fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

نعمة التعذيب في السجون

د. هيفاء بيطار – الناس نيوز

حضرت مقابلة مع شاب سوري، من قرية البيضا في الساحل السوري قرب بانياس، المقابلة طويلة حوالي ساعة ونصف، ورغم أن كل عبارة كان يقولها الشاب كانت تترك نزوفاً في روحي إلا أنني تابعتها حتى آخر كلمة، الشاب جميل ولديه كاريزما عالية وذكاء وقدرة عالية على التعبير، وعلى تحليل ما حدث له في عدة سجون لنظام الأسد، (سُجن في عمر 17 سنة وتنقل من سجن إلى سجن حتى استقر في سجن صيدنانا الرهيب، وبقي فيه ثلاث سنوات حتى عمر العشرين).

والد الشاب كان ضابطاً متقاعداً في الجيش، إلا أنه لم يتمكن من مساعدة ابنه والإفراج عنه.

جريمة الشاب ابن قرية البيضا أنه شارك بمظاهرات عديدة مطالباً مع ثلة من رفاقه ومعظم سكان قرية البيضا (نساء ورجالاً) بالحرية. وكلنا نذكر تلك اللقطة المهينة، لشباب قرية البيضا منبطحين أرضاً وأيديهم خلف ظهورهم، والكثير من شبيحة نظام الأسد، يقفزون فوق أجسادهم وهم يرددون عبارة: “بدكون حرية ما هيك وعفس عفس هالخاين”، قال الشاب إنه أحس بحصى الطريق الصغيرة تنغرس في وجهه من قوة الضرب، ومن ثقل الرجال الذين يقفزون فوق أجسادهم.

كل يوم كان يموت عدة شبان ليحضروا بدلاً منهم معتقلين آخرين، بعض السجناء كانوا يموتون من الحكة الشرسة، فهم لا يستطيعون التوقف عن الحك بسبب الجرب، حكة تؤدي إلى نزيف في كل جسمهم، ولأنه غير مسموح للسجين إلا بكأس ماء في اليوم، فكان الدم النازف من الجسم والسوائل المرافقة له كافية بموت هؤلاء السجناء، وكان الدود ينغل في جروح المعتقلين بسبب التعذيب.

قال المعتقل ابن البيضا إنه مر بمرحلة في سجن صيدنايا متسائلاً لم هو حي؟ وما الغاية من الحياة، لكن بعد موت صديقه الحميم ابن خالته، أحس أنه صار يقلده في ابتسامته وطريقة كلامه وأحس أنه لم يمت بل حاضر في روحه بقوة.

أكثر ما استوقفني في المقابلة أن الشاب تعرف بطبيب نفسي في سجن صيدنايا (وكان السجن يغص بالأطباء والمهندسين والمحامين.. الخ) وهو كان طالب بكالوريا، حاول الطبيب النفسي التقرب من الشاب وقال له: لا تكتئب، أتعرف أفضل شيء يحدث لنا في السجن؟ بحلق به ابن قرية البيضا وقال: وهل يحدث لنا شيء جيد في السجن؟! أجاب الطبيب النفسي بكل ثقة: أجل أفضل ما يحدث لنا في السجن هو التعذيب، واسمح لي أن أشرح لك كيف. تخيل لو أنك جالس طوال الوقت في هذا المربع الصغير الذي بالكاد يتسع لك مقرفصاً يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة تلو سنة، سيتجمد الدم في عروقك، ستجن، ستكون عاجزاً عن الحركة، حين يعذبك الجلاد فأنت تتحرك، تلوي كتفك وتحرك عنقك وتقفز على رجليك، حين تذهب إلى المرحاض فأنت تمشي في رواق طويل، تحت الضرب حتى تصل المرحاض، لكنك تتحرك وكل ضربة يوجهها لك السجان وأنت قاصدٌ المرحاض، تجعل عضلات كثيرة في جسمك تتحرك وبالتالي الدورة الدموية في جسدك تتحرك ولا تموت. هذه الفكرة الصحيحة طبياً ونفسياً جعلت المراهق ابن البيضا يقاوم الجلاد ولم يمت وهو مذهول فعلا كيف لم يمت!

أن يكون التعذيب المُروع للمعتقلين في السجون وقاية من الموت بل رفاهية، فكرة قد تدفع إلى الجنون، لكن تبدو منقذة في جحيم سجن صيدنايا المؤلف من مبنيين، أحدهما أحمر لأنه مصبوغ بدماء المعتقلين الذين قتلوا.

حالياً ابن قرية البيضا طالب في جامعة هارفرد في أمريكا. نزح أولاً إلى السويد وتعلم لغتها. وتفوق في دراسته في جامعه هارفرد. ما ساعده ألا ينهار نفسياً طبيب نفسي مُعتقل، أقنعه أن أفضل ما يحصل في السجن هو التعذيب لأنه يحرك الدورة الدموية.

كل سوري حر، كل سورية حرة، هما أبناء وبنات قرية البيضا العظيمة، كما كل باقي المناطق السورية الثائرة على نظام الإجرام الأسدي، والحقد التاريخي المتشكل منه هذا النظام الذي خطف سورية ولا زال منذ نصف قرن.

المنشورات ذات الصلة