طهران – الناس نيوز ::
ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الخميس، أن مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 11 من أفراد الأمن الإيرانيين وقُتل منهم 16 مسلحاً خلال هجومين على مقرين للحرس الثوري في إقليم سيستان وبلوشستان بجنوب شرقي البلاد.
وذكر التلفزيون الرسمي أن الاشتباكات وقعت الليلة الماضية بين مسلحين من جماعة جيش العدل وقوات الأمن في مدينتي جابهار وراسك.
وقال نائب وزير الداخلية، مجيد مير أحمدي، للتلفزيون الرسمي “فشل الإرهابيون في تحقيق هدفهم المتمثل في الاستيلاء على مقري الحرس الثوري في جابهار وراسك”.
وأفاد التلفزيون الرسمي بأن 10 آخرين من أفراد الأمن أصيبوا أيضا في الاشتباكات التي دارت في الإقليم الفقير الذي تسكنه أغلبية من المسلمين السنة.
من جهته، نفى “جيش العدل” في بيان له التصريحات الإيرانية بشأن عدد الخسائر البشرية في صفوف القوات العسكرية الإيرانية، وادعى “جيش العدل” أنه قتل ما لا يقل عن 200 عنصر من القوات الإيرانية.
وفي وقت سابق، قالت الداخلية الإيرانية إن المسلحين احتجزوا رهينة داخل أحد المقرات الأمنية التي هاجموها، مساء الأربعاء، وإنها تتعامل بحذر شديد لإنقاذ حياة الرهينة التي لم يتبين أي تفاصيل عنها.
واعتبرت الداخلية أن الهجوم، الذي تبنته جماعة “جيش العدل” المعارضة، والذي استهدف مقرات لحرس الثورة والبحرية في إقليم سيستان وبلوشستان بهدف أسر أو قتل أفرادها “واجه فشلا بالكامل”.
وذكرت الوكالة أن عددا ممن وصفتهم بـ”الإرهابيين” قُتلوا في الهجمات، مضيفة أن القوات الأمنية تحاصر المسلحين.
ونسبت لنائب وزير الداخلية لشؤون الأمن وإنفاذ القانون سيد مجيد مير أحمدي، القول إن “العمليات المتزامنة للإرهابيين في تشابهار وراسك باءت بالفشل في ظل التصدي لهم من قبل القوات الأمنية وإنفاذ القانون”.
وأضاف مير أحمدي “تم دحر الإرهابيين الذين هاجموا مقر الحرس الثوري في تشابهار ولجأوا إلى المبنى المجاور، وهناك أربعة إرهابيين محاصرون”.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت، مساء الأربعاء، بمقتل ثلاثة من عناصر الأمن ومسلحين اثنين، وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم على نقطتين عسكريتين جنوب شرقي البلاد.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية عبر حسابها على منصة “إكس” لقطات تظهر أشخاصاً يحملون أسلحة رشاشة ويحتمون بسيارات في الشارع وسط أصوات إطلاق رصاص، قائلة إنها لتبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والمسلحين.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق اليوم أن هجوماً وقع على مركزين عسكريين وسط مدينة تشابهار جنوب شرقي إيران، أحدهما مخفر للشرطة، مشيرة إلى أن الهجوم نفذه عناصر مرتبطون بجماعة “جيش العدل” المعارضة.
وطالب “جيش العدل” المواطنين بالابتعاد عن مكان الاشتباك في مدن جابهار وراسك وسرباز، والعودة إلى منازلهم.
من هو “جيش العدل”
يذكر أن “جيش العدل” هو منظمة مسلحة بلوشية معارضة للحكومة الإيرانية، تقول إنها تقاتل من أجل حقوق البلوش القومية والمذهبية في إيران، في حين تدرجها الحكومة الإيرانية وحكومات غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في قائمة التنظيمات الإرهابية.
يبلغ عدد البلوش في إيران نحو 4 إلى 5 ملايين في محافظات شرقية وجنوب شرقية إيرانية، ويشكلون الأغلبية في محافظة سيستان وبلوشستان المجاورة لولاية بلوشستان باكستان، وتشهد هذه المحافظة اشتباكات دموية متكررة بين تنظيمات بلوشية والقوات العسكرية الإيرانية منذ عقدين ونيف.
وكانت المنطقة، وهي متاخمة لأفغانستان وباكستان، منذ فترة طويلة مسرحا لاشتباكات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية والمسلحين، وكذلك تجار المخدرات. وإيران طريق عبور رئيسي للمخدرات المهربة من أفغانستان إلى الغرب وأماكن أخرى.
وفي ديسمبر، هاجمت الجماعة المسلحة مركزا للشرطة في راسك، مما أسفر عن مقتل 11 من أفراد الأمن.
واستهدفت إيران في يناير قاعدتين للجماعة في باكستان بالصواريخ، وهو ما قوبل برد عسكري سريع من إسلام آباد التي استهدفت من قالت إنهم مسلحون انفصاليون في إيران.