المهندس هيثم الموراني – الناس نيوز ::
يسعدني أن اخاطب كافة منظمات حقوق الإنسان، والهيئات والجمعيات الإنسانية والمدنية المدافعة عن حرية الإنسان وصون كرامته، وحقه في الحياة.
يسعدني أن أخاطب كل حر شريف على مساحة الكرة الأرضية، لأنني أعتقد الآن هناك تحد كبير تلتقون عليه في سورية الجديدة وجه لوجه مع الحقيقة، إنه إمتحان غاية في الصعوبة ، قل نظيره ، إنها فرصة ذهبية لكم كي تثبتوا مصداقيتكم في تبني القضايا العادلة للشعوب المظلومة والدفاع عنها، وفضح الانتهاكات اللأخلاقية وغير الإنسانية التي تطال شعوب العالم والتصدي لها ومواجهتها، وتظهروا لشعوب الأرض قاطبة مدى إلتزامكم بقاضياه العادلة، والدفاع عنها وفضح المجرمين ومحاسبتهم مهما كان موقعهم، لتحقيق العدالة في استرجاع الحقوق وتضميد الجراح.
لقد عانى الشعب السوري على مدى نصف قرن ونيفّ ألواناً شتى من أشكال القهر والظلم والعذاب، وكم الأفواه، والتهجير القسري والتغييب، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فلا يوجد بيتاً واحداً في سوريا لم يطاله هذا الظلم والقهر من قبل نظام حكم ديكتاتوري أرعن تقوده عائلة متمرسة في الإجرام والفساد، عائلة وضيعة المنشأ “مجهولة الهوية والنسب”، حوّلت سوريا من رائدة في تاريخ الحضارة الإنسانية إلى بؤرة نتنة للإجرام والفساد.
هذه العائلة الأسدية “المسخ” دمرت مقدرات الدولة السورية، وسرقت خيراتها، وباعت آثارها العظيمة، مسحت ماضيها المضيء، وزوّرت التاريخ، وكممة الأفواه وقتلت كل سوري حر شريف يدافع عن وطنه ويفضح أمرها، غيبّت ملايين السوريين في جحور لا يمكن للحشرات أن تعيش فيها ولا ترقى لأن تكون سجون بل قبور لأرواح ترفض الخنوع وأجساد تصارع الموت، قتلتهم بدم بارد وباعت أعضاء أجسادهم، وطحنت عظامهم، وما شاهدتموه من مناظر تقشعر لها الأبدان في “سجن صيدنايا” ما هي إلاّ نقطة صغيرة في مجلّد القهر والظلم وانتهاكات حقوق الإنسان، تتجاوز بمئات المرات “الهولوكوست” المحرقة النازية بحق يهود أوروبا.
لقد طاردتم النازيين سابقاً على جرائم ليست أكثر دموية وظلماً مما عاناه الشعب السوري وتمت محاسبة معظمهم، وها نحن الآن نناشد ضمائركم في مساعدتنا لتحقيق العدالة والانتصار للشعب السوري المكلوم ومؤازرته في القبض على كل شخص أجرم بحقه وسرق سنين عمره وأحلامه، ونهب ثرواته وآثاره التاريخية التي تعتبر مُلكاً للعالم أجمع، ودمّر مقدرات الدولة وأحرقها، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم التي مازلت ملطخة بدماء الأبرياء وتشهد على حقيقة إجرامهم، وفي مقدمتهم رئيس جمهورية الكبتاجون “الهارب” وجميع أفراد عائلته وأقربائه وأنسبائه، وكل خائن مجرم من عصابته تثبت إدانته.
إنه امتحان القرن الحادي والعشرين، امتحان الضمائر والقيم الأخلاقية والإنسانية، سيخضع له كل مسؤول وصاحب نفوذ، وكل إنسان حر كريم على مساحة الكرة الأرضية، فإمّا أن تكونوا أصحاب ضمائر حية تثبتون جدارتكم والتزامكم بحماية حقوق الإنسان وضمان أمنه وأمانه وصون حريته وكرامته ، جهودكم ستثمر إذا ما سرتم أكثر إتجاه التأكيد على المحاسبة لانه لا عدالة دون محاسبة ؟!.
إن حاول البعض تفشيل جهودكم ، بهدف نجاة المجرمين ، بعد كل ارتكبوه من جرائم بحق السوريين والبشرية ، فذلك يتطلب منكم مضاعفة جهودكم ، من أجل بلسمة جراح الشعب السوري المعذّب، المشرّد، ودموع الأمهات والأطفال، ودماء الأبرياء الذين غيبهم الموت تحت سياط المجرم الهارب وأعوانه من المرتزقة الجزارين.
السوريون على مختلف أطيافهم ومشاربهم يؤمنون بعدالة السماء، ولكنهم لن يتنازلوا مطلقاً عن حقهم في إنزال القصاص العادل بكل من خانهم بعد أن وثقوا به وأمنوا له فانقلب عليهم وأجرم بحقهم ودمر وطنهم وقتل أهلهم وأحبتهم وسرق الوطن وهرب غير مأسوفاً عليه.
عاشت سوريا حرة أبية وستبقى عزيزة شامخة يحميها رجال أشداء.