جورج غصن – الناس نيوز ::
حققت رواية ” نحّال حلب” للكاتبة البريطانية ” كريستي لفتيري” انتشاراً كبيراً ودخلت في قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، ونالت جوائز أدبية وشاركت في ندوات ونقاشات ثقافية، وبيع منها أكثر من نصف مليون نسخة، ثم اختيرت أفضل كتاب صوتي في 2020.
عاش بطل الرواية نوري إبراهيم في حلب حياة بسيطة مع زوجته عفراء الفنانة التي كانت ترسم وتبيع لوحاتها وابنهما الصغير، محاطين بالعائلة والأصدقاء في حلب وحدث ما لم يكن أحد يتصوره، حيث جلبت لهم الحرب الدمار لكل شيء يحبونه ويهتمون به، وأجبرتهم الحرب اللعينة على الفرار بعد أن فقدا صغيرهما الوحيد ابن هذه الحرب وتفقد عفراء بصرها نتيجة انفجار قنبلة، فتحزن على ابنها وتعيش معاناة الصدمة لتبدأ الاعتماد كلياً على زوجها من أجل التأقلم مع إعاقتها الجسدية.
وفي رحلة محفوفة بالمخاطر عبر تركيا إلى اليونان، عبر سفر نوري وعفراء مواجهين الآلام باحثين عن إعادة الحياة بعد الحطام وتشجيع نفسسيهما، ليصلا إلى بريطانيا ويسعيا لاكتساب حق اللجوء كي يستمرا بالبقاء والاندماج والشعور بالأمان ليكتشفا نفسيهما مرة جديدة في بلد اللجوء.
ينشئ نوري مع ابن عمه مصطفى الذي وصل إلى بريطانيا قبلهما منحلاً في يوركشاير ويقوم نوري بتربية النحل ويعلم زملائه اللاجئين كيفية الاعتناء بالنحل.
تتحدث رواية ” نحّال حلب” عن الكثير مما يحدث في العالم اليوم وتعرض سرداً متميزا بذكاء وعناية، وقالت الكاتبة عبر صفحتها في تويتر: إنها كتبت الرواية لتلفت الانتباه إلى قضايا اللاجئين في كل أنحاء العالم خاصة أنها تنتمي إلى أسرة لاجئة أيضاً اضطرت لترك بلدها قبرص بسبب الحرب القبرصية
عام 1947، وجاء في الغلاف الأخير للرواية الآتي:
” في خضم الحرب، هو وجد الحب”…” في وسط الظلام، وجد الشجاعة”…” في خضم المأساة، وجد الأمل”.
وُصفت رواية ” نحّال حلب ” بأنها شهادة انتصار الروح البشرية لأنها مكتوبة بشكل جميل قوية في سردها، ووصفتها الكاتبة هيذر موريس بأنها: “رواية متقنة الصنع وذات أهمية دولية لديها القدرة على جعلنا نفتح أعيننا ونرى”.
وقد وجدت نفسها في حالة من التدهور العاطفي بعد أن نالت جوائز عدة وبيع ما يزيد عن نصف مليون نسخة عبر دار النشر “زافري ” ومواقع مرموقة كأمازون وغيرها وقالت لصحيفة الإندبندنت الإيرلندية :
عندما صدر الكتاب، كان يجب أن أقول مثل: يا إلهي، هذا رائع، سأستمتع بكل لحظة، شعرت بالإرهاق التام، وهي في الواقع نقطة اعتقدت فيها: شيء ما ليس هنا سأذهب لرؤية طبيب نفساني، بدأت بتناول الدواء. هدأت واستقرت قليلاً في نفسي، الشيء المضحك هو أنني كنت أعلم أنه كان يجب أن أكون سعيدةً، لكنني لم أكن على ما يرام حقاً” .
وكانت الكاتبة ليفتري قد أمضت موسمين صيفيين متطوعة في مخيم للمهاجرين في أثينا في عام 2016 في مخيم للاجئين تدعمه اليونيسف في أثينا، تحدثت خلالها مع عشرات السوريين في المخيم وكانت تلك المحادثات الأساس والعمود الفقري لرواية نحال حلب.
وترجمت دار الخان للنشر والتوزيع الكويتية رواية نحّال حلب إلى العربية في عام 2020 عبر المترجم مهدي سليمان.