الطريق لكل من سيحمل القلم الدرامي من الأجيال الشابة، وستكشف الأيام القادمة ما انتهى إليه نقاش الزملاء عبر بيان رسمي تتبناه المجموعة كاملة، أنا شخصياً سعيد بهذه الخطوة وسعيد بالأسماء التي انضمت إلينا، وأُكد أن ما فعلناه هو خطوة أولى فقط سوف تتبعها خطوات. كل الشكر لمن انضم إلينا من الزملاء وإلى كل الاسماء الداعمة الغيورة على سمعة الدراما السورية.
وتظهر الكاتبة نور شيشكلي ” للناس نيوز ” حرصاً على حيز كبير من التفاؤل في كلامها للناس نيوز من حيث إن الخطوة القادمة ستكون بإنشاء
رابطة مع التاكيد على التصويت الجماعي على القرارات.
وقالت ” شيشكلي ” في البداية جاءت فكرة الميثاق نتيجة الأوضاع التي آلت اليها الدراما السورية في سنواتها الأخيرة .. ككتاب دراما كان لايمكن لنا أن نقف متفرجين رغم ربما إقصاء متعمد عانى بعضنا منه ومن هنا جاءت فكرة الميثاق .. الهدف الأول منه خلق تقاليد مهنية وتنظيم أسس وقواعد التعامل فيما بيننا. وحماية حقوقنا الفكرية أولا ومن ثم المادية وحماية منجز أي كاتب فينا .. ولنصل إلى تلك النتيجة كان لابد من فتح باب الحوار الصريح بين بعضنا البعض لإنهاء الخلافات والخصومات التي كانت عالقة، ومن ثم أن نتوجه إلى الآخر … 16 كاتبا وكاتبة صاغوا الميثاق لكن هذا لايعني أننا المعنيون الوحيدون به، تلك كانت الخطوة الأولى فقط وهو مفتوح أمام جميع كتاب الدراما السورية الذين أبدوا دعمهم وتبنيهم للميثاق. الخطوة الثانية أكيد ستكون إنشاء رابطة ننتمي لها فنحن الكتاب حاليا لا ننتمي الا لنصوصنا وأوراقنا،والهدف ان ننتمي إلى مجموعة تحمينا، وأن لا يتم التعامل معنا بشكل فردي بالإضافة إلى العديد من الخطوات والبنود التي يتم الاتفاق عليها والتصويت عليها. أيضا هدفنا أن نتجمع جميعا وأن تكبر تلك الخطوة وتحظى بالدعم من الجميع، ربما كانت في البداية مجرد حلم رومانسي لكننا اليوم أمام واقع فرضنا فيه صوتنا ربما للمرة الأولى هدفنا الاول والأخير استعادة درامانا والحفاظ على إرثها. وقريبا سنخرج إلى النور بخطوة عملية تترجم خوف أبناء الدراما السورية الشرعية على حقنا بها، لن نكتفي بالكلام وإطلاق الوعود ورسم البنود بل سنتحرك.
بشكل عملي.
وشبه الكاتب شادي كيوان الميثاق بحملة ” القلم المكسور ” التي أطلقها كتاب هوليود سابقا مشددا في كلامه للناس نيوز على ضرورة ” تقنين ” هذا الميثاق، أذكر منذ سنوات كانت هوليود مهددة بالسقوط عن عرشها العالمي، حين أطلق كُتابها حَملة ” القلم المكسور ” حملةٌ شعارها قلم مكسور أي ” لم نعد نريد أن نكتب ” حتى نحفظ حقوقنا الفنية والمادية أمام شركات الإنتاج والمخرجين والفنانين بالتالي كانت أسبابها هي ذات الأسباب التي استدعت لولادة هذا الميثاق , مستقبلُ هذا الميثاق يحددُ بمقدارِ جدية الالتزام بهِ كونه نِتاج مبادرة , ليس التزام الكتاب فقط , بل أن يصبح وثيقة عمل وتصحيح لمفاهيم وعلاقات مغلوطة بين الكاتب وأي طرف آخر في العملية الفنية كان فيها الكاتب منذ زمنٍ طويل الحلقة الأضعف , هناك بعض البنود في الميثاق يجب أن تأخذ لها أرضية ومرجعية قانونية لكي تصبح وثيقة واضحة يستند عليها الجميع مثل موضوع العقد الواضح الذي يضمن حقوق المؤلف فيما كتب مادياً وفنياً , ويُمَكنه من الاستفادة من نتاجه البصري كما يفعل الممثلون والمخرجون وشركات الإنتاج , وهذا يتطلب أن يتحول هذا الميثاق لوثيقة متبناة لدى جهة معنية بهذا الأمر كنقابة الفنانين أو لجنة صناعة السينما أو أي جهة غيرها سيناقشها الكتاب في الأيام القادمة.
