د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز :
تزداد التخوفات و تعلو الأصوات القلقة منذرة بكارثة كبرى ستعصف باليمن بيئيا و اقتصاديا و اجتماعيا حيث يبدو أن نذر الكارثة قاربت بحسب الخبراء.
خزان ناقلة النفط صافر الذي بداخله أكثر من مليون طن من النفط الخام بدأ في التآكل ، اليوم ومع اقتراب خطر تسرب النفط إلى مياه البحر الأحمر في كارثة يجوز إدراجها في إطار الكوارث البيئية الكبرى التي تعرض لها العالم.
موقف الأمم المتحدة
توالت المناشدات و التصريحات من مسؤولي المنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عبر يوم أمس الأول 14 أغسطس عن قلقه البالغ إزاء حالة ناقلة النفط صافر، الراسية قبالة سواحل محافظة الحديدة، إذ لم تتم صيانة الناقلة القديمة، تقريبا، منذ عام 2015.
وقال غوتيريش، في بيان له، إن أي تسرب نفطي كبير أو انفجار أو حريق قد تكون له عواقب بيئية وإنسانية وخيمة على اليمن والمنطقة.
وحذر من أن أي تسرب محتمل للنفط إلى البحر الأحمر سيضر، بشدة، بالنظم البيئية للبحر، التي يعتمد عليها 30 مليون شخص، في جميع أنحاء المنطقة.
وجاء في بيان غوتيريش أن التسرب للنفط سيؤدي إلى إغلاق ميناء الحديدة، لعدة أشهر، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الحادة، أصلا، في اليمن ومنع ملايين الأشخاص من الحصول على الغذاء والسلع الأساسية الأخرى.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة على إزالة أي عقبات أمام الجهود اللازمة للتخفيف من المخاطر التي تشكلها ناقلة النفط، دون تأخير.. داعيا إلى السماح لخبراء تقنيين مستقلين بالوصول غير المشروط إلى الناقلة لتقييم حالتها وإجراء أي إصلاحات أولية محتملة. حيث سيوفر هذا التقييم الفني أدلة علمية حاسمة للخطوات التالية التي يجب اتخاذها من أجل تجنب الكارثة.
وفي 15 يوليو الماضي أعلنت الأمم المتحدة أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء للتعامل مع ناقلة النفط المتدهورة ، فهناك خطر من أن تتسرب أربعة أضعاف كمية نفط كارثة إكسون فالديز عام 1989 بالقرب من ألاسكا.
وقال مارك لوكوك، مدير المساعدات بالأمم المتحدة، في اجتماع لمجلس الأمن بشأن هذه المسألة، إن المياه بدأت تتسرب في 27 مايو إلى غرفة محرك الناقلة ، حذر لوكوك أنه من المستحيل تحديد المدة التي قد تصمدها السفينة .
من خلال هذه التصريحات والإدانات يتضح جليا أن قدرة العالم على التدخل تبقى محدودة و موضوعا للتساؤل. فهي لاتتعدى التصريحات والمناشدات.
موقف الحوثيين
الحوثيون اشترطوا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث حصولهم على قيمة النفط الموجود على الناقلة ( صافر) والذي يقدر بثمانين مليون دولار مقابل الموافقة على إجراء صيانتها، لكنهم غيروا رأيهم وأصبحوا الآن يرون السفينة على أنها رادع شبيه بامتلاك سلاح نووي، فيما ترغب بعثة الأمم المتحدة بإجراء تقييم فني وأي إصلاحات أولية قد تكون ممكنة على الناقلة ومن ثم إفراغها من النفط.
إن حصل وتسرب النفط إلى مياه البحر الأحمر ، ستكون كارثة ذات مخاطر إبادية قد تؤدي إلى إنهيار أعمدة البلد وتزيد من معاناة الشعب الأكثر بؤسا في العالم .