fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

نحو مفهـومٍ آخَـرَ للعُزْلَـةِ

أحمد عزيز الحسين – الناس نيوز :

 

الكلامُ مع النّفْسِ هو كلامٌ مع (آخرَ) مُتخيَّل تجرّدهُ (النّفسُ) من (ذاتها)، وتحاورهُ لتُحسِنَ التّخلُّصَ من حالةِ القلقِ والتّوتُّرِ التي تعيشها، وتستطيعُ الاستمرارَ في حاضرها. ويُمسِي الحوارُ في هذه الحالة، قائماً مع ذاتٍ أخرى (مفتَرَضَة)، لا معَ (الذّاتِ) نفسها. وبقدْر ما تكونُ الذّاتُ مغتربةً في حاضرها، وتنعدمُ أمامها سبُلُ الحياةِ الكريمةِ والمُترَفةِ فإنّها تتقوقعُ على نفسها، وتميل إلى الحوارِ مع (آخرَ) مفترَضٍ للتّخلُّصِ من معاناتها، والتّغلُّبِ على العقباتِ التي تواجهها في حاضرها.

وفي زمنٍ أصبح فيه الحصولُ على الاحتياجاتِ الأساسيّةِ صعباً لمعظمِ الشّرائحِ الاجتماعيّةِ المُقصاةِ في أسفلِ القاعِ يكثرُ ميلُ (الفردِ) إلى العزلةِ، وتنعدمُ رغبتُهُ في التّواصُلِ مع (آخَـرَ)، وحتّى حينَ يحاورُ هذا (الآخَـرَ) فهو لا يفعلُ ذلكَ بغيةَ الحصولِ على رأيه، بل ليوصلَ إليه معلومةً أو حُكْماً تبنّاه مسبقاً؛ وأصبح بحُكْمِ (الحقيقةِ) بالنِّسبة إليه؛ وهكذا يتحوّلُ (كلامُهُ) مع (الآخَـرِ) إلى نوعٍ من (الشّكوى) التي تنعدم فيها إمكانيةُ الحوارِ وتبادُلِ وجهاتِ النّظرِ المُتغايِرةِ؛ فيغدو ( المشكُوُّ ) إليه ( ذاتاً) أخرى تنقلُ إليها (أنا المتكلّمِ) حكماً؛ ولكنْ من دون أن ترى أنّ من حقِّها المناقشةَ فيه؛ إذ إنّ ما تنقلهُ (ذاتُ المتكلِّمِ) في هذه الحالة، يصبح هو (الحقيقةَ) نفسَها، وليس مجالا مفتوحاً للحوارِ مع (الآخَـرِ)؛ لأنّ (الذّاتَ) التي تتكلّمُ قد ناقشتْهُ مع نفسها، ودوّرتْهُ في ذهنها غير مرّة، وتأكّدتْ من صحّتهِ، وحين قرّرتِ الحديثَ عنه مع (آخَـرَ)، ونقْلَهُ إلى العلنِ؛ أمسى بحكمِ (البديهةِ) أو (الحقيقةِ) التي لا تقبلُ النّقاشَ بالنّسبة إليها، ولم تعدْ بحاجةٍ إلى تفحُّصِ هُوِيّتِهِ، والتّأكُّدِ من صحّتهِ.

وما يدور بينها وبين الآخرينَ من (حوارٍ مزعومٍ) في هذه الحالةِ، إنّما هو أداةٌ لنقلِ الحقيقةِ إلى (الآخَـر) بعد أن انتفتْ إمكانيّةُ دحضِها من قبل هذا الآخَـر، وأمسَتْ بحكمِ (الحقيقةِ المُنزَّلة) التي لا تقبل النِّقاشَ والحوارَ.

 

وفي المجتمعاتِ البطركيّةِ والمأزومةِ يُمسِي من الصّعبِ إجراءُ حوارٍ بين طرفينِ يملكُ كلٌّ منهما وجهةَ نظرٍ مُغايرةٍ للآخَر، ذلك أنّ الحقيقةَ، في رأيهما، لها وجهٌ واحدٌ لا يقبل النّقاشَ أو الحوارَ، وهذا دليلٌ واضحٌ على أنّ الفضاءَ البطركيّ الذي نعيشُ فيه قد أفلحَ في صياغةِ فردٍ مُنمَّطٍ قطع علاقتَهُ مع (الآخَـرِ)، وأمسى حتّى حينَ يتكلّمُ معه فإنّما يتكلَّمُ مع نفسهِ لا غيرَ .

ولأنّنا انشغلنا عن (ذواتنا) بلقمةِ العيشِ المُرّةِ انقطعتْ علاقتنا مع الفضاءِ الواقعيِّ الذي نعيشُ فيه؛ وأمسينا عاجزينَ عن التّمتُّعِ بمافيه من سحرٍ وفرادةٍ وجمالٍ، ولَم يعدْ يُثيرنا من الدّاخلِ مرأى وردةٍ نابتةٍ في صخرةٍ، أو مشهدُ نبتةٍ متسلّقةٍ على جدارٍ، أو طفلٌ يلحقُ بفراشةٍ، أو يطاردُ عصفوراً لمّا ينبتْ ريشُه بعد، وأمسى ذلك من الكماليّات، بل أزعمُ أنّ علاقتنا بما هو خارجَ ذواتنا قد انقطعتْ تماماً، وهكذا أمسينا شعوباً مُغيَّبةً عن ذواتها ومتخشِّبةً، ولا تحلم إلّا بتوفيرِ الحاجاتِ الأساسيّةِ، وتُجبَر على الاستغناء عن كلِّ ما له علاقةٌ بالرّوحِ من أدبٍ، وفنٍّ، وموسيقا، ومسرحٍ وما شاكلها.

 

ونحن نختلفُ، في هذا بلاشكّ، عن الشُّعوبِ، التي تعيشُ في أوطانٍ مستقِّرةٍ تتيح لها حكوماتُها تحقيقَ ذواتها، وصياغةَ هُويّاتِها بالشّكلِ الأمثل، وتُغنِيها عن الانشغال بلقمةِ العيش، وتوفِّر لها من الدّخلِ الماديّ ما يجعلها تستمتع بما في أوطانها من متعٍ روحيّةٍ وفنيّةٍ، وهي لا تكتفي بذلك بل ترحل في كلّ عامٍ لزيارة المتاحف والآثار والمنتجعات السّياحيّة في بلدان أخرى بغية زيادة معارفها، وإثراء حياتها الوجدانيّة والرّوحيّة.

ترى: ألا نكونُ في هذه الحالةِ، التي أجبِرْنا على الرُّكونِ إليها، قد سلّمنا الرّايةَ، وقبلنا بالهزيمة؟

وكيف يمكننا أن نُعِيدَ إلى حياتنا ألقَهَا، ونستعيدَ ذواتَنا الضائعةَ وهُوِّياتِنا المفقودةَ بعد أن آلَ حالُنا إلى ما هو عليه الآن ؟!

إنّه سؤالٌ برسمِ الإجابةِ … ؟!