تتم مناقشة هذا الميثاق ليس بوصفهِ تجمعاً ضد أحد ولا خاصاً بالكتاب فقط , إنه يهم كل صناع الفن الحقيقيين الذين يدركونَ ويعلمونَ ما الذي يحدثُ أحياناً في أروقة العمل الفني لسببٍ أو لآخر , بل يُناقش على أنه خطوة في حماية الكاتب وبالتالي حماية المشروع الفني منذ بدايتهِ أمام كل من يعبثُ به لسببٍ غير فني , كالنقطة التي أثيرت كثيراً متزمتون تجاه أي تغير في نص الكاتب على العكس تماماً نحن نناقش فقط أن يكون هذا التغيير على أُسس فنية وأخلاقية أولاً فالكاتب ككل صانع فن مسؤول عن صناعة رأي عام , وبالتالي إذا كانت مقولته في عملٍ ما سوف تتغير فيجب أن يكونَ ذلك بعلمه وموافقتهِ لأنها تمثله وسيحاسب عليها دائماً .
أما إيمان سعيد فقد أبدت إصرارها ” للناس نيوز”على الروح الإيجابية التي رافقت مرحلة إعداد الميثاق وقالت للناس نيوز يمكنني القول بأننا بعد خطوة الميثاق قررنا الاستمرار بالتواصل وبتقديم شكل من أوراق وخطط العمل فيما يخصنا نحن بشكل مباشر ككتاب من إمكانيات تعاون وإنشاء ورش عمل والانفتاح بخطط لاحقة نحو الشباب. وفي أوراق عمل سيتم طرحها بيننا لاحقا ،حول آلية التنسيق في إدارة حوارنا لأن العدد كثر، وأصبح التواصل يأخذ وقتاُ، ومن إجل ذلك يحتاج لآليات تنسيق نعمل عليها حاليا.. بالعموم أستطيع القول إن الأجواء إيجابية ونحن ندرك بواقعية صعوبة المشكلات من حيث رقابة المحتوى وطبيعة متطلبات المحطات وشركات الإنتاج وغيره من المشكلات التي أشار لها الميثاق..نأمل ونتطلع ونحاول بكثير من الواقعية وبمحاولة التفكير خارج الصندوق من حيث النظر باتجاه إمكانيات الحلول والمبادرات أكثر من المشكلات، الثابت والأصيل حتى الآن هو الالتزام بشرف تقاليد المهنة بيننا. وأن نتعرف على بعضنا بالبعد الإنساني والشخصي والمهني، في أجواء صحية فيها تفاعل ونقاش وتطلعات بعيدا عن الأطر التقليدية. ورغم بعض الانتقادات التي وجهت لنا لربما بتأثير الصدمة لفعل
غير مسبوق.
ومع ذلك لا يزال إيماننا كبير بشركائنا في العمل الفني من منتجين ومخرجين وممثلين وفنيين .. لأننا في الآخر شركاء بالضرورة ونسعى باتجاه قيمة فنية . لقد بدأنا من حيث إصلاح البيت الداخلي بيننا ومن حيث وضع تقاليد مهنية في عدم التعدي على أعمالنا لا من حيث تشويه رسائل النص ولا من حيث التحريف بالنص والتعديل عليه خارج صلاحيات ما يسمى بين قوسين رؤية المخرج .
وأوضح إياد أبو الشامات كيفية ميلاد هذا الميثاق ومرحلة المخاض التي سبقته وقال للناس نيوز : فكرة هذا الميثاق كانت من خلال منشور على الفيس بوك عن حقوق الكاتب وبعدها قررنا أن يكون لدينا مجموعة على الواتساب مغلقة خاصة بنا نجتمع لمناقشة الفكرة، وكنا مجرد مجموعة صغيرة وبعدها قمنا بدعوة زملائنا في كل مكان لاستكمال هذا النقاش الذي استمر حوالي ثلاثة أسابيع حيث كانت هناك الكثير من الأفكار المنطقية والحالمة، وحتى أحيانا لحظات إحباط نحاول تجاوزها عبر وضع نقاط عمل واضحة يلتزم بها الجميع ، والدعوة كانت مفتوحة لجميع الكتاب وتناوبنا على نشره عى صفحاتنا من دون وضع أسمائنا حتى أي كتاب يجد أن هذا البيان يمثله يستطيع تبنيه معنا. وأضاف “أبو الشامات” نحن كنا حوالي 18 شخصا، وكان من الصعب قليلا تنظيم الحوار على مجموعة واتساب، ولهذا أخذنا حوالي ثلاثة أسابيع لصياغة البيان ، وبالنسبة لتسجيل الوثيقة فهناك عدة اقتراحات ولكن ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت لغربلة جميع الأفكار أو حتى الأحلام ذات السقف المرتفع، وما أفضله أن نكون واقعيين وثابتين على الأرض، والأهم أننا أطلقنا هذا الميثاق كبداية حوار قابل للتطور مع الزمن .
وكان الملاحظ ضمن حالة تفاعل الوسط الثقافي والفني مع هذا الميثاق، هو ما كتبه الدكتور مالك خوري رئيس قسم السينما بالجامعة الأمريكية على صفحته الشخصية، تعليقا على إصدار هذا الميثاق من قبل كتاب الدراما السوريين : وثيقة بالغة الأهمية، وعلى الأرجح، أهم وثيقة يكتبها جماعيا فنانون عرب خلال هذه المرحلة، وعلى الأقل منذ بداية الألفية ، ميثاق الشرف للكتاب الدراميين المستقلين” الذي صاغه ووقعه كتاب دراميون سوريون، هو مثال لتصدي هؤلاء الطليعي والجدي لتحديات المرحلة، خصوصا في ضوء تنامي الهيمنة الاحتكارية الخليجية (وإن كان البيان لا يستعمل هذا التوصيف) على واقع العمل الفني ككل في عالمنا العربي.تحية لهؤلاء الفنانين الطليعيين، وليس غريبا على السوريين أن يكونوا مبادرين وطليعيين في المراحل الصعبة والمفصلية. وبرأيي، فإن ما تحتويه هذه الوثيقة ينطبق (وإن بتمايزات طبيعية) على واقع الفنانين العرب العاملين في السينما والتلفزيون على اختلاف مناطقهم وبلدانهم وفِي أطر عمل متنوعة.
كما أثار تصريح الكاتب حسن سامي يوسف وهو من الكتاب الذين رفضوا التوقيع على هذا الميثاق موجة من التفاعلات وردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي حيث كتب ” يوسف ” على صفحته الخاصة :لكلّ مَن استغرب أو حتى استنكر غياب اسمي من ” ميثاق الشرف ” لكتّاب الدراما السورية، أقول:إنْ كان هناك ذنبٌ أو خطأ، فهو ذنبي أنا وخطأي أنا. لقد دُعيتُ إلى هذا المحفل منذ البداية الأولى، واعتذرتُ عن المشاركة في الأمر بالانسحاب منه قبلَ أن يُصاغ البيان لماذا فعلتُ ذلك؟ لقناعتي بلا جدوى أي بيان في إصلاح التردي الذي وصلتْ إليه الصنعة الدرامية في سوريا.قد يقول لي أحدهم: لماذا كل هذا التشاؤم؟! أجيبه: نعم، أنا متشائم، ولكن حبّذا لو تقولُ لي بماذا أنت متفائل.
تصريح الكاتب حسن سامي يوسف على ما يبدو استنفر الكاتب عدنان العودة في كتابة رده الخاص، حيث كتب على صفحته الشخصية موجها رسالته لزميله : أستاذ حسن.. لقد دعوناك إلى المجموعة مقدرين لك خبرتك ومكانتك.. ومثمّنين تاريخك الكبير في رفد هذه المهنة بأعمال لا تُنسى، ثم انسحبت منها دون أن تبيّن لنا ما رأيك حتى.. وها أنت تظهر علينا اليوم بهذا القول..أنا متفائل يا أستاذ حسن بقدر تشاؤمك، متفائل بنوايا زملائي الطيبة،متفائل بمساحة الحوار وسماع بعضنا في كل صغيرة وكبيرة، متفائل بحالة الصفح والاعتذار الشخصي والمهني التي تمت بين 16 كاتباً،ومن ثم انضم إليها كتاب آخرون،أستاذي الكريم.. ما زالت أيادينا في الطين تعجن وتكسر.. وسأختم بما قاله بريخت: سنتكلم ونتكلم.. لكي لا يُقال يوماً إن الشعراء صمتوا…وبما قلته أنا: قلبي علينا.