طهران وكالات – الناس نيوز ::
قبل ستة أشهر، قام مجلس خبراء القيادة في إيران بشطب اسم رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، من قائمة المرشحين المحتملين لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، بحسب تقرير لـ”رويترز”، في حين سألت مجلة “ذي إيكونوميست” عما إذا كانت وفاته مدبّرة من قبل رجال في النظام الإيراني لتعزيز مصالحهم.
المنافسة على خلافة خامنئي
وذكرت إذاعة فردا الأميركية الناطقة بالفارسية أن رويترز أوردت الخبر يوم الاثنين 20 مايو، نقلاً عن مصدرين قريبين من الأمر.
وجاء في تقرير “رويترز” بعنوان “وفاة رئيسي يمكن أن تزيد المنافسة على خلافة خامنئي”: “قال مصدران قريبان من هذه القضية إن مجلس الخبراء، وبسبب تراجع شعبية إبراهيم رئيسي وسوء إدارته للبلاد والوضع الاقتصادي الرديء الناجم عن العقوبات الأميركية، أقدم قبل نحو ستة أشهر على حذف رئيسي من قائمة الخلفاء المحتملين لعلي خامنئي”.
وقال أحد المصدرين إن رجال الدين المتنفذين الداعمين لإبراهيم رئيسي مارسوا ضغوطا قوية لإعادته إلى هذه القائمة.
وفي غياب رجال دين من قبيل أحمد جنتي وحسن روحاني وصادق لاريجاني في مجلس خبراء القيادة، حظي إبراهيم رئيسي بأفضل فرصة لرئاسة هذا المجلس الذي عقد جلسته اليوم من دون حضوره، وانتخب حمد علي موحدي كرماني بأغلبية 55 صوتًا رئيسًا للمجلس.

“إن رجال الدين المتنفذين الداعمين لإبراهيم رئيسي مارسوا ضغوطا قوية لإعادته إلى هذه القائمة”
تقرير “رويترز” جاء تزامنا مع تقرير لمجلة “إيكونوميست” أوردت فيه إنه “قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2021، استبعد مئات من المرشحين المحتملين، ومن بين السبعة الذين سُمح لهم بالترشح، لم يكن لأحد منهم فرصة معقولة للفوز إلا السيد رئيسي. وفي حين أن النظام لا يحظى بشعبية عند كثير من الإيرانيين، فمن المحتمل أن يجنح النظام إلى قمع أي احتجاجات عامة تندلع حول الانتخابات، كما فعل في الماضي”، كما أوردت ترجمة خاصة بمجلة “المجلة”.
وأضاف تقرير “إيكونوميست” أن رئيسي كان “مرشحا توافقيا مثاليا لنظامٍ تسوده النزاعات. ولا يمكن لأحد أن يشكك في مؤهلاته المتشددة، لكنه افتقر إلى قاعدة قوية خاصة به. وقد أمل المحافظون المتدينون في استخدامه لتعزيز مصالحهم، وكذلك عسكريو “الحرس الثوري الإسلامي”. وليس من الواضح مَنْ غيره يمكنه أن يملأ هذا الدور”.
هل دبّر سياسيون حادث التحطم؟
وكتبت “ذي إيكونوميست” مضيفة “الخلافة الأهم تقع أبعد قليلا في المستقبل. فقد بلغ السيد خامنئي 85 عاما الشهر الماضي. وقد اعتقد الإيرانيون في السنوات الأخيرة أن هناك مرشحين اثنين فقط لتولي منصبه بعد وفاته. أحدهما هو الابن الثاني للسيد خامنئي، مجتبى، الذي كان يعمل على تعزيز مؤهلاته الدينية في السنوات الأخيرة، وهو ملتزم بإطالة عمر النظام. أما الثاني فهو السيد رئيسي. وعلى الرغم من ذكر رجال دين آخرين كمرشحين آخرين يحتمل فوزهم، فإنه من الصعب أن نتخيل حصولهم على الدعم الكافي”.
وأردف التقرير “يبدو أن “الحرس الثوري” الإيراني صاعد سياسيا، فنفوذه العدواني يفسر الهجوم الإيراني الأخير وغير المسبوق على إسرائيل. إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه راغب في أن يُنظر إليه بوصفه هو من يعين الرئيس، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن صاحب هذا المنصب هو من يلومه الشعب على وضع إيران الاقتصادي البائس”.
كما أشار التقرير إلى خلاصة مهمّة: “لقد حاول المتشددون على مدى سنوات ضمان خلافة سلسة، فنصبوا السيد رئيسي رئيسا مع كتلة من المحافظين في البرلمان. وسيكون عليهم الآن أن يجدوا رئيسا جديدا في وقت قصير، وسيتساءل بعض السياسيين هل دبر سياسيون آخرون حادث تحطم المروحية لتعزيز مصالحهم”.





