د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز :
عقدت الجمعية البريطانية اليمنية ندوة بتاريخ 4 مارس آذار 2021م عبر الاتصال المرئي بعنوان ” إنهاء الحرب الأهلية في اليمن وتحقيق السلام ” شارك فيها نخبة من الباحثين والأكاديميين اليمنيين والأجانب، بينهم أمة العليم السوسوة ، وزيرة سابقة لحقوق الإنسان في اليمن ، وعبد الغني الإرياني باحث في مركز صنعاء للبحوث والدراسات ،واليستر بيرت وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني السابق ، وزير الدولة السابق في وزارة التنمية البريطانية ، وجوناثان باول الرئيس التنفيذي لمنظمة Inter Mediate لحل النزاعات حول العالم . وقد بحثت الندوة سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه اليمن.
وشارك كاتب السطور هنا الدكتور خالد عبد الكريم إلى جانب الشخصيات الذين وجهت إليهم الدعوة للمشاركة في الندوة الافتراضية ، وكان من بين المشاركين الباحث والأكاديمي بمعهد هايدفيلد بالمملكة المتحدة الدكتور محمود العزاني، ونائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني الدكتور همدان دماج وهما من كبار المختصين بالشأن اليمني ومقيمان في شيفيلد في بريطانيا .
بدأت الندوة بلمحة عن قرارات جو بايدن التي أكد من خلالها على أن سياسته تجاه اليمن تقوم على إنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية فيها. وإلغاء الإدارة الأميركية لتصنيف الميليشيات الحوثية بأنها منظمة إرهابية أجنبية، للحد من تدهور الوضع الإنساني في اليمن. وأشارت الندوة إلى أن قرار الرئيس بايدن بشأن تعليق مبيعات الأسلحة مؤقتًا إلى السعودية والإمارات جاء استجابة لمطالب جماعات الضغط الإنسانية في واشنطن .
اليستر بيرت – الوزير البريطاني الأسبق لشؤون الشرق الأوسط في مداخلته استعرض موقف الحكومة البريطانية من تطورات الأوضاع في اليمن وأوضح ، أن صنعاء تعرضت للاختطاف من قبل الحوثيين ، الشيء الذي دفع الرئيس الشرعي إلى دعوة التحالف العربي للتدخل ، ولا ترى بريطانيا أي إشكالية في هذا الموضوع .
وأضاف اليستر بيرت ، خلال ست سنوات من الحرب اتضح للحكومة الشرعية وللتحالف أن الرهان على الحل العسكري لايكفي ، وتوصلوا إلى قناعة بحتمية الحل السياسي للنزاع في اليمن ، واستنتج أن الشرعية والحلفاء متفقون على خيار الحل السلمي ، بينما جماعة الحوثيين تريد تحقيق مكاسب عن طريق التصعيد العسكري قبل الدخول في أي مفاوضات قادمة .
وأكد اليستر بيرت أن استمرار الضغط على طرف واحد لا يجدي ، الآن الضغط على التحالف ، وهو الشيء الذي يعزز من موقف جماعة معزولة ومتشددة تعرض اليمن والإقليم للخطر . يعتقد اليستر بيرت أن اليمن بالنسبة للولايات المتحدة ورقة للمساومة في الملف النووي الإيراني .
جوناثان باول الرئيس التنفيذي لمنظمة Inter Mediate لحل النزاعات حول العالم ، خبير دولي بحركات التمرد . حيث شارك في السابق في المفاوضات بشأن منظمة إيتا التي تطالب بانفصال إقليم الباسك ، وفي كولومبيا مع الجيش الثوري الكولمبي ، ومفاوضات السلام في موزمبيق ، وكان كبير المفاوضيين البريطانيين بشأن إيرلندا الشمالية .
لخص جوناثان باول وجهة نظره بنقطتين ، الأولى ، المفاوضات تجرى عندما لا تستطيع الأطراف المتحاربة تحقيق مكاسب إضافية بالحرب . النقطة الثانية ، الاتفاقيات لاتتحقق بفرض هيمنة وجهة نظر طرف واحد ، هيمنة كاملة .
أمة العليم السوسوة في مداخلتها تحدثت عن العوامل التي شكلت أساسا لقرارات الإدارة الأمريكية ، وتطرقت إلى مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل 2013م ، معددة مزايا نتائج الحوار التي بالإمكان أن يبنى عليها في مفاوضات الحل السياسي .
عبد الغني الإرياني في مداخلته اعتبر قرارات الإدارة الأمريكية تسعى إلى إعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات ، ويرى عبد الغني الإرياني أن الحوثيين يصعدون عسكريا في مأرب لتحقيق مكاسب اللحظة الأخيرة ، وأن الحوثيين على بعد مرمى من مأرب ، لكنهم لا يهدفون إلى دخولها لإدراكهم أن بها مليوني نازح من المقاومين لسيطرتهم ، إضافة الى صمود جيش الشرعية الذي كلفهم الكثير من الأرواح .
لذا يهدف الحوثيين إلى تطويق المدينة ، واستخدامها ورقة في المفاوضات للمساومة السياسية وللحصول على نسبة من عائدات النفط والغاز ، وأكد الباحث عبد الغني الإرياني أن الحوثيين يريدون المشاركة في السلطة من موقف القوة وفرض الهيمنة .
ما يتعلق بالدعم لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن ،أجمع المتحدثون في الندوة أنه كان أقل مما تصوروا .
خلاصة الندوة أن القادم أصعب ، وما هو مطروح لا علاقة له بمستقبل اليمن ، وما تشهده اليمن حاليا هو محاولة إعادة رسم التوازنات بما يخدم السياسات الدولية .
الندوة لم تستعرض قرارات الإدارة الأمريكية مع الإستثناءات، كان لابد من الإشارة إلى التزام الإدارة الأمريكية بحماية أمن السعودية الهجمات الصاروخية وضربات المسيرات وتهديدات أخرى من القوى التي تسلحها إيران في عدة دول.
أما بشأن الحرب في مأرب فأنا أجزم أن الميليشيات الحوثية لن تستطيع السيطرة على مأرب، لأن مأرب الركن الأساسي وحجر الزاوية لليمنيين. ولصلابة الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني في مأرب، وأيضا للهبة الشعبية والقبلية للدفاع عن مأرب من الهجمة الحوثية. لهذا مآرب بعيدة المنال .