عمان – دمشق – الناس نيوز :
سليمان الخالدي – رويترز – أعاد الأردن يوم الأربعاء فتح معبره الرئيسي مع سوريا بالكامل فيما يمثل دفعة لاقتصاد البلدين الذي يواجه صعوبات في أعقاب تحرك من جانب دول عربية لإعادة دمج سوريا التي نبذتها تلك الدول خلال حرب أهلية استمرت عشر سنوات.
وتأمل سوريا، التي تقول إن العقوبات الغربية هي السبب في مشاكلها الاقتصادية، أن يسهم توسيع روابطها التجارية مع الأردن في التعافي من آثار الحرب المدمرة وجذب العملة الأجنبية التي تحتاج إليها بشدة.
وقالت مها العلي وزيرة الصناعة والتجارة الأردنية لتلفزيون المملكة التابع للدولة إن الهدف من هذه التفاهمات هو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين لتحقيق مصلحة كل من الطرفين.
وكان مسؤولون في الأردن ولبنان طالبوا الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات على سوريا لتسهيل حركة التجارة.
وخلال سبتمبر أيلول توصل الأردن ولبنان وسوريا ومصر إلى اتفاق على توصيل الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عن طريق سوريا باستخدام خط أنابيب أقيم منذ حوالي 20 عاما في مشروع للتعاون العربي.
وكانت دول عربية قد قطعت علاقاتها مع سوريا خلال حربها الأهلية التي قالت الأمم المتحدة إن 350209 قتلى سقطوا فيها.
وساندت دول عربية حليفة للولايات المتحدة منها قطر والسعودية والإمارات جماعات المعارضة التي حاربت حكومة الرئيس بشار الأسد لسنوات غير أن دمشق تمكنت من سحق المعارضة بدعم عسكري من روسيا وإيران.
ورغم أن معبر جابر مفتوح جزئيا منذ 2018 بعد أن أبعدت الحكومة السورية المعارضة من الجنوب، لم تنتعش حركة التجارة لتصل إلى مستواها قبل الحرب عندما كانت قيمتها مليار دولار.
وقال مسؤولون أردنيون إن وفدا تجاريا زائرا من سوريا على رأسه وزراء الاقتصاد والتجارة والزراعة والمياه والكهرباء سيبحث رفع القيود الجمركية.
وقبل الحرب السورية كان معبر نصيب – جابر طريقا لعبور مئات الشاحنات يوميا لنقل البضائع بين أوروبا وتركيا والخليج.
وأعرض رجال الأعمال في الأردن إلى حد كبير عن التعامل مع سوريا بعد صدور قانون قيصر الأمريكي عام 2019 وكان يمثل أقسى عقوبات أمريكية حتى الآن تمنع الشركات الأجنبية من التعامل مع دمشق.
ويأمل الأردن أن تسهم التجارة وروابط النقل عبر الحدود في دفع الاقتصاد الذي يعاني من الديون والذي تأثر بشدة بجائحة فيروس كورونا في العام الماضي.
وقد حث رجال أعمال أردنيون الحكومة على مطالبة واشنطن بتخفيف القيود على الواردات من سوريا حيث يرتبط التجار من البلدين بشراكات وثيقة.
وكان المعبر الحدودي الوحيد الذي يعمل بصورة عادية في سوريا هو معبرها مع لبنان، وفي العامين الأخيرين مع العراق بعد إعادة فتح معبر القائم في 2019.
وأعاد الرئيس السوري بسط سيطرته على معظم سوريا غير أن مناطق رئيسية لا تزال خارج سيطرته. وتنتشر قوات تركية في قطاع كبير من شمال وشمال غرب البلاد حيث معقل المعارضة كما تعمل قوات أمريكية في منطقة الشرق والشمال الشرقي الخاضعة لسيطرة الأكراد.
وستستأنف الخطوط الملكية الأردنية قريبا رحلاتها المباشرة إلى دمشق للمرة الأول منذ ما يقرب من عشر سنوات.
وكان هذا القرار واحدا من عدة قرارات أُخذت خلال اجتماع وزاري اختتم يوم الثلاثاء في عمّان لدعم العلاقات التجارية والاستثمارية وروابط النقل بين البلدين.
واعتبرت أوساط أقليمية ودولية ان نظام الأسد يعود تدريجياً إلى ” الحاضنة العربية ” من بوابة الأردن ، وان كانت بلدان عربية أعادت فتح سفاراتها في العاصمة السورية دمشق ، مثل سلطنة عُمان ، والإمارات …