دمشق – الناس نيوز ::
يبدور أن شهر العسل بين نظام الأسد وقسد قد انتهى قبل أن يبدأ، حيث سادت أجواء من التوتر بين قوات النظام في سوريا، وقوات سوريا الديموقراطية “قسد” بريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي، مع معلومات تفيد بقيام النظام باستهداف أحد مواقع “قسد” العسكرية، خلف جرى في صفوف عناصرها، اعتبر هذا الاستهداف تطور جديد في العلاقة المضطربة بين الطرفين.
وقالت مصادر محلية لوسائل إعلامية متنوعة، إن توتراً ساد في منطقة معبر التايهة جنوب مدينة منبج، مع وصول تعزيزات عسكرية تابعة للنظام وروسيا للمنطقة، حيث قام أحد عناصر ميليشيا “قسد” بإطلاق النار على إحدى السيارات الروسية، لمنعهم من الدخول، قبل أن تدخل تلك القوات بشكل إجباري وتصل قاعدتي “السعيدية والعريمة” غربي منبج.
وذكرت المصادر أن الرد جاء بقصف مدفعي مصدره قوات الأسد، استهدف موقع لمجلس منبج العسكري بثلاث قذائف في قرية أبو منديل والمقبلة، جنوب منبج، بمنطقة قريبة من معبر التايهة، خلف إصابة عدد من عناصر الميليشيا، في تطور جديد بين الطرفين.
وسبق أن قال موقع “المونيتور” الأمريكي، إن روسيا تستغل بشكل انتهازي ضعف الأكراد شمال شرقي سوريا لدفعهم إلى صفقة شاملة معها، في ظل الحديث عن تفاهمات بين النظام وميليشيا “قسد” بإشراف روسي، وأوضح أن روسيا ترى ان يقطع الأكراد علاقتهم مع الولايات المتحدة، ويعيدون السيطرة، لا سيما على الموارد النفطية، إلى النظام السوري، في استسلام تدريجي يضمن احتفاظ موسكو بنفوذها.
وكان قال “صالح مسلم” رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، إن وفد الحزب عاد خائباً من دمشق، بعد أن ذهب وطرق باب النظام السوري، في وقت تطال الحزب انتقادات كبيرة حول مساعيهم المستمرة للتقارب مع نظام الأسد الذي يفرض شروطه بقوة ويفشل أي محاولة للحوار.
وأضاف مسلم: “لم تكن هناك أي مباحثات مع النظام، كان هناك اتفاق سابق عام 2019 مع دمشق والقوات الروسية بهدف وقف إطلاق النار مع تركيا”، وأضاف” ليس هناك وعود لنا من قبل النظام أو الروس”.
وأشار بالقول: ” نحن في الإدارة كانت لدينا لقاءات مع القوات الروسية وحاولنا البدء بحوار مع النظام لكن الوفد الذي ذهب وطرق باب النظام عاد خائباً”، والسبب برأيه “”لأن النظام لم يغير ذهنيته وهو ليس جادا في التباحث بالشؤون السياسية في سبيل الحل السياسي، لذلك ليست هناك وعود وإنما هناك مساعي لضم مناطقنا عبر مصالحات على غرار مصالحات درعا ومناطق أخرى”.
وساطة روسية بين النظام في سوريا وتركيا
قالت الرئاسة الروسية “الكرملين”، إن الإجابة بخصوص المزاعم عن خطة اتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام في سوريا بشار الأسد باقتراح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن لموسكو إعطاء تعليق عليها.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الشؤون السورية تمت مناقشتها من قبل قادة روسيا الاتحادية وتركيا، ما تبقى هي القضايا الثنائية للنظام في سوريا وأنقرة، وفق وكالة ريا نوفوستي.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت صحيفة “تركيا” المقربة من دوائر حكومية، أن هناك أنباء عن محادثة هاتفية محتملة بين أردوغان والأسد. وبينت الصحيفة أن الزعيم الروسي دعا الأطراف للاجتماع لإجراء مناقشات.
وقال بيسكوف للصحفيين “تمت مناقشة الشؤون السورية خلال اجتماع عقد مؤخراً في سوتشي، أما بالنسبة لآفاق الاتصالات الثنائية عبر الهاتف، فيجب أن تسأل الجانب التركي أو الجانب السوري”.
عمل مشترك يضم النظام في سوريا
وأوضحت صحيفة “تركيا”، أن أنقرة عرضت تنفيذ عمل مشترك مع روسيا وإيران والنظام السوري، ضد “دولة القرصنة” التابعة لمنظمة العمال الكردستاني في شرق البلاد، وفق تعبيرها.
وكشفت أن دولة خليجية، بالإضافة إلى دولة إسلامية أفريقية، تقومان بحركة دبلوماسية لترتيب لقاء بين أردوغان والأسد.
وتابعت بأن لقاء أردوغان وبشار الأسد الذي تصفه أنقرة بـ”المبكر جداً” يمكن أن يتم بواسطة اتصال هاتفي.
وكشفت الصحيفة، أن السلطات التركية وحكومة نظام الأسد، وصلتا إلى مرحلة تشكيل “لجنة من الخبراء المثقفين” من الطرفين المختصين بالشأن السوري، وبهذا ينتقل بالتفاوض بين البلدين إلى مستوى جديد.
في المقابل، نقلت قناة الميادين المدعومة من إيران على حسابها بموقع “تويتر” عن مصادر رفيعة في نظام الأسد، أن الحديث عن احتمال الاتصال بين أردوغان وبشار الأسد غير صحيح إطلاقاً